«ترامب» ومن سبقة وجهان لعملة واحدة يتعهد بدعم إسرائيل ويتوعد حماس
نبيل ابو الياسين ….
عندما يقول:
الرئيس السابق والمرشح للإنتخابات الرئاسية الأمريكية “دونالد ترامب” إنه سيكون حليفاً أقوىّ لإسرائيل من “هاريس” يعني أنه هو ومن سبقة وجهان لعملة واحدة يدعم “إسرائيل” ويتوعد حماس، وأنه سيكون أكثر استعداداً للتغاضي عن جرائم الحرب الفظيعة التي ترتكبها إسرائيل في غزة، وعلى الرغم من مشاهدة انتقاده الآخير لغزة، إلا أن “ترامب” يستشهد بعلاقات جيدة مع مجرم الحرب “نتنياهو”، وإلتقى ترامب بالزعيم الإسرائيلي في فلوريدا، بعد يوم واحد من لقاءك لخدمه الرئيسي نائبة الرئيس الأمريكي الحالي “كامالا هاريس”، وكلاهما إنتقد سلوك إسرائيل في الحرب كدعاية إنتخابية فقط!؟.
إن”نتنياهو ” كان مستاءً من إنتقاد نائبة الرئيس الأمريكي ومرشحة الإنتخابات الرئاسية القادمة “كاملا هاريس” لبلاده علناً بشأن الأزمة الإنسانية والتجويع الممنهج في غزة، وقتل المدنيين العزل وخاصةً الأطفال والنساء منهم، ولقد أرادها أن تشيد بجرائم الحرب هذه كما فعل الجمهوريون في الكونغرس بشكل مخجل ومخزن إنتقده جميع شعوب العالم الحر، وإعتبرة الكثير بأنه يوم مظلم في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال: البعض إنه سيسجل هذا اليوم في التاريخ على أنه أحد أيام الخزي والعار في تاريخ الكونغرس الأمريكي، الذي ظهر أمام العالم بأكملة على حقيقتةُ الإجرامية، وأكد؛ للجميع بأن الولايات المتحدة الأمريكية شريك فعلي في كافة جرائم الحرب والتجويع في قطاع غزة، وجاء هذا بعد إستقبال مجرم الحرب “نتنياهو”، كما صفتةُ محكمة العدل الدولية، بالترحاب والحفاوة والتصفيق، ومنحه ساعة ليلقي رواية بمزيج من التدليس والكذب وافبركة، بينما العالم أجمع يشاهد منذ قرابة الـ”10″ أشهر جرائمه الغير مسبوقة في التاريخ ضد غزة والضفة الغربية”الهولوكوست الدموي” الذي يرتكبه بحق شعب فلسطين.
ويتساءل الجميع لماذا يغضب رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” من “كمالا هاريس”؟، ولماذا إنتقد المسؤولون الإسرائيليون نائب الرئيس الأمريكي ومرشحة الحزب الديمقراطي المفترضه للرئاسة بعد أن حثت على إنهاء الحرب على غزة، والإجابة هنا لأنهم اعتادوا منذ”57” على الدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل وتحصينها الإفلات من العقاب، فعندما تنتقد”هاريس” الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة بسبب إستراتيجية حكومة”نتنياهو” اليمينية المتطرفة في إبادة وتجويع سكان قطاع غزة يثير حفيظتهم لأن حياة الفلسطينيين ليس لها قيمة بالنسبة لهم، وإعتبرهم وزير الدفاع الإسرائيلي “يواف غالانت” في وقت سابق بأنهم حيوانات.
وجاءت تصريحات “هاريس” في مؤتمر صحفي بعد إجتماع “نتنياهو” وسط ضغوط سياسية كبيرة على رئيس الوزراء الإسرائيلي من مختلف جوانب الطيف السياسي للتوصل إلى إتفاق لوقف إطلاق النار وإنهاء العدوان على غزة،
وقالت”كاملا هاريس” إنه كانت هناك حركة مفعمة بالأمل في المحادثات لتأمين إتفاق بشأن هذه الصفقة، وكما أخبرت للتو رئيس الوزراء”بنيامين نتنياهو”، فقد حان الوقت لإنجاز هذه الصفقة، وقال: مسؤول إسرائيلي لموقع “أكسيوس” الأمريكي الإخباري، إن “نتنياهو” كان”مستاء” من بيان”هاريس” في العلن، وكان قلقاً من أن الإنتقادات ستضرب والمحادثات بشأن صفقة غزة، على أنها “نهاية” للحرب بينما كان “نتنياهو” يضغط من أجل هدنة تمكنه من إستئناف الحرب بعد تنفيذ صفقة تبادل الأسرى.
ومع إستئناف الحكومة البريطانية الجديدة تمويل “الأونروا”في قطاع غزة نرىّ أنه من المرجح أن تسحب الجهود التي لا أساس لها التي بذلتها الحكومة السابقة لتأخير توجيه إتهامات بارتكاب جرائم حرب لـ”نتنياهو” ووزير دفاعه”غالانت”، فإن الخطوة التالية تتلخص في وقف تسليح جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة، وأن سياسة المملكة المتحدة بشأن إسرائيل، التي تتماشىّ منذ فترة طويلة مع سياسة أمريكا أصبحت تتخذ إطاراً أخر في تحسين سياستها الخارجية التي جعلتها حكومة”ريشي سوناك” السابقه في عزلة داخليه وخارجية وتبتعد شيئاً فشيئاً وأصبحت الآن لا تتماشى مع سياسة الولايات المتحدة الأمريكية.
كما نرىّ أن الحكومة البريطانية الجديد ستسحب الاعتراضات على سعي المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية للحصول على أمر قضائي بحق”نتنياهو”، وهذا ما أكده؛ مسؤولان بريطانيان لصحيفة التايمز البريطانية، وتحركات في وقت سابق بريطانيا في خطوة واحدة تقريباً مع “واشنطن” في ردها على حرب إسرائيل في غزة، والآن وفي ظل حكومة حزب العمال الجديدة، تبتعد بريطانيا عن أقرب حلفائها في الصراع بكل رشد سياسي كما وصفه خبراء، وبحلول نهاية هذا الأسبوع، من المتوقع أن يتخلى رئيس الوزراء”كير ستارمر” عن إعتراضات الحكومة السابقة على سعي المحكمة الجنائية الدولية إلى إصدار مذكرة إعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي”بنيامين نتنياهو”ووزير دفاعه.
على نقيض”ألمانيا” المستمره في دعم جرائم الحرب في غزة، الذي قالت؛ إن المحكمة الجنائية الدولية يجب أن تنتظر حتى تحقق إسرائيل بنفسها، وإن “نتنياهو” يرفض أي قرار من قرارات المحكمة الجنائية الدولية، مدعياً أنها لا تريد لإسرائيل أن تدافع عن نفسها، لدرجة أنه من الواضح أن الحكومة الإسرائيلية ليس لديها خطط لإجراء تحقيق نزيه كما زعمت ألمانيا، و”نتنياهو” مستمر في توبيخ المحكمة الجنائية الدولية، ويحذر من أن “أمريكا ستكون التالية”، لقناعتة بأن الأخيرة شريك فعلي في كافة الجرائم التي إرتكبتها إسرائيلي في قطاع غزه بل أن الولايات المتحدة الأمريكية هي من تدير الحرب هناك.
وتعرضت الإمدادات الألمانية من الأسلحة إلى إسرائيل لإنتقادات واسعه ومتكررة ففي وقت سابق من العام 2024، رفع المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان دعوى قضائية ضد الحكومة الألمانية لدىّ محكمة محلية في “برلين” في محاولة لوقف صادرات الأسلحة إلى إسرائيل، ورفع المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان دعواه إلى جانب عدد من الفلسطينيين في غزة قُتل أقاربهم بهجمات صاروخية إسرائيلية، وفي يونيو 2024، رفضت المحكمة القضية على أساس أن الحكومة الألمانية إمتثلت للقانون والالتزامات الدولية في الوقت الذي سمحت فيه بالصادرات.
والذي أثار غضب الجميع وخاصةً رواد منصة”X” الذي يمتلكة «إيلون ماسك » هو دعمه لجرائم الحرب وإحتفاءه ببطولات “نتنياهو” لقتل الأطفال في قطاع غزة،
حثُ:
قلل “ماسك” من قيمة مفهوم معاداة السامية في وقت يتصاعد فيه الدفاع ضده من خلال مساواة هذا المفهوم بانتقاد جرائم الحرب التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة في غزة، وفي جولة في مصانع تيسلا، إستكشف “نتنياهو” مع “إيلون ماسك” سبل التعاون التكنولوجي مع إسرائيل،
وكتب “نتنياهو” على منصة”X “ ناقشنا الفرص والتحديات في مجال الذكاء الإصطناعي، وتأثيره على الإقتصاد والمجتمع، وإستكشفنا سبل التعاون التكنولوجي مع تل أبيب.
وختاماً:
لقد أثار دعم”جو بايدن” لـ “نتنياهو” على الرغم من جرائم الحرب التي ارتكبها في غزة إستياءً هائلاً بين الديمقراطيين، وغيرهم من الشعب الأمريكي وشعوب العالم بأكملة، والتغيير المسار يتعين على “كامالا هاريس” أن تتعهد بربط المساعدات العسكرية الأميركية ومبيعات الأسلحة بإنهاء قصف المدنيين الفلسطينيين وتجويعهم، كما يتعين على المملكة المتحدة و “ألمانيا” أن يتوقفوا عن تسليح إسرائيل امتثالاً للرأي الإستشاري التاريخي الصادر عن المحكمة العليا للأمم المتحدة، والذي يقضي بعدم قيام الدول الأعضاء بتقديم المساعدة أو إرسال الأسلحة لإحتلال الأراضي الفلسطينية.