“تحت الشواية وعلى الأسياخ”
بقلم/ عبير مدين …..
ليس جهلا ولا تقليدا ونقلا عن الآخرين أعلم أن التغيرات المناخية ضربت بلدان العالم أجمع واوشكت الخريطة المناخية على تغيير ثوابتها وهذا لأسباب عديدة لا تخفى على الأمي قبل المثقف لكن الحاذق من يجري بخطوات استباقية لمواجهة التحديات وتخفيف التبعات الاهتمام بوجود حزام اخضر والتشجير بالتأكيد يخفف من حدة درجة الحرارة ليس على مصر فقط بل على الكرة الأرضية القليلة الحظ بوجود الإنسان يخرب وينشر الفساد فيها
من المحزن أن تمشي في هذا الجو الحارق لا تجد في معظم المناطق والشوارع شجرة تحتمي تحتها من لهيب الشمس بعيدا عن احصائيات تملك السيارات في مصر الغالبية تستخدم المواصلات العامة وتكمل مسيرة حياتها سيرا على الاقدام صيفا وشتاء
احب بلدي أحبها واحة خضراء لا غابات من الاسمنت فقط كنت طفله صغيره وكان والدي حريصا على زراعة شجرة عنب في ڤرندة البيت دائم الغزل في أغصانها وكانت تحتضننا بظلالها ساعة العصاري ونحن نقرأ ونحلل ما جاء في الجرائد من اخبار على صوت المذيع وهو يقول هنا القاهره و ينبؤنا بما استجد من أحداث محليه وعالميه صحيح لم تكن الأحداث ملتهبة كهذه الحقبة الزمنية الاكثر سخونة من حرارة الجو، واتخيل لو أن والدي رحمه الله كان حيا يرزق لما نام الليل وواصله بالنهار لهثا وراء الجديد من الأخبار هنا وهناك ولما تركني انام كنا سنقضي ساعات وساعات في النقد والتحليل وبالتأكيد كنت سأصبح أوسع ثقافة من الآن
أشفق على هذا الجيل فلا ذكريات حلوه يعيش عليها ولا مستقبل واضح المعالم ينتظره وقادة العالم يلعبون بالبارود ويلوحون بالنووي كل يريد أن تكون له الأسبقية في إعلان الحرب العالمية الثالثة وكأنها سباق الجائزة الكبرى لا منعطف الهلاك
البسطاء يحلمون بالأمان ويتوقون لنسمة هواء رباني صيفا ولأشعة شمس دافئة ترمم مفاصلهم في الشتاء
نحلم بأن نعيش لا أن نظل في صراع دائم تحت شواية الخوف من القادم والموت الحتمي ندور على اسياخ الحاجة