أثر التصوف علي الحياة السياسية في مصر من قرن 3 الي قرن 7
الهجري
دكتور : كمال الدين النعناعي
(1)
يمكننا القول أن التصوف الاسلامي نبع من روح قومية أصيلة،
اذ تنشأ ( القومية) نحو أساسها الموضوعي وهو( الأمة) حيث توجد العلاقات.
واحدة حول اهداف متفق عليها..
فان هذه القومية ترجع في نشأتها بدء نشأة الجماعة الانسانية..
فالشعور القومي نزعة وجود تبزغ في نفس الانسان الكائن
بين المجموعات الانسانية المتشابهة وتجمعهم رابطة الجغرافيا من حيث المكان
ورابطة التاريخ من حيث الزمان ورابطة الحركة بين اطراف الجوار في العلاقات الخارجية
بالاضافة الي الهدف الثقافي والحضاري الذي يعزز مكانتها
فكان ينضم الي مجموعات الطريقة الصوفية الواحدة خليط قدم الي مصر من ممالك
اسلامية مختلفة وهو محل دراستنا..
فمن المعروف ان تاريخ مصر العربية كان قد بدأ في القرن الاول الهجري بدخول القبائل العربية اليها سنة 19 هجرية
وهؤلاء العرب كان من بينهم من عكف علي تعليم الناس علوم الدين وذلك في جانبها
الي أمتثال المؤمن للأوامر الشرعية واجتناب المناهي
فانتقل هذا الالتزام الي أفراد
تزهدوا وصار لقبهم الصوفية
والكتابة في المناهي اي الامور التي نهي عنها الدين الاسلامي وهي صنفان ؛
اما حث علي الأدب..
مثل كتاب الامام الغزالي وعنوانه ( المنقذ من الضلال)
فصل الأدب
والصنف الثاني
ويهدف الي نقد العمل..
مثل كتاب بن الجوزي ( تلبيس أبليس.. نقد العلم والعلماء)
وكان جامع عمرو بن العاص
مركزا لنشاط علمي فتتلمذ المصريون علي يد عبد الله بن عمرو،
ونبغ منهم كثيرون
أشهرهم في القرن الاول
سليم بن عتر التجيبي وهو
أول من قص القصص الديني
في مصر سنة 39 هجرية
بينما نحي القرن الثاني الي الاهتمام بمسائل الشريعة
وأشهر من برز في هذا المجال
يزيد بن أبي حبيب الأزدي
ومن تلاميذه المصريين الفقهاء
عبد الله بن لهيعة..
والليث بن سعد..
. الذي توفي سنة 175 هجرية