“بر الوالدين”
بقلم دكتور/ محمد عرفه…
اعلم أخي الحبيب أن بر الوالدين سبب في سعادتك في الدنيا وفي الآخرة وإذا كنت بارا بوالديك ضمنت الجنة فقال تعالي في محكم كتابه الكريم فقال تعالي ” وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمً” وقضى ربك أي امر ربك ان العبادة لا تكون إلا لله عزوجل وجعل الإحسان بوالديه بعد عبادة الله وحده وكذالك أمر الله عبده الا يهين والديه أو أحدهما ولو بأقل الألفاظ حتى لو كلمة اف وهي كلمه تشعر صاحبها بالآلام لذالك قال رسول الله صلى الله عليه” فلْيفْعَلِ البارُّ ما شاءَ أن يَفعل فلنْ يَدخُلَ النَّار، ولْيفعَلِ العاقُّ ما شاءَ أن يَفعلَ فلنْ يَدخُل الجنَّةَ” . إذا كان القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة حرمت على الأبناء كلمة اف في حق الأباء فما بالك لو اهنتهم باللفظ أو السب والشتم والضرب والتنكيل والحرمان من مالك وطعامك وشرابك أخي الحبيب جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتكي من أبيه فقال” يا رسول الله إن أبي أخذ مالي فقال صلى الله عليه وسلم اذهب وائتني بأبيك فنزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن الله يقرئك السلام ويقول إذا جاءك الشيخ فاسأله عن شيءٍ قاله في نفسه ما سمعته أذناه فلما جاء الأب وهو الشيخ إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال له ما بال ابنك يشكوك أتريد أخذ ماله فقال سله يا رسول الله هل أنفقته إلا على عماته أو أخواته أو نفسي فقال صلى الله عليه وسلم دعنا من هذا أخبرني عن شيءٍ قلته في نفسك ما سمعته أذناك فقال ذلك الرجل: والله يا رسول الله آمنا بك وصدقناك وما زال الله يرينا فيك مزيد صدقٍ ونبوة إني قلت كلماتٍ في نفسي لم تتحرك بها شفتاي قلت
غذوتك مولوداً وعُلتك يافعاً تعل بما أجني عليك وتنهل
إذا ليلةٌ ضافتك بالسقم لم أبت لسقمك إلا ساهراً أتململ
كأني أنا المطروق دونك بالذي طرقت به دوني فعيناي تهمل
تخاف الردى نفسي عليك وإنها لتعلم أن الموت وقتٌ مؤجل
فلما بلغت السن والغاية التي إليها مدى ما كنت فيك أُؤمل
جعلت جزائي غلظةً وفضاضةً كأنك أنت المنعم المتفضل
فليتك إذ لم ترع حق أبوتي فعلت كما الجار المجاور يفعل
فأوليتني حق الجوار ولم تكن عليَّ بمالٍ دون مالك تبخل
فقام النبي صلى الله عليه وسلم وأمسك بتلابيب ولده فقال: أتسمع أنت ومالك لأبيك أنت ومالك لأبيك أنت ومالك لأبيك.
فهل بعد هذا يا عباد الله يستكثر الابن على والده عطاءً أو يستكثر عملاً أو خدمة والله إن حق الوالدين عظيم ولن يجزي والدٌ ولده إلا أن يجده مملوكاً فيشتريه ثم يعتقه ولن يبلغ أحدٌ حق والديه حتى فيما فعله أو كان يظن بفعله أنه قد نال شيئاً من درجات البر بهما.
جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أمك قال:
ثم من قال:
أمك قال: ثم من؟ قال: أبوك وهذا ليس تفضيل للأم على الأب فالإسلام لا يعرف الظلم بل هو بيان لفضلها حملتك في بطنها وارضعتك من ثديها وفرحت لفرحك وحزنت لحزنك هي المخلوقة الوحيده التي لو خيروها حياتها أم حياة ولدها لفضلت حياة ولدها عنها
اغري أمري يوم غلاما جاهلا بنقوده لينال به الوتر
وقال ائتني بفؤاد أمك يا فتى ولك الدراهم والجواهر والدولار
فأغمد خنجره في صدرها وأخرج القلب على الأثر
ومن فرط سرعته هوا فتدحرج القلب إذ عثر
فناداه قلب الأم وهو معفرا ولدي حبيبي هل اصابك من ضرر
سبحان الله قتل أمه ليقبض المال وسقط القلب من يده وسقط هو على وجهه نادي القلب المنزوع من صدر الأم يطمئن على ولده إنه قلب الأم ولدي حبيبي هل اصابك من ضرر فاللهم بارك لوالدينا ووالديكم وارحم موتانا وموتاكم ودائماً نلتقي على الخير