بقلم / معتز غباش
مستشار الشؤون التربوية والتعليمية
وسط انشغال الكل في المملكة العربية السعودية باحتفالات اليوم الوطني التسعين لم تنشغل الحكومة عن الاهتمام ببرامج التطوير التي انطلقت برعاية وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ومتابعة ولي عهده الامين الامير محمد بن سلمان حفظهما الله ذخرا للمملكة ولكل الاشقاء من عرب ومسلمين.
ولان التعليم هو قاعدة الانطلاق نحو المستقبل فقد كان موضع تركيز الحكومة الرشيدة على إعداد الخطط الكفيلة بتحقيق رؤيتها للعام 2030
وبصورة يتحقق بها شعار اليوم الوطني “همة حتى القمة”.
ومن خلال متابعتي لمجريات الأمور في الساحة التربوية عامة كانت هناك إشارات مضيئة تحمل معها نقلات نوعية في قطاع التعليم العربي عامة والسعودي خاصة .
وأستطيع القول بكل اطمئنان وثقة ان
منظومة التعليم العالي في المملكة تشهد مرحلة غير مسبوقة في ظل إقرار نظام الجامعات الجديد بسياساته وأبعاده الرامية جملة وتفصيلاً إلى تطوير نظام التعليم العالي، وإطلاقه بشكل أكثر تناغمًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 وأُسسها القائمة على التخطيط والتطوير والنهوض بقطاعات المملكة المختلفة ومنظومة التعليم على وجه الخصوص.
وقد تزامنت بهجة الاحتفال
باليوم الوطني باختيار ثلاث جامعات سعودية ضمن المرحلة الأولى من تطبيق نظام الجامعات الجديد الذي ينقلها إلى عهد جديد، توسع من خلاله نطاق خدماتها المقدمة على الصعيد الأكاديمي والبحثي والمجتمعي وفي مجال الاستثمار المالي والبشري، ليكون ذلك اهم الحوافز لاي صرح تعليمي في تحقيق الأثر التنموي المرجو من صروح التعليم في المملكة، وتأكيدا على بداية جادة لنهج جديد في مسيرة العطاء والإنجاز وتهيئة أجيال الغد بأعلى معايير الجودة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي بما يضمن خلق بيئة محفزة ومنتجة تحقق التحول النوعي في عمليات التعليم ومخرجاته، وتطوير البحث العلمي والإبداع والابتكار وإحداث النقلة الإيجابية والطموح المأمول لمستقبل التعليم العالي علـى الوجـه الأكمل بإذن الله.
ونأتي إلى مشهد ملفت للأنظار يؤكد الاهتمام السعودي بدعم التعاون العربي في قطاع التعليم وهو مشهد يتضمن اشارتين مهمتين الأولى وردت في بيان صادر عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي حيث عقد الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي اجتماعا مع الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ وزير التعليم السعودي، بحضور أحمد الفريح الملحق الثقافي السعودي بمصر، وعدد من القيادات التعليمية بوزارتي التعليم السعودية، ووزارة التعليم العالي المصرية، وذلك عبر تقنية الفيديو كونفرانس
وفي البيان .أشاد الدكتور خالد عبدالغفار بالعلاقات الأخوية التي تربط بين مصر والسعودية، وخاصة في المجالات التعليمية والثقافية والبحثية، مؤكدًا استعداد الوزارة تقديم كافة سبل الدعم والتيسيرات اللازمة للطلاب السعوديين الدارسين بالجامعات المصرية، سواء في المرحلة الجامعية الأولى أو الدراسات العليا، وتذليل كافة الصعوبات التي تواجههم.
اماالاشارة الثانية فهي تتعلق بالنهج السعودي السديد في دعم التنمية في أقطار الأشقاء بإنشاء جامعة الملك سلمان التي ستبدأ في استقبال الطلاب والدارسين في عامها الأول بفروعها الثلاثة في مدن شرم الشيخ والطور ورأس سدر ضمن برنامج الملك سلمان لتنمية سيناء. المصرية بهدف الارتقاء بالمستوى العلمي ورفع التوعية والتعليم بالمنطقة والذي بدوره يقضي على الأفكار المتشددة والمتطرفة في سيناء ، كما يتيح المشروع لسكان سيناء وغيرها فرصة التعليم الجامعي، يؤهلهم للالتحاق بمجالات العمل المتوفرة بمحافظتي شمال وجنوب سيناء أو البيئات المماثلة.
وفي ختام السطوراتوقف منوجها بالدعاء سائلاً الله عز وجل أن يسدد على الحق خطى الأشقاء في المملكة ، وأن يجعلها دائماً وأبدًا منابع خير لا تنضب، ومنابر لإنجازات لا تتوقف، كما نسأله سبحانه بأن يديم على قيادة المملكة وشعبها أمناً يعم كل الأرجاء، ورخاءً ينعم به الجميع، وخيراً تنموياً مستداماً .
* كاتب مصري /
ومستشار في الشؤون التربوية والتعليمية