كتبت/ أسماء عبد الخالق
” هننضف شوارعنا بايدينا”
هاشتاج اتخذته الهيئة العامة لنظافة وتجميل القاهرة شعارًا لها، وانتشر في الأونة الأخيرة لإعادة المظهر الحضاري لشوارع العاصمة، ذكرني الشعار والهدف بأحزاب الخضر التي تهتم بالطبيعة وتدعو لنهج سياسة معينة وثابتة من أجل الحفاظ على البيئة، وزرع الأشجار والعناية بكل ماهو طبيعي.
هذا يعد الشق الأول الذي يدعو للاحتكاك الخارجي والتفاعل بين الفئات المختلفة، من نظافة وتجميل وتجريد للأتربة وصيانة لأعمدة الإنارة، ودهانها ودهان الأرصفة وغيرها..
أما الشق الثاني، إن هذه الأحزاب تدعو للعدالة الاجتماعة، المساواة بين الأجناس، احترام التعددية الثقافية، حل المشاكل بالحوار والابتعاد عن العنف.
وإن دققنا النظر في الشعار الذي اتخذته الهيئة ليتم تطبيقه بمنتهى المصداقية والشفافية سنجد أن تحقيق العدالة الإجتماعية متوفر، كيف؟
لإنه يهدف إلى إزالة الفوارق الاقتصادية الكبيرة بين طبقات المجتمع، من خلال إلغاء التتمر على فئة عمال النظافة أو عمال الحدائق ومعرفة أهمية وجودهم، ودورهم الرئيسي لجمال المجتمع والبيئة المحيطة، ومن ثم المساواة بين الأجناس.. لأن هناك مجموعة من البشر وأغلبهم المتنمرين كانوا يعتقدون أن عمال النظافة جنس آخر وفئة لا يُفضل التعامل معها، رغم إنهم لا ذنب لهم في اختيار طبيعة عملهم، إنما هي الظروف والحاجة الملحة للعيش والاستمرار وكذا المسؤولية.
من ناحية أخرى حل المشاكل بالحوار، أظنه أمر فعال جدا، لإنه كلما استمعنا لشكاوي العمال والموظفين اهتممنا بشكل أكبر بنفسيتهم ومن ثم معرفة مدى قدرتهم للعمل تحت ضغط من عدمه، وما إمكانية تحقيق العدالة لهم حتى يزيد الإنتاج وخاصة إن الهيئة العامة لنظافة وتجميل القاهرة هيئة خدمية في الأساس تسعى لخدمة المواطن ورسم معالم الجمال على شوارع القاهرة الفاطمية.
أما الإبتعاد عن العنف فهو أمر لا مناص منه، لأن العنف في معناه العام هو استخدام القوة بغض النظر عن شرعية استخدامها، و له آساليب شتى لا يشمل الضرب أو الإهانة فقط، والذي لا يمكن إنكارها مع هذه الفئة تحديدا بشكل أو بآخر، قد يشمل العنف الألفاظ النابية بحقهم أو السلوكيات الخاطئة من عدم مراعاة لمجهودهم أو عدم القدرة على كبح الغضب و السيطرة على الانفعالات..
وهنا علينا دور هام وهو العمل على زيادة الوعي الديني والأخلاقي والتربوي والتعريف بالهيئة ومهامها ودور عمال النظافة والتجميل بها، وكيفية التعامل معهم لإنهم أساس بكل مجتمع راقي ومتحضر، بالإضافة إلى زيادة الوعي الثقافي والمساواة في التعامل، وأبسطها التبسم في وجوههم كصدقة كما أمرنا رسولنا الكريم.
“ايد في ايد شوارعنا هتنضف والخير هيزيد”