كتب : حمد ابوزيد عثمان
اخصائي لنفسي و تخاطب وصحه نفسيه
ان انهيار العلاقه له عدة صور اجتماعية، خطوبة لم تكتمل، زواج أعقبه انفصال، علاقة خارج إطار ثقافة المجتمع، جميعها تمثل ضغط نفسي رهيب، البعض يتجاوزها، والبعض الآخر يقع في فخ الاكتئاب، ويظل أسيراً للماضي لفترة طويلة ولسان الحال
ما الذي حدث؟
هل هو خطأي؟.
1 قبيل انهيار العلاقة التي بدأت جيدة ثم انحدرت مع الوقت ”
أيا كانت صورة العلاقة” كان يجول في ذهن أحدهم صراعاً بين حالتين:
“أنا أستحق معاملة أفضل وعلي أن أفصل”
أو “كيف أعيش لوحدي بعد تركي للعلاقة”.
وأحد هاتين الفكرتين تنتصر، أحد هاتين الفكرتين هو الأقل ألماً.
2- بعد الانفصال المؤلم، يظل الإنسان فترة من الزمن، يلوم نفسه تارة ويتهم الآخر تارة أخرى،
يقبع في ظل الكآبة فترة ثم يتعافى نفسيا مجددا، ويزاول حياته مرة أخرى ويحاول استعادة نفسه السابقة بصحبة جرحه الغائر، لكن ليس الجميع يتمكن من النهوض مجدداً، إذ يعلق في حفرة ولا يعود.
3- الفئة الأخيرة يظل الماضي يطارهم،
صور، مواقف، استداراكات، أين الخطأ، اللحظات الجميلة أين ذهبت، ما الذي حصل، كيف حصل ما حصل، هل بي خطأ، هل أنا السبب!، ماذا لو فعلت شيئاً آخر، لماذا صمت كل هذه المدة!، لماذا ضيعت وقتي معه أو معها، ويظل العقل يدور ويدور دون توقف.
4- تدور الأفكار بالذهن بشكل لا يوصف كسيل منحدر،
وتنزوي تلك الشخصية بعيداً وتتوقف النشاطات اليومية، وتتآكل متعة الحياة بالتدريج، ويصبح الانسحاب الاجتماعي، النوم الطويل، الانعزال هو المتصدر لمشهد الحياة، الأفكار عن العلاقة وصورها لا تتوقف، وكأن العقل يحاول الحصول على إجابة عن “لماذا”.
5- ينسج العقل في هذه اللحظة عدة سيناريوهات لسير العلاقة
“لماذا لم أنتبه” وماذا لو تصرفت بشكل مختلف لربما استمرت العلاقة، وهنا ينشأ الشعور بالذنب، إما بسبب “أنا السبب” أو “لقد أضعت حياتي مع شخص لا يستحقني” ويستمر تأنيب النفس بشكل متكرر، يحاول أن يتوقف فلا يستطيع.
6- هل يمكن للإنسان أن يخرج من آثار تلك التجربة المؤلمة؟،
هل يمكنه أن يخرج من أن يكون أسير الماضي، هل يمكن أن يخرج من مزاجه المكتئب، هل يمكن أن يعود لحياته، #أسوأ ما يمكن أن يقال لهؤلاء لا تحزن، تجاوز الأمر، توقف عن التفكير به أو بها، ولكن الناس لا تعلم أنه ليس بيدهم.
7- لكن لماذا البعض يخرج من علاقة عاطفية فاشلة ويتجاوزها،؟ وآخرون يقعون فريسة لمرارتها،
وجد العلماء أن هناك نمط من الشخصيات يعيد استحضار الماضي باستمرار ويحدث نفسه به، وكأنهم جبلوا على التركيز على أسوأ ما حدث في حياتهم، رغم وجود أشياء جميلة في حياتهم لكنهم لا يرونها.
8- الأمر الآخر أن لديهم عادة ذهنية ليست عند غيرهم بهذا المستوى من الكثافة وهو سؤال لماذا، هم يسألون أسئلة ليس لها إجابة، “لماذا تركني ولم أفعل له شيئا؟” لماذا حصل لي ما حصل؟، وهذا يولّد مشاعر سلبية مكثفة دون أن يعلموا، مع مرور الأشهر يتحول لاكتئاب.
9- بل أسوأ من ذلك أنهم يتحدثون عن أمور ليس له تحكم بها
، مثل السؤال عن الآخر لماذا تصرف معي بهذه الطريقة، أو لماذا أنا دون سائر من أعرف، مهما طحن في عقله هو لا يستطيع فعل شيئ سوى توليد المزيد من الألم..
أما ماهي الحلول وماذا نفعل فى حالة الانهيار ،
سأتحدث عن ذلك في المقال القادم بإذن الله