“انت مجنون أنت لا أحد” هكذا قرأت
بقلم د.الحسين أحمد الفار
…………….. ……………. ……………..
ربما ضحكت كثيرا من تلك النظرة الفلسفية المتعمقة للوجود ، فكر لطالما انتقدته من أعماق وجداني، وإذا به يتمثل أمامي في كتاب(بي دي أف) دفعني الفضول إلي تصفح صفحاته،
“أنت مجنون أنت لا أحد “
كلمات وكلمات وكلمات ثم أردف يقول ” إن التفكير الغارق في دوامة الطموحات وتحقيق النجاح يمشي في أثرك ويتبعك كظلك ،……….. ” “أنا لست عدوك ، لكني يمكنني أن أساعدك لكي تصبح لا أحد ، انا أستطيع دفعك لتسقط في الهاوية، في واد بلا قعر، لن تحصل معي علي اي شئ ، لأنك ستذوب ببساطة، ستسقط وتسقط وتذوب، وفي تلك اللحظة عندما تذوب بشكل كامل فسيشعر كل وجودك الداخلي بالنشوة، ويحتفل الوجود كله بهذا الحدث “
أتعلمون أنا لم أكمل قراءة هذا الكتاب لنشغالي، ولكني كنت أنفجر ضحكاً من تلك الكلمات والمعاني وأقول في نفسي ما هذا الجنون ؟!
لكني وبلحظة ما توقفت عن الضحك وإذا بنفسي مكانه ، اتعلمون لقد بكيت ، وكأن الضحك أعماني عن رؤية الألم الممتزج بالكلمات وحكمة القائل التي تخفيها العبارات ،،
رغم أني اختلفت معه في ثلثي ماقرأت الا إنني تذكرت شيئاً ما ، لقد حاولت قبلا أن أكون لا أحد ، يوماً ما فكرت بتلك الطريقة الجنونية أن اعتزل الجميع وأن اسير دربي كذا المهاجر الغريب يحل أينما شاء في فَسحة بدروب العدم ،لقد حاولت ،حاولت حتي قبل أن أعرف بوجود مثل تلك الفلسفات ،،،
لم تكون سوي رغبة داخلية نجمت عن التأمل في الوجود، يا إلهي ما هذا أهكذا يئول كل شئ إلي الفناء، آهٍ قد زبلت الأزهار.
لقد حاولت حقاً منذ زمن بأن أكون ذلك لا أحد لكني فشلت ! نعم فشلت في ان اصبح ذلك المجنون بأعين الجميع، كان مجتمعي يدفعني دفعاً ،، الناس ، اخوتي وأصدقائي وأبي وأمي ، لقد فشلت في أن ابقي وحيدا ، فشلت حقاً في الانعزال.،،
لقد ألهمني حينها الغروب ، وكأنه موت وفناء، مات الشمس في أعماق الظلماء ولمعت أعين النجوم من البكاء وأتي القمر ليأخذ بالعزاء ،،، وقلبي معلق بين ذلك وذاك متأملا يراقب بصمت تلك الاجواء ،، يا إلهي! ماتت الشمس ؟! ثم يجهش بالبكاء ،،،
فأظل حزيناً إلي أن يتنفس الصبح وتُبعث الشمس من أنقاض غفوتها ، وتبتسم الأكوان فرحة بعودتها،فها قد اختفي لمع الدمع وتوقف القمر والنجوم عن البكاء ،هاقد رقص الطير بجناحيه في السماء ،وبدأت العصافير علي الأشجار بالغناء، ما أجمل الكون ،يا لسعادة الكون ،،،،
حينها قررت بألا أكون لا شئ بل سأصبح شئ ، لكن ربما أغير نظرتي قليلا ، لِما اصبح أنا عدماً بكياني وجوهري إذا كنت علي مقدرة بأن أجعل الجميع عدماً بنظرتي،،، لا لااااااا لم اتطرف بفكري ولم اتعمق كثيرا بوجداني ولكني تعلمت معني التسامح و التغافل ،،، منعزلا في وجودي ، ماحياً لحدودي مستشرف الآفاق ،،،،،
ربما لم أستطع أن اتحرر من نفسي، لكني تعلمت كيف اقاومها، انا لا حب الجمود ولا أبغي التفلت وإني لأدرك في أعماق قلبي وروحي ووجداني بأن الوسطية عدل ،وان الإيثار علي النفس خلاص، وأن التفوق إخلاص ، وأن المحبة إنصاف ،،،،
ولقد قرأت الكثير والكثير ، فلم أجد اهدي من كتاب الله ، ميزان القسط ، وبحور الحكمة والعلم ، وكيف لا وهو كلام مبدع الكون وخالقه ،، لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه متاب
بسم الله الرحمن الرحيم
(كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ)
صدق الله العظيم