” أمهلني قليلاََ أيها الموت “
~~~~~~~~~~~~~~~~~
بقلم / زينب محمد عجلان
أصبحت أشعر أن الموت بات قريباََ جداََ ، وبدأت أراه كسحابة غيم تلوح في الأفق تحجب رؤية النور
كدت اتنفسه واشم رائحته كدخان في الهواء يملأ صدري ويسكن بين أضلعي
وقد أوشكت سحابته التي ملأت سمائي أن تمطر حزناََ وألماََ
” ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون “
احفظ هذه الآية عن ظهر قلب ولكني استحلفك
بالله يا سحابة الموت رفقآََ بيََ قليلاََ تمهلي وأجلي مطرك – . { لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراََ }
ويجعل من حزنك ومطرك فرجاََ لا يزال هناك من يحتاج لقربي بجانبه قليل من محبيني وقد يشتاقون لرؤيايا ويشعرون بحاجتهم اليََ ولمؤازرتي وسندي لهم
فتمهل علىََ أيها الموت قليلاََ
وأخبرك سراََ يا موتى انا لم أكن مستعده تمام الاستعداد لمقابلة ربي الرحيم
فانا بالفعل حاولت جاهدة طوال حياتي لإرضاء ربي في كل أعمالي والا أقصر قدر إمكاني في القيام بواجباتي نحوه عز وجل
كي يختارني ربي ويصطفيني ويطهرني وينقيني من الذنوب يجعلني من الصالحات – – – وينعم عليََ بالجنة التي كم حلمت بها وتمنيتها
إنني أري نعشي وهو يطير فوق رؤوس من يحملني
وأري حشود من البشر تسير خلفي
وأراني في رداء أبيض ناصع جميل وكأني أطير بأجنحة كملاك في السماء يشع من حولي عن يميني وعن يساري نور من السعادة
والناس تحت نعشي يبكون حزناََ على وداعي
دعوني أسألكم يا من تبكونني حزناََ على فراقي
أتبكون على فراقي الآن وتبحثون عني ؟
أين كنتم وقتما كنت أحيا بينكم ؟
دموعكم هذه كقبلة على جبين ميت لايشعر بها ولا تسعده
إطمئنوا كلها ساعات وتنسوني وتنسوا حتى ذكرايا
كم كنت احتاج لرؤياكم
وإبتعدت المسافات بيننا كثيراََ واخدتكم الحياه لكثرة متطلباتها وشغلتكم عن السؤال عن احبابكم
وقد أظلمت الدنيا علىَ بسحابة سوداء قبل سحابة الموت سحابة الفقدان والإهمال والبعاد
كان بإمكانكم ان تعبروا عن حبكم لمن تحبون فالموت لا يستأذن
والقبور لم يكن مكتوب عليها ( للكبار – – فقط )
صدقوني أحبابي انا لم أمت اليوم كما يبدو لكم
لا والله فأنا بالفعل قد مت من يوم بعادكم وإفتقادي لكم وتجاهلكم وإهمالكم
إمسحوا دموعكم على فقدانكم ليََ بعد موتي
إنها دموع كاذبة كدموع التماسيح
التي تذرف دون توقف وبلا أسباب
لم أصدق نفسي وأنا أسمع صراخ وبكاء ونحيب المعزيين في جنازتي حزناََ على فقداني
فقد تركت لكم الحياة لتهنأوا بها دوني
ليتكم تشعرون بيََ الآن وبسعادتي بلقاء ربي – – أشعر بسعادة تغمرني وتجعلني أهنأ بمقابلة من سبقوني وأنا بين يدي الرحمن الرحيم
وبإذن الله سوف أكون في مكان أفضل مما كنت فيه في الدنيا
فأنا أراني في موكب ملائكي يحتفي بي الملائكه في رحلتي إلى السماء انه مشهد اكثر من رائع
وأشعر برضاء ربي عليََ فدائماََ ما كنت أقوم بكل عمل يقربني إلي الكريم الرحيم
وأبتعد عن كل عمل يغضب الله
ودائماََ ما كنت أسمع هاتفاََ يهتفني بهذه الآية الجميلة
[ ولسوف يعطيك ربك فترضي ]
وانا الآن في قمة الرضا و الحمد لله
اللهم أصلح لي آخرتي التي فيها معادي
واللهم إجعل الحياة زيادة لنا في كل خير
وإجعل الموت راحة لنا من كل شر
استودعكم الله وحتى أراكم – – أرجو ان تسامحوني وتغفروا لي ذلاتي يا من أحببتكم في الله
~~~~~~~~~~~~~~~~~
كاتبتكم التي أحبتكم دائماََ في الله تعالي
{ زينب محمد عجلان }