المنع والمنح كلاهما نعمة من نعم الله
بقلم : سامى ابورجيلة
ربما ينظر بعضنا الى نعم الله لعباده على أن أغلبها منح ، منح للصحة ، والمال ، والجاه ، والأولاد … الى آخر نعم الله على عبادة ( وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها ) ، والأغلب يحب ذلك المنح بفطرة الانسان التى تحب ذلك .
ولكن هناك القليل من البشر ، وهؤلاء من يعرفون الله معرفة حقيقية ، ويعرفون قدره ، يوقنون أن المنع أحيانا يكون من أفضل النعم مثل المنح ، وربما أكثر .
لذلك يقولون لأنفسهم ( صبرًا على ما لم تحط به خبرًا ) ، لذلك يضمّون قلوبهم ، ويرتلون بعقيدة (تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيءٍ قدير) .
ويصنعون من الصبر مفتاحا ، ومن الثقة في الله عصا يتوكؤن عليها ثقة بالله ، وتسليم الأمر كله لله .
لا يلتفتون لخبائث الظن بعد ذلك ، ويثقون بأن الله سيرسل لهم سلامٌ يبدِّد حزنهم ، ويشتِّت كربهم ، ويقولون لأنفسهم (لا تدري لعلَّ الله يُحدثُ بعد ذلك أمرًا)..
سبحانه خلق سبع سمواتٍ ومن الأرض مثلهنَّ، أيعجزه أمرك؟
لذلك تذكر قول رسول الله ” صلى الله عليه وسلم ” ( عجبا لأمر المؤمن ، إن أمره كله له خير ، وليس ذلك الا للمؤمن ، إن أصابه خير شكر ، فكان خيرا له ، وإن أصابه شر صبر ، فكان خيرا له ) ، لأنهم يعرفون أن كل شئ من عند الله هو خير ، حتى وإن كان فى ظنهم شر .
فدائمًا أن الحياة لحظتان، لحظة عسر !!
وانكدار يكفِّر فيها الله بها الذنوب والخطايا ، أو يرفع بها الدرجات ، أو يمنع عنك كرب ربما تظن أنه خير ، وكل ذلك كي تدخل الجنة وتفوز فوزًا عظيمًا .
وفي كلاهما تيقن قول الله سبحانه : (فإنَّكَ بأعيُننا)
فلا تحزن للمنع ، فإنك لاتدرى لعله فى سره هو المنح .