صراعات في دولة المماليك
كتب /محمود سعيد برغش
يُقسم المُؤرخون الدولة المملوكيَّة إلى فرعين أو دولتين هُما: دولة المماليك البحريَّة ودولة المماليك البُرجيَّة. حكم المماليك البحريَّة من سنة 648هـ المُوافقة لِسنة 1250م إلى سنة 784هـ المُوافقة لِسنة 1382م، وكان أكثرهُم من التُرك والمغول.
وحكم المماليك البُرجيَّة من سنة 784هـ المُوافقة لِسنة 1382م إلى سنة 923هـ المُوافقة لِسنة 1517م، وكانوا من الشركس.
والمماليك أُصُولهم رقيقٌ مُحاربين، استقدمهم الخُلفاء العبَّاسيين الأوائل من تركستان والقوقاز وغيرها وجعلوهم حُرَّاسًا لهم وقادةً لِجُيُوش المُسلمين، وقد ازداد نُفُوذ المماليك بِمُرور الزمن حتَّى أصبحوا يُهيمنون على الخِلافة وعلى مركز صناعة القرار، مُستفيدين من ضِعف الخُلفاء وتراجُع نُفوذهم. وحذا السلاطين والأُمراء المُسلمين حُذو الخِلافة في بغداد، فكان لِكُلٍ منهم جماعةً من المماليك الأشدَّاء والكفوئين عسكريًّا، ومن هؤلاء السلاطين الأيُّوبيين الذين حكموا مصر والشَّام تحت الرَّاية العبَّاسيَّة. ولمَّا مات آخر سلاطين بني أيُّوب، وهو الملكُ الصَّالح نجمُ الدين أيُّوب، سنة 647هـ المُوافقة لِسنة 1249م، كتمت زوجته شجر الدُّر نبأ موته إلى أن حضر ابنه توران شاه من الجزيرة الفُراتيَّة إلى القاهرة. وحاول توران شاه أن يُقدِّم مماليكه الذين اصطحبهم معه من الجزيرة، فعيَّنهم في مناصب الدولة، فما كان من المماليك القُدماء في مصر إلَّا أن ائتمروا به وقتلوه، ثُمَّ نصَّبوا شجرة الدُّر سُلطانة عليهم في سنة 1250م، وهي أوَّل امرأة وُلِّيت شُؤون المُسلمين.٩
و سِلطَنَةُ المَمَالِيك هي إحدى الدُول الإسلاميَّة التي قامت في مصر خِلال أواخر العصر العبَّاسي الثالث، وامتدَّت حُدُودها لاحقًا لِتشمل الشَّام والحجاز، ودام مُلكُها مُنذُ سُقُوط الدولة الأيوبيَّة سنة 648هـ المُوافقة لِسنة 1250م،
بعد وفاة الملك الصالح نجم الدين ايوب. كتمت خبر وفاته زوجته شجرة الدر لا ينقسم الجيش اثناء الحرب علي الصلبيين لكن بعد النصر انكشف امر وفاة الملك الصالح وجاء من بعده ابنه طوران شاه لكنه كان خطرا علي المماليك وقرر عزلهم وحبسهم وحدث خلافات بين جيش المماليك والسلطان فعذمو الامر علي قتله وبالفعل تم قتله.لكن للاسف لم ينتهي الامر فتزوجت شجرة الدر من ايبيك وعادت صراع علي السلطه الاولي بعد مقتل طومان باي والثاني بعد زواج شجرة الدر وانقسم المماليك وثار اقطاي وانشا الفوضي ورفع الضرائب فاثار غضب شجرة الدر فقررت الانتقام منه وقتله حتي ينفرد زوجها بالسلطه وبالفعل تامرت علي اغتياله او اعدامه ولماذا كلمت اعدامه لان الدوله لا تغتال ولكن تعدم لانها صاحبة القرار. ولكن الامر لم ينتهي بعد موت اقطاي زاد سؤا بعد انفراد ايبك بالحكم حبس شجرة الدر واتي بضرتها الي قلعة الحكم وهذا مما اغضب شجرة الدر فقرت قتله ايضا
ولكن ضرتها قتلتها بعد مقتل زوجها وهنا بدات حياه وعهد مملوكي اخر بتولي سيف الدين قطز الحكم وكان في عهده حرب التتار واستعان وقتها بيبرس الذي نفي الي الشام حين ذاك فعاد بيبرس ورفاقه من الشام لكن طموحهم بالسلطه كان شديدا فبعد ان هزمو التتار قامو باغتيال سيف الدين بيبرس وهنا تسمي كلمه اغتيال لان الجاني ليس الحاكم فبعد تولي كان الملكُ الظَّاهر بيبرس أوَّل من تابع مسيرة الجهاد ضدَّ الصليبيين، فهاجمهم بعد انتصاره على المغول، فصارت مُدنهم وقلاعهم تسقط واحدة بعد الأُخرى في يد المُسلمين، فقد استعاد بيبرس الكرك وقيسارية وصفد ويافا وجُبيل وعرقة ما بين سنتيّ 1263 و1266م، وفي سنة 1268م استعاد المُسلمون أنطاكية وزالت إمارتها الإفرنجيَّة من الوُجود. ولكن تم اغتياله علي يد قلاون.
وجاء السُلطان سيفُ الدين قلاوون يُكمل عمل سلفه بيبرس، فاسترجع قلعة المرقب في سنة 1281م، وطرابُلس الشَّام والبترون في سنة 1289م. وتُوفي السُلطان قلاوون في سنة 1290م وهو يُهيِّء حملة لاسترجاع عكَّا، فقام بهذه المُهمَّة بعده ابنه الملك الأشرف صلاحُ الدين خليل واستولى على عكَّا سنة 1291م. وقد أثار سُقُوطها، وهي المرفأ الرئيسي لِلصليبيين، القلق والذُعر الشديدين في نُفُوسهم، فجلوا عن المُدن الأُخرى الباقية في أيديهم، مثل صُور وصيدا وبيروت، وركبوا البحر عائدين إلى بلادهم، لِتنتهي بِذلك الحُرُوب الصليبيَّة بعد أن استمرَّت مائة وأربعًا وتسعين سنة.
وأعاد المماليك إحياء الخِلافة العبَّاسيَّة في مصر بعد سُقُوط بغداد، لكنها كانت خِلافة صوريَّة هدف السلاطين المماليك إلى جعلها سندًا لِسلطنتهم ودعمًا روحيًّا لها يجعلها مهيبة الجانب.
يُعدُّ عهد المماليك بداية دور الانحطاط في تاريخ الحضارة الإسلاميَّة، ولكن ليس معنى ذلك أنَّ هذا العهد كان مُجدبًا تمامًا، إذ شهد عدَّة مُنجزات علميَّة وفكريَّة، وإنما بدأت الحضارة الإسلاميَّة في تلك الفترة تتراجع شيئًا فشيئًا.
ففي حقل العلم كانت القاهرة ودمشق وحماة من أهم مراكز طب العُيُون في العالم، وقد أخرجت عددًا من الأطباء الأفذاذ الذين كانوا حُجَّة ومرجعًا في هذا العلم. أمَّا في الأدب والتاريخ والدين فقد ظهر عددٌ من أعظم الباحثين وأغزر المُؤلفين المُسلمين، مثل ابن خلِّكان صاحب كتاب «وفيَّات الأعيان» في السِّير، وأبي الفداء صاحب كتاب «تقويم البُلدان» في الجُغرافيا، والسُّيوطي وابن خلدون والمقريزي، وابن كثير صاحب كتاب «البداية والنهاية»، وهم من أشهر المُؤرخين المُسلمين. وقد اشتهر بعضُ سلاطين المماليك بِتشجيع العلم وتكريم العُلماء وبِإنفاق المال بِسخاء على تأسيس المدارس وإنشاء المكتبات، ومن تلك الصُرُوح العلميَّة: المدرسة الناصريَّة ومدرسة قايتباي في القاهرة، والمدرسة والمكتبة الظاهريَّة في دمشق،
والمدرسة القرطائيَّة في طرابُلس الشَّام.
ظهر المماليك بِمظهر مُنقذي العالم الإسلامي من الضياع والزوال بعد سُقُوط بغداد عاصمة الدولة العبَّاسيَّة والخِلافة الإسلاميَّة في يد المغول بِقيادة هولاكو خان، ومقتل آخر خُلفاء بني العبَّاس أبو أحمد عبد الله المُستعصم بِالله.