اللاجئين مسئولية مين ؟
بقلم : دكتور معتز الشناوى
مقالى الاسبوعى ((( المنارة ))) بجريدة الجمهورية عدد الجمعة
مضيافة هى ارض الكنانة
فقبل ان يبدأ التاريخ لجأ اليها اخوة يوسف
ليحصلوا على الأمان وهو ليس الحماية داخل مدائن مصر العامرة –
فى وقت لم يعرف فيه العالم عن المدنية شيئ.
حصلوا على ما يكفيهم من المأكل والمشرب
واجتاحت المجاعة كل مكان ولم تنضب خزائن مصر
بعد اخوة يوسف شرفت مصر بزيارة العائلة المقدسة
نبى الله عيسي عليه السلام وأمه مريم .. جاءوا باحثين عن الأمان ووجدوا ضالتهم فى رحاب الوطن الباقي إلى أن تقوم الساعة.
مرت السنوات وظلت الارض المباركة هى الملجأ لكل محتاج
سواء من يتعرض لخطر الاضطهاد او عنف الحروب او ويلات المجاعة والنزاعات
يذخر التاريخ بعلماء وفلاسفة احتموا بهذه الارض وعاشوا فيها كل حياتهم، فتركوا علما ينتفع به البشر حتى يومنا هذا.
لم يطلق المصريين على كل قاصديهم لقب لاجئين
بل اعتبروهم ضيوفا لمصر ولكل المصريين
وقرروا ان إكرام الضيف واجب …
فراح الجميع يؤدوا الواجب الذى عليهم طواعية دون كلل او ملل .
اتسعت المدن المصرية برحابة معهودة فاستقبلت الأشقاء من الشام واليمن والعراق والكويت وليبيا والسودان واريتريا والصومال وغيرهم الكثير
حتى بلغ عدد الدول التى تستضيف مصر رعاياها الان 62 دولة
وبلغ عدد ضيوفنا رسميا حوالى 672 الف ضيف –
وفق اعتراف المفوضية السامية لشئون اللاجئين.
اما غير الرسمى فهو حوالى 9 مليون ضيف
جميعم يعيشون بيننا ، ولا نفرق بينهم وبين أبناء هذا الوطن
فمصر دوما تتسع للجميع واهلها يرحبون بكل من يقصدهم
بينهم حوالى 5 مليون سودانى و 2 مليون سورى و36 الف اريترى و18 الف اثيوبى وغيرهم.
استوطنوا كافة المحافظات، وبدأوا فى إقامة مشاريع تجارية –
تارة التزاما بالقوانيين وتارات اخرى التفافا عليها –
بعضها يستوعب عدد من العمالة المصرية والبعض الآخر لا يعمل به إلا الضيوف انفسهم
ولا ينتج إلا ما يحتاجون اليه، كالمأكولات والملابس الخاصة بوطنهم الاول
فى احتكاك ثقافى، يمثل ضغوط اقتصادية واجتماعية على الوطن المستضيف …
فالضيوف يحصلون على الكثير من الخدمات المدعومة من كهرباء وغاز ومواصلات وعلاج وغيرها.
وجودهم قهرى هم مضطرون للإقامة هنا لكن على الضيوف
ان يدركوا قواعد البيت المستضيف ويضعوا نصب اعينهم ليس فقط الالتزام بتلك القواعد
ولكن ايضا السعى الجاد بكافة الوسائل المشروعة
للحفاظ على هذا البيت وتحقيق مصالح كل من يعيش فيه
وعلى المجتمع الدولى أن تضطلع بمسئوليته فى اغاثتهم
خاصة أن بعض دول الجوار لا تقبل وجود لاجئ واحد على ارضها .. وللحديث بقية
المصدر جريدة الجمهورية