وقد حارب وانتصر فى الجزيرة العربية والسودان واليونان وتركيا وسوريا وفلسطين . وقد وصفه المؤرخون أيضا بالعروبى الأول ، إذ سأله موفد أوربي : إلى أين تمضى بجيشك ، فأجابه : إلى حيث أكلم الناس ويكلموننى بالعربية . إبراهيم باشا الذي احب مصر وجعل لها مكانة وكرامة ، دولة شديدة الباس مما أثار قلق الأوربيين!ولد إبراهيم باشا عام ١٧٨٩م فى قولة – اقليم روملي فى اليونان وهو الابن الاكبر لمحمد على باشا ، كان عضد ابيه القوي وساعده الأشد في جميع مشروعاته . قيل عنه انه كان سريع الغضب، طيب القلب ، عادلا في أحكامه ، ويعرف الفارسية والعربية والتركية ، وله إطلاع واسع في تاريخ البلاد الشرقية ، كما كان باسلا مقداما في الحرب ، لا يتهيب الموت ، قائدا جسورا محنكا لا تفوته صغيرة ولا كبيرة من فنون الحرب . حين تولى محمد على حكم مصر استدعى ابنه ابراهيم من اسطنبول وأعطاه ادارة مالية مصر ، ثم أرسله إلى الصعيد لإخماد تمرد المماليك والبدو .
وقد تولى إبراهيم باشا حكم مصر بفرمان من الباب العالي في مارس ١٨٤٨م ، نظرا لمرض والده ولكنه لم يعمر أكثر من سبعة أشهر ونصف بعد ذلك توفي وهو لم يتجاوز الستين من عمره في نوفمبر ١٨٤٨م و قد عشق ابراهيم باشا مصر و أوفى لها و أحبه المصريون ، لما رأوه فى فترة حكمه القصيرة من إرساء للعدل وإنصاف للمظلومين و عطف على الفقراء و الفلاحين .
وقد حقق ابراهيم باشا لمصر أمجاداً عظيمة أذهلت أوروبا وأرعبت الباب العالي ، فقد حارب وانتصر فى الجزيرة العربية والسودان واليونان وتركيا وسوريا وفلسطين . هذا وقد عينه والده قائدا للحملة المصرية ضد الوهابيين (١٨١٦-١٨١٩ م) ، وفي الحجاز أظهر ابراهيم سلوكاً حميداً جذب الأهالي له ، فاخمد ثورتهم وقضى على حكمهم ، وأسر أميرهم وأرسله لأبيه في القاهرة ، فأرسله محمد علي إلى الأستانة ، فطافوا به في أسواقها ثلاثة أيام ثم قتلوه ، فنال إبراهيم باشا من السلطان مكافأة سنية وسمي واليا على مكة ، ونال أبوه محمد علي لقب خان الذي لم يحظ به سواه رجل من رجال الدولة غير حاكم القرم .
كما انتصر ابراهيم باشا في حرب «المورة» عندما قامت اليونان بالثورة على الدولة العثمانية وعجز السلطان عن إخمادها و نجح إبراهيم في القضاء على الثورة و أنهى التمرد كما قمع تمردًا في السودان .
توفي إبراهيم باشا في حياة أبيه في ١٠ نوفمبر ١٨٤٨ م … رحم الله القائد ابراهيم والذي قال يوما : ” أنا لست تركياً فإني جئت إلى مصر صبياً و منذ ذلك الحين مصرتني شمسها و غيرت من دمي”