الفنانة بهيجة حافظ إبنة الطبقة الأرستقراطية، وأول وجه نسائي بالسينما المصرية ..
دمياط / فريدة الموجى
دفعت بهيجة حافظ ثمن حبها للفن والتمثيل والموسيقى غاليا ، حيث تبرأت منها أسرتها الأرستقراطية التي كانت ترى أن التمثيل لا يليق ببنات الحسب و النسب ..
ولدت بهيجة حافظ في 4 أغسطس عام 1908 في حي محرم بك بالإسكندرية ، والدها هو اسماعيل محمد حافظ ناظر الخاصة السلطانية فى عهد السلطان حسين كامل وقد كان هاويا للموسيقى ، وإبن خالتها هو اسماعيل صدقى رئيس وزراء مصر الأسبق
تلقت بهيجة تعليمها بين مدرستى الفرنسيسكان والميردى ديو، وسافرت إلى باريس حين كان عمرها ١٥ سنة لدراسة الموسيقى ، وحصلت على دبلوم تأليف الموسيقى وعادت بعد عام واحد ، وسجلت ١٨ قطعة موسيقية كانت تذاع فى محطات إذاعة فرنسا ، وكانت تعزف على البيانو ضمن الفرقة الموسيقية التى كان يقودها المايسترو الإيطالى جيوفانى بورجيزى ، فى أحد عروض الفرقة بالإسكندرية ، وكان أول أجر تقاضته ٤ جنيهات شهريا ً، كما عملت لفترة مدرسة موسيقى لأبناء و بنات الطبقة الراقية ، ولم تكتفي بهيجة بدراسة الموسيقى بل درست أيضاً فن الإخراج والمونتاج في برلين ..
كانت بهيجة اول بطلة للشاشة منذ بداية تاريخ السينما العربية كما كانت اول مصريه ألفت موسيقى فى بداية حياتها فهي صاحبة اول اسطوانة موسيقية ظهرت فى السوق عام 1926 باسم “بهيجة” كما أسست شركة “فنار فيلم” للانتاج السينمائي وكانت تقوم بوضع موسيقى افلامها وتكتبها وتخرجها بنفسها أيضا ..
كانت بدايتها السينمائية مع فيلم «زينب» حيث قامت بدور البطولة أمام سراج منير و زكى رستم ، وقد تم اختيارها لبطولة الفيلم من خلال مجلة «المستقبل» حيث قد نشرت صورتها بـ «البرقع» على الغلاف فى 1929 ، وكانت المجلة لإسماعيل وهبى شقيق يوسف وهبى ، وكان المخرج محمد كريم يبحث عن بطلة لأول أفلامه ، فلفتت صورتها انتباهه ورشحها للبطولة ، و جدير بالذكر أنها قامت بوضع الموسيقى التصويرية للفيلم ..
أنتجت بهيجة حافظ فيلم «ليلي بنت الصحراء» والذي تكلف نحو 18 ألف جنيه مصري ، وهو مبلغ ضخم قياسًا بإنتاج تلك الفترة ، وقد لاقى نجاحًا كبيرًا وعُرض في «مهرجان برلين الدولي» كأول فيلم عربي ناطق يعرض في هذا المهرجان وحصل علي الجائزة الذهبية ، كما رشح الفيلم للعرض في «مهرجان البندقية» وبعد ان سافرت بهيجة الى إيطاليا للاشتراك في المهرجان صدر قرار عاجل من وزارة الخارجية المصرية بمصادرة الفيلم و منع عرضه في الداخل والخارج لأسباب سياسية ، حيث اعتبرته الحكومة الإيرانية آنذاك مسيئًا لتاريخ «كسرى أنوشروان» ملك الفُرس القديم ، وقد صدر قرار منع الفيلم مجاملة للحكومة الإيرانية بمناسبة المصاهرة الملكية التي تمت بعد ذلك بقليل ، بزواج ولي العهد الإيراني محمد رضا بهلوي من الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق ، وقد أدى هذا إلى قيام الحكومة المصرية بدفع تعويض لبهيجة حافظ بسبب الخسائر التي تكبدتها ..
تزوجت بهيجة حافظ من الممثل محمود حمدي كما تزوجت من أمير ايراني ولم ترزق بأطفال ..
توفيت بهيجة في 13 ديسمبر عام 1983 بعد حياة حافلة بالمعاناة والعمل والابداع