الفضيل بن عياض.. من قاطع طريق إلى أحد الأئمة الصالحين.
متابعة /شوزان توفيق
ان الله يهدي من يشاء، فربما شخص يعيش حياته في المعاصي والذنوب يأتي عليه يوما يهديه الله ويصبح من الأتقياء الصالحين، فسبحان مقلب القلوب، قال الله تعالى (إن الله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم) وقصة هذا الإمام الصالح تثبت هذا، فهو كان لصا وقاطع طريق ولكن الله اراد له الهداية فسمع آية من آيات القرآن مصادفة جعلته يغير حياته ويصبح من الأئمة الصالحين
انه الفضيل بن عياض كان يسرق ويعطل القوافل في الليل، يأخذ فأساً وسكيناً ويتعرض للقافلة فيعطلها، كان شجاعاً قوي البنية، وكان الناس يتواصون في الطريق إياكم والفضيل إياكم والفضيل ، والمرأة تأتي بطفلها في الليل تسكته وتقول له: اسكت وإلا أعطيتك للفضيل.
اية تسببت في توبة الفضيل
وفي احد الأيام أتى الفضيل بن عياض فطلع سلماً على جدار يريد أن يسرق صاحب البيت، فأطل ونظر إلى صاحب البيت فإذا هو شيخ كبير، وعنده مصحف، ففتحه واستقبل القبلة على سراج صغير عنده ويقرأ في القرآن ويبكي وهو يتلو آيات الله، جلس الفضيل ووضع يده على السقف وظل ينظر إلى ذلك الرجل العجوز الذي يقرأ القرآن ويبكي، وأراد أن يسرقه وهو بإمكانه؛ لأنه رجل قوي، وهذا الشيخ لا يستطيع أن يدافع عن نفسه. .
فقرأ الشيخ بقوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمْ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ [الحديد: 16].
الفضيل يصبح أحد الأئمة الصالحين
وبعد أن استمع الفضيل إلى هذه الآية الكريمة نظر إلى السماء وقال: يا رب. . أني أتوب إليك في هذه الليلة، ثم نزل فاغتسل ولبس ثيابه وذهب إلى المسجد يبكي حتى الصباح، فتاب الله عليه، فجعله إمام الحرمين في العبادة، هذا السارق أصبح إمام الحرمين الحرم المكي، والحرم المدني.
قال عنه عبد الله بن المبارك في قصيدته: يا عابد الحرمين لو أبصرتنا لعلمت أنك بالعبادة تلعب من كان يخضب خده بدموعه فنحورنا بدمائنا تتخضب أو كان يتعب خيله في باطل فخيولنا يوم الصبيحة تتعب فالله عز و جل يقلب القلوب كيف ما شاء.
صوت يقول له والله لأبيضن اسمك كما بيضت اسمي
وروى أنه لما سئل أحدهم يومًا عن سر توبته، قال الفضيل إنه لم يتذكر لنفسه حسنة سوى أنه رأى ورقة مصحف كان يدوسها الناس، فأخذها من الأرض، ولم يكن في جيبه إلا درهمًا، فذهب إلى العطار، فاشترى به عطرًا، وعطرها به، يقول: “فسمعت هاتفًا يقول: “والله لأبيضن اسمك كما بيضت اسمي”.
وما حدث في قصة الفضيل بن عياض يوضح ما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل الجنة، ثم يختم له عمله بعمل أهل النار، وإن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل النار، ثم يختم له بعمل أهل الجنة).