الفرق بين الحروب في الماضي وحروب الجيل الحالي
بقلم / صادق المناسفي…..
كانت الحروب قديما تعتمد على اسلحه بسيطه ومتوفره لدى كل الشعوب ممثله في السيف والرمح والدرع والخيل والنبال وهذه اسلحه تقتصر على المواجهه المباشره بين الجيشين
في السابق وكانت الغلبة لمن يملك الإرادة والقدرة على الصمود في المعركة واحيانا المباغته ولكن الحروب الحديثة تعتمد على أسلحة طويلة ومتوسطة وقصيرة المدى وتكنولوجيا متقدمه تعمل على تدمير الدول من مسافات طويلة وتستخدم العقول الإلكترونية وهناك دول تملك أسلحة بعيدة المدى وتستطيع ان تدمر جيوش وهي لا يمسها اي ضربات من تلك الدول اذا ما نشبت بينما حرب على سبيل المثال امريكا وروسيا والصين وبعض الدول لديها صواريخ تسير اكثر من 10,000 ميل وتصل الى اي مكان في العالم وهذه الدول اذا ما نشب خلاف معها تستطيع ان تدمر اي دوله مهما كانت فهي تملك اسلحه طويلة المدى وقوة تدميرية هائله ولهذا لا تجدي الحرب معها من جانب دول لا يملكون مثل تلك الاسلحه وتستطيع ان تصدلها ولهذا نجد تلك الدول تتمادى في مواقفها المعادية من الدول التي لا تملك الامكانيات المناسبه للتصدي لتلك الدول او الرد عليها فنجد الدول التي لا تملك الامكانيات الكافية تاخذ جانب الحذر وتساير ما يتم فرض من تلك الدول ولا ينفع معها الحميه او العقيدة او الانتماء ولهذا نجد عدم تكافؤ التحديات التي تخرج من هنا وهناك
وللاسف البعض لا يفكر الا بافكار الحروب القديمة ويعتقد ان ذلك يجدي في مثل هذا الوقت وهذا ما يطالب به بعض من ابناء الشعب العربي الذي يرى الاجرام من العدو والمساندة من امريكا وحلفائها ويطالب البعض بان يتحرك العرب ضد العدو والقاده العرب يدركون ان ذلك انتحار في حال تم التصدي للعدو ولهذا فان من يريد ان يشن حرب على العدو عليه ان يستشير القاده العرب
ان اي مواجهه مع العدو تحتاج الى اجماع عربي واسلامي لكي يتم تشكيل قوة تواجه التحالف المعادي للعرب والمسلمين واي عمل بدون ان يتم التنسيق مع الكل العربي والاسلامي سيفشل وستكون النتيجه تدمير وهزيمة ومناشدات ومطالبات بوقف القتال واتهام القاده العرب والشعب العربي بانه متخاذل ويترك اخوانه يواجهون الموت والدمار وهم لا يحركون ساكن هذا انتحار يرتكب في حق اي شعب لا يخطط جيدا ولا يقدر حجم وقوة التحالف للعدو وهذا ما وقع به بعض العرب ولم يتعلموا من الدروس السابقه ولهذا مطلوب ان يتم تقدير الموقف من كل الاتجاهات لكي لا يتكرر ما يحدث الان للشعب الفلسطيني على يد العدو الذي يلقى تاييد ودعم ومساندة من قوى تتحدى الكل العربي ولهذا يقف القاده العرب عاجزين عن نصره الشعب الفلسطيني وهذا يصب في اضعاف الروح المعنويه العربيه التي ترى ابناء الشعب الفلسطيني يتعرضون للقتل والتدمير وهم لا يستطيعون ان ينصروهم والسبب ان قواعد المعارك الحديثه تختلف عن قواعد الحرب القديمة وان اي خطا يتم ارتكابه يكلف الشعب ثمن ضخم ولهذا وجدنا القاده العرب يتحركون لكي يتم ايقاف الحرب التي تدار من جهه واحده وهي جهه العدو واعوانه والشعب الفلسطيني يتلقى الضربات التي تسدد من اسلحه لا يوجد لها اسلحه تصدها وهذا ما جعل الشعب الفلسطيني ينتظر في كل لحظه ان يتعرض للقصف الذي يودي بحياه ابناء الشعب الفلسطيني من اطفال وشيوخ ونساء مما ادى الى ايجاد حاله مؤلمه جدا لدى الشعب الفلسطيني والعربي
ان الدخول في حروب بدون تقدير موقف وحجم العدو وحلفائه هو بمثابه أنتحار عسكرى وهذا للاسف ما سقطت به المقاومة الفلسطينيه التي اتخذت قرار بهجوم ولم تدرك العواقب المترتبه على ذلك وكانت النتيجه مأساوية بكل المعايير وأدى إلى إحباط شديد لدى ابناء الشعب العربي الذين كانوا يعتقدون ان القادة العرب سينصرون الشعب الفلسطيني وتتحرك الجيوش العربيه ولكن لم يتحرك أحد وواجه الشعب الفلسطيني المجازر التي ترتكب ليل نهار وهذا درس لابد ان يستوعبه الجميع وان اي مواجهه تحتاج الى إجماع عربي لكي لا يستفرد العدو باي جزء من الشعب العربي
الاعداد والاستعداد لاي مواجهة تحتاج الى حشد على كل المستويات العربية والإسلامية من ناحيه الشعوب ومن ناحيه السلاح والعتاد والاستعداد والا سيتم تكرار المجازر مره اخرى
فهل تعي المقاومة الدرس؟ ورغم كل المخاطر التي ذكرتها يجب ألا ننسي الدور الهام والرئيسي للدولة المصرية في ظل أزمتها الاقتصادية الراهنة فلم تتواني في مد يد العون للأخوة الفلسطينيون حتي قدرت حجم المساعدات المقدمة من مصر تتخطي ٨٠ % علي مستوي العالم غير التحرك والضغط السياسي علي مستوي العالم لوقف تلك المجاذر وهذا قدر مصر علي مر العصور فهي دائما السند والملاذ لكل الأشقاء فهي الشقيق الأكبر للكل وذاك يحتم بالمنطق أن يصغي الجميع لصوت وقول العقل الرشيد ومشورة مصر كي نعبر جميعا بسفينة ما بقي للعروبة من أوطان