العلوم الغيبية … الشيطنة …. محنة أبليس ….. غير مقتبس وغير منقول
بقلم – دكتور .كمال الدين النعناعي
العلوم الغيبية … الشيطنة …. محنة أبليس ….. غير مقتبس وغير منقول
بسم الله الرحمن الرحيم
فأستعذ بالله …
صدق الله العظيم
النقائض صنعة الخالق ، والمتضدات سنته في خلقه ، فمن أبداعاته الحكم القدرية ، فمن قداحها تستيقظ العقول
خلق أبليس من نار ، فهو في الأصل وليد شرارة ، فطاقته غالبا معوجه بين عداء وأستكانة …
كان أنيقا بين الملائكة كطاووس ، مختالا ، مفتونا بالطاقة ،كان أبليس قبل..، وكان الانسان بعد.. لكن دخيلة ابليس تختلف ، تتلاقي
مع نفوس ، فهو محاور نفوس .. بينما دخيلة الانسان تتلاقي مع عقول فهو محاور عقول ..
ومن ثم جاءت النصوص المنزلة تكتنف مفاهيم هذا المشهد من وجهين ،.. نضال طاقة بين الانسان والشيطان ..
ونضال أستطاعة بين الانسان وأخيه الانسان ، أبتغاء الأفضلية .
وترجع تلك الخصال الي البدء ….
فلما خلق الله آدم من طين ونفخ فيه من روحه لم يسجد أبليس وكان مع الملائكة وآبي وأستكبر ، قال تعالي ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي .? قال خلقتني من نار .. وخلقته من طين ….؟
كان قوله تعالي حوار عقول ، وكان جواب أبليس حوار نفوس …… وتلك كانت أول فتنة علم في الكون
كان أبليس عليما بآدم ، طارحا منهجا مقارنا في مسألة الأفضلية ؟
بني علي مشاهد النقائض مفتونا بالطاقة مهملا لصلدية المادةالساكنة ولم يعيرها أعمال العقل ، فأودت تلك السقطة الي محنة أبليس فتشيطن ..
أما آدم حين تعلم من ربه الأسماء كلها ، بدأت الافعال من طاقة فكره في مسألتين متناقضتين هما مسألة الملك ومسألة الخلد …
وبزلة واحدة أنقلب المشهد في الأعالي ، فلما تشيطن أبليس ، من دخيلة آدم وحواء قاسمهما في دلالته
علي الشجرة المحرمة بما يفي لهما غاية الملك وغاية الخلد … فأكلا من الشجرة فطردوا جميعا … كان أبليس عليما بنهاية العالم ،
فسأل ربه أن يبقيه الي يوم يبعثون، ليعبر مجمل الاحصاء الزمني لوجود الانسان المنتهي بفناء العالم ، مولعا
بالأفضليه علي أي وجه يرتضيه ….
ففي قوله تعالي …. ان الشيطان لكم عدو فأتخدوه عدوا
دالة علي حذر ونذر الندية والضدية ، اذ لا يستقيم العداء الابين متنافرات