مشاهدات: 38
يوميات في العزل المنزلي ” الجزء السابع “
إن النهضه الاقتصادية التي ساهمت بها هذه النسبة من اليهود والتي لم تستمر طويلا يضعنا أمام عدد من الأسئلة على رأسها سياسة التأميم لماذا لم تنجح رغم الاتجاه الوطني والشعارات الرنانة و الخطب الحماسية طوال هذه السنوات؟ الوطنية وحدها لا تصنع الوطن لعل ما تتميز به مصر من مقدرات جعل حكامها على مر العصور شغلهم الشاغل الاهتمام بالجانب العسكري واللهث وراء تأمين الحدود الطبيعية و انشغلوا عن تأمين الحدود المعنوية للسكان انشغلنا بقضايا قومية ودخلنا بإسمها حروبا أنهكت ميزانية الدولة وعصفت بسعر الجنيه المصري حتى أصبح يعاني الغرق كنا نتغنى بالقطن المصري وأننا بلد زراعي فأتى قانون الإصلاح الزراعي بدون رقابة فتفتت الرقعة الزراعية و تم تجريفها و تبويرها لبيعها اراضي بناء بأسعار غالية فكانت الارض الزراعيه كثروة هبطط على البعض من السماء دون عناء فراح يبدد فيها بعد أن حافظ عليها من اسميناهم اقطاعيين سنوات طويلة والحقيقة لولاهم لكانت مصر قد تصحرت منذ عهد بعيد
وبعد ثورة يوليو رفعنا شعار التصنيع وما قامت به مصر كان مجرد صناعة تركيب و تجميع لم نصل حتى اليوم لصناعة بالمعنى الحقيقي بل من المؤسف أن تمتلك مصر مسطح مائي شاسع ولم تقوم عليه صناعة سمكية تكفي حاجة السكان وتغزو اسواق دول افريقيا المغلقة !
كانت أكبر انجاز لثورة يوليو تأميم قناه السويس ونجاح إدارتها ولا ادري ما هو مفهوم نجاح الاداره حتى الآن ؟ لقد ظلت لسنوات مجرد ممر مائي يشبه شارع رئيسي في بلد لم تستغل وجوده بإنشاء منطقة لوجستية بالمعنى الحقيقي لم تنشأ ترسانة قوية لخدمة السفن و صيانتها ولا أسواق تجارية على امتداد هذه المساحة تحولت لمجرد ممر يدر رسوم تبتلعها ميزانية الدولة المجهده ورغم أن من يقوم بإدارتها عناصر لا نشك في وطنيتهم لكننا ابتلينا بالثبات و تسيير الأعمال الذي يقود في النهاية إلي انخفاض الأداء
حاولنا أن نكون بلد سياحي على اعتبار أنه الاستثمار الأرخص المناظر الطبيعيه هبه من الله الآثار المصرية هبه من الأجداد لكن أمام أزمات عالميه يصاب اقتصاد أعتى الدول بالشلل علاوة على أن حالة الجنيه المصري تجعل اسعار السياحة والسفر لمصر اغلى من نظيرها في بلاد أخرى مع تحويل البعض لصناعة السياحة لمهنة تسول أضرت بإسم مصر كثيرا
عقلية رجل الدولة تختلف عن عقلية المدير الإداري فيما يتعلق بخلق فرص للإستثمار و بناء اقتصاد لكن للأسف تحتاج رأس مال هكذا سوف يقول البعض والحقيقة أننا لن نحتاج قروض ولن نحتاج سوى لشباب الخريجين ومساعدة بعض رجال الأعمال أسطول صيد قوي و عدة مصانع على امتداد خطوطنا الساحلية
ما المانع من استغلال جزء من بحيرة ناصر لإقامة مزرعة تماسيح تقوم عليها نهضة في مجال صناعة الجلود ؟
هناك العديد من فرص الاستثمار لكن تحتاج رجال دولة لفرضها على الساحة علينا أن نفكر خارج الصندوق وأن نبحث عن حلول لمشاكل داخلية تستنزف ميزانية الدولة بلا موارد حقيقة حتى أننا أصبحنا نرفع شعار التبرع وكأنه هو الحل الوحيد !
وللحديث بقية مع يوميات في العزل المنزلي