الشتاء والحرب: نازحو غزة يواجهون البرد في ظروف قاسية
عبده الشربيني حمام
يشعر الفلسطينيون في قطاع غزة بحالة من القلق نتيجة اقتراب موسم الأمطار والمنخفضات الجوية على القطاع، في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية وغياب مؤشرات حقيقية للتوصل إلى اتفاق بين حماس وإسرائيل لإنهاء الحرب.
وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن الظروف الكارثية في غزة تنذر بزيادة تعرض الفلسطينيين لأمراض خطيرة، كالتهابات الجهاز التنفسي والأمراض المرتبطة بالبرد، في ظل عدم توفر العناية الطبية اللازمة.
ولا يجد أغلب الفلسطينيين في قطاع غزة ملابس كافية تحميهم من البرد القارس مع دخول فصل الشتاء، لا سيما أن أغلب النازحين يبيتون في خيام لا توفر لهم الحماية الكافية من البرد والمطر.
وتسببت الأيام الممطرة القليلة العام الماضي في تعكير حياة الغزيين، الذين كانوا عرضة للنزلات البردية وأمراض الجهاز التنفسي، في ظل غياب كافٍ من الطعام والأغطية والأدوية.
وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة أن القطاع يعاني من شح كبير في المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب، في ظل التلوث الكبير. كما حذر الصليب الأحمر من كارثة إنسانية وشيكة بسبب الظروف المعيشية المتردية التي تسوء يومًا بعد يوم.
ومع استمرار الحرب وغياب أي مؤشرات لاتفاق لوقف إطلاق النار، تسود حالة من القلق بين الفلسطينيين النازحين الذين بدأوا بالفعل التفكير في مواجهة أجواء الحرب خلال فصل الشتاء الغائم، في ظل عدم توفر ما يكفي من الملابس والغطاءات الشتوية لمواجهة البرد القارس.
ويرى المحلل السياسي الفلسطيني حسن سوالمة أن على حماس قراءة اللحظة الراهنة بعناية والعمل على الدفع باتجاه اتفاق لوقف إطلاق النار، مع محاولة تحرير أكبر عدد ممكن من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية قبل تولي ترامب الرئاسة بشكل رسمي، وفقًا لمبدأ “ما لا يُدرَك كله لا يُترَك كله”.
وأضاف سوالمة أن استمرار الحرب، التي اندلعت في السابع من أكتوبر من العام الماضي، إلى ما بعد تنصيب ترامب في 20 يناير القادم، قد يضع غزة في مواجهة آلة حرب إسرائيلية مدعومة دعمًا غير مشروط من البيت الأبيض.
وتجاوزت حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي 43 ألف فلسطيني، وفقًا لآخر إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.