الشباب فى قلب التحول نحو تمكين شامل لبناء مجتمع مستدام .
بقلم لمياء عفرة
الشباب هم الركيزة الأساسية التي يقوم عليها بناء أي مجتمع يسعى إلى التقدم والازدهار في مصر
يمثل الشباب نسبة كبيرة من السكان
مما يجعل تمكينهم مسألة حيوية لتحقيق التنمية المستدامة
وبناء مجتمع قوي ومتماسك. تمكين الشباب بمختلف أبعاده ليس مجرد شعارات تُرفع أو مبادرات تُطلق
بل هو عملية شاملة تهدف إلى تعزيز دور الشباب في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية
لتصبح مساهمتهم أكثر فعالية في بناء المجتمع ومستقبله.
فالشباب هم عماد الوطن والأمة
حيث يلعبون دورًا محوريًا في تحقيق الإنجازات والتقدم والتطور.
إنهم يساهمون في الدفاع عن القضايا العامة للمجتمع
ويشكلون القوة الدافعة وراء صنع القرارات الحاسمة
فهم الأيدي العاملة التي تحرك عجلة الاقتصاد
ويشاركون بنشاط في تحريك وتنفيذ المشاريع التطوعية
مما يجعلهم محور التحول والتغيير الإيجابي في أي مجتمع.
من هنا
تأتي أهمية تمكين الشباب وهو مفهوم يرتبط ارتباطًا وثيقًا بقدرة الشباب على المشاركة الفعالة في المجتمع
من خلال اتخاذ القرارات المشتركة وخلق فرص للتعلم واكتساب مهارات جديدة.
اشتراك الشباب في الأنشطة الاجتماعية يعزز من ديناميكية المجتمع
ويسهم في بناء قاعدة قوية من الكفاءات الشابة القادرة على قيادة التغيير والتطوير.
تتنوع أبعاد التمكين لتشمل التمكين النفسي
الذي يعزز وعي الشباب بقدراتهم ويشعرهم بالكفاءة الذاتية
ويمكنهم من فهم المشاكل التي تؤثر على جودة حياتهم وكيفية حلها.
هذا البعد يهدف إلى بناء الثقة بالنفس وإعطاء الشباب الفرصة
لاكتساب المعرفة وتنمية المهارات اللازمة للتغلب على التحديات.
أما التمكين الاقتصادي
فيركز على تعليم الشباب مهارات تنظيم المشروعات وإدارة الممتلكات الشخصية بفعالية
مما يساعدهم على تحقيق دخل آمن ومستقر
ويعزز من قدرتهم على المساهمة الفعالة في الاقتصاد الوطني.
وفي السياق نفسه يسعى التمكين الاجتماعي إلى تعزيز تماسك المجتمع من خلال تنمية المهارات القيادية
وتحسين شبكات التواصل الاجتماعي وإنشاء دعم مجتمعي قوي.
هذا النوع من التمكين يساهم في بناء مجتمع متكامل ومترابط
حيث يمكن للشباب العمل معًا لمواجهة التحديات المشتركة وتحقيق الأهداف المشتركة.
التمكين التنظيمي من جانبه يهدف إلى خلق بيئة داعمة توفر الموارد اللازمة للشباب من خلال منظمات المجتمع المدني والنقابات والجمعيات
التي تساهم في حماية حقوق الفئات الأكثر ضعفًا وتعزيز المشاركة المجتمعية.
التمكين الثقافي، أيضًا، يلعب دورًا هامًا في إعادة تعريف القواعد والمعايير الثقافية
بما يتناسب مع تطلعات الشباب واحتياجاتهم
مما يعزز من فهمهم لهويتهم الثقافية ودورهم في المجتمع.
هذا النوع من التمكين يسهم في تعزيز الممارسات الثقافية الإيجابية التي تدعم التكامل الاجتماعي
وتؤسس لعلاقات أكثر تماسكًا بين أفراد المجتمع.
أما في مجال التمكين السياسي فقد أدركت القيادة السياسية في مصر
تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي أهمية تمكين الشباب ليكونوا جزءًا من عملية صنع القرار وتوجيه المستقبل السياسي للبلاد.
وهذا تمثل بوضوح من خلال تعيين نواب محافظين من الشباب
ودعم المبادرات التي تعزز مشاركة الشباب في الحياة السياسية، مثل
“تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين”
و
”البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة”.
هذه المبادرات تمثل خطوات استراتيجية نحو إشراك الشباب في عمليات صنع القرار وتعزيز دورهم في الحياة العامة
مما يساهم في بناء مجتمع أكثر ديمقراطية وشمولية.
وعلى صعيد آخر، يعد البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة نموذجًا يحتذى به في تمكين الشباب المصري.
يهدف البرنامج إلى إعداد جيل من القادة الشباب من خلال تزويدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة
ليكونوا قادرين على مواجهة تحديات المستقبل وقيادة مصر نحو مستقبل أكثر إشراقًا.
يشمل البرنامج تدريبات مكثفة في القيادة والإدارة
بالإضافة إلى حلقات نقاشية ومشاريع عملية تهدف إلى تعزيز قدرة الشباب على التفكير النقدي وحل المشكلات بفعالية.
بجانب هذه المبادرات هناك العديد من البرامج والمشروعات الأخرى التي تهدف إلى تمكين الشباب
وتعزيز دورهم في المجتمع
مثل دعم ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة
والتي توفر للشباب الفرصة لتحقيق طموحاتهم المهنية وتحقيق استقلالهم الاقتصادي.
إن الهدف الرئيسي من تمكين الشباب هو خلق حياة أفضل وأكثر صحة للشباب الذين يعانون من خطر الحرمان أو التهميش.
هناك خمس كفاءات يجب أن يمتلكها الشباب الأصحاء:
ضبط النفس ومهارة صنع القرار والقدرة على التعامل الإيجابي مع الذات والترابط الاجتماعي والالتزام الأخلاقي بالقيم المجتمعية.
تركز البرامج التنموية على تعزيز هذه الكفاءات من خلال تقديم الدعم والتوجيه والمصادر التعليمية التي تساعد الشباب على النمو والازدهار.
وفي النهاية
يمكن القول إن تمكين الشباب هو عملية مستمرة تتطلب التعاون بين جميع قطاعات المجتمع
بما في ذلك الحكومة والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني.
يجب أن تركز السياسات والبرامج على تعزيز دور الشباب في المجتمع
وتوفير الفرص اللازمة لهم ليكونوا مشاركين فاعلين في بناء مستقبل أفضل لمصر.
إن تحقيق هذا الهدف يتطلب رؤية شاملة وتنسيقًا مستمرًا بين جميع الجهات المعنية لضمان
أن تكون الجهود المبذولة لتحقيق تمكين الشباب فعالة ومستدامة.
الشباب هم أمل المستقبل وقادة الغد، وتمكينهم اليوم يعني ضمان مستقبل أكثر إشراقًا للأجيال القادمة.