الشارقة تفتح صفحاتها حيث تلتقي الثقافات وتنبض الكلمات
بقلم د : خالد السلامي
في كل خريف، ينفتح قلب الشارقة ليحتضن عشاق الكتب
أولئك الذين لا يزالون يؤمنون بسحر الكلمات المكتوبة في عصر سيطرت فيه التكنولوجيا على كل شيء.
يدخل الزائر إلى “معرض الشارقة الدولي للكتاب”
وكأنه يعبر بوابة لعالمٍ آخر؛ عالم يحتفي بكل حرف وجملة وقصة تشكلت عبر القرون. هذا المعرض
الذي تجاوز الأربعين عاماً من الإبداع، يرمز إلى استمرارية ارتباط الإنسان بالكلمة وامتداد هذا الارتباط عبر الثقافات والأجيال.
منذ بدايته عام 1982 حلم الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بأن يجعل القراءة جزءاً أصيلاً من حياة الأجيال القادمة، لتصبح عادة يومية ومنهجاً فكرياً عميقاً.
ومع مرور السنوات، تطور هذا الحلم ليصبح “معرض الشارقة الدولي للكتاب” أحد أكبر معارض الكتب في العالم، وأكبر تجمع ثقافي من نوعه في العالم العربي. هنا
تتجسد أحلام الكتّاب والناشرين، وتجري حوارات تلتقي فيها أفكار شرق الأرض بغربها
ليصبح المعرض أكثر من مجرد حدث؛ إنه ظاهرة ثقافية عالمية.
ملتقى الثقافات والأفكار
المعرض هذا العام ينطلق تحت شعار “هكذا نبدأ” وكأنها رسالة إلى كل زائر بأن المعارف والأفكار تبدأ من هنا، من هذا المكان الذي يجمع شعوباً وأفكاراً من كافة أنحاء العالم.
تشارك في هذه الدورة أكثر من 112 دولة، ويجتمع فيها أكثر من 2520 ناشراً، ليعرضوا إنتاجاتهم ويشاركوا أفكارهم وتجاربهم مع الزوار.
إنه فضاء يتيح للزائر أن يتجول بين مئات الآلاف من العناوين
كل كتابٍ منها يُشبه نافذة مفتوحة على عالم جديد، سواء كان أدبياً، أو علمياً، أو تاريخياً، أو فلسفياً.
ولعل التميز الكبير للمعرض هذا العام يكمن في استضافة المملكة المغربية كضيف شرف
مما يضيف بُعداً ثقافياً غنيّاً لأروقة المعرض. فالزائر، بمجرد أن يخطو إلى جناح المغرب يشعر بنبض الأندلس وعطر الصحراء وزخارف الفنون المغربية العريقة. من خلال هذا الاحتفاء، يتم استكشاف العمق الثقافي والحضاري للمغرب
عبر عروض فنية وورش عمل وحوارات أدبية تعكس تراثها وعبقريتها الأدبية، ويتيح لزوار المعرض فرصة التجوال في تاريخها الغني والتعرف على أدبائها وفنانيها.
أحلام مستغانمي – تكريم يستحقه الأدب وليس هذا المعرض فقط لتبادل الأفكار والكتب
بل هو أيضاً فضاء لتكريم الرموز الأدبية. ففي هذا العام،