بقلم اللواء / رأفت الشرقاوى
مساعد وزير الداخلية الأسبق – المحاضر باكاديمية الشرطة
نفى مصدر أمنى صحة ما تم تداوله منشور بعدد من الصفحات الموالية لجماعة الإخوان الإرهابية عبر مواقع التواصل الإجتماعى
بشأن التحذير من قيام بعض الأطفال بإحدى محطات السكك الحديدية ببيع مناديل بها مخدر لإحدى الفتيات لمحاولة خطفها .
وأكد المصدر أن المنشور المشار إليه قديم سبق تداوله خلال يونيو 2017
وتم فحصه آنذاك حيث تبين عدم صحة تلك الإدعاءات وأن ذلك يأتى ضمن مخططات الجماعة الإرهابية
لتزييف الحقائق وترويج الشائعات من خلال إعادة نشر أخبار قديمة والإدعاء بكونها وقائع حديثة لمحاولة إثارة البلبلة بعد أن فقدت مصداقيتها بأوساط الرأى العام .
وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال مروجى تلك الإدعاءات .
وسائل التواصل الإجتماعى أصابت المجتمع المصرى والعالم بظواهر غريبة منها الشائعات
ونشر الفتن وهدم القيم واعلاء قيمة سفهاء القوم إلى أعلى المراتب ، وأصبح الشباب والفتيات لا يهووا أو يقلدوا
أو يقتدوا الا بهذه الشرذمة القليلة فى المجتمع المصرى أو العالمى ، ولا يتشبهوا أو يسروا فى ركب العلماء أو المثقفين
وهذه هى الطامة الكبرى التى تسببت فيها وسائل التواصل الإجتماعى أعذانا الله واياكم من شرور هذة الفتن .
تمثل الشائعات ظاهرة من الظواهر الاجتماعية الخطيرة المنتشرة في المجتمعات المختلفة
وهي متلازمة إنسانية تطورت عبر التاريخ، وتعد من قبيل الحروب النفسية، التي تنتشر في ظل التوترات الاجتماعية السياسية، والاقتصادية
وتسري لتحقيق مستهدفات مطلقيها ومروجيها في تضليل الرأي العام، وإثارة الفتن، وشق الصف المجتمعي
وتؤسس لحالات من عدم الاستقرار والاضطراب
وشحن الوضع الداخلي، وتتسم بسرعة انتشارها خاصة في عصر التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي.
التصدى للشائعات وتحصين الرأي العام من آثارها يتطلب جهودًا مكثفة وواعية من المجتمعات ومن المؤسسات المختلفة والأفراد
لتحقيق مناعة وطنية تجهض مخططات المغرضين الساعين للنيل من لُحمتها وتماسكها
بتعزيز القيم الدينية لدى أفراد المجتمع، بما يقربهم من تعاليم الدين وأحكامه، التي ترتقي بالأخلاقيات والضمائر إلى أعلى مستوياتها
– وترسيخ مفاهيم الانتماء الوطني، وتضمينها المناهج التعليمية، والممارسات الوظيفية لتقوية المناعة الوطنية ضد خطر الشائعات
– والتأكيد على دور وسائل الإعلام المختلفة، والإليكترونية
واستخدامها في المبادأة بتقديم الأخبار الصادقة وكشف الحقائق والوقائع والأحداث، بصورة شفافة وسريعة وواسعة الانتشار
– إعداد برامج تأهيلية توعوية، لتعميق دور الأسرة في تربية أفراد ذوي قيم وأخلاقيات
تسهم في قدرتهم على الفرز والتجنيب، لدحض الشائعات ومنع انتشارها
– مد جسور الثقة بين المواطنين والمسئولين، من خلال المصارحة والمكاشفة
فيما يرغبون في الحصول عليه من معلومات واستفسارات، بشأن القضايا محل اهتمامهم
– التوعية القانونية لدى أفراد المجتمع، بالعقوبات المقررة للشائعات ومطلقيها، ومروجيها
– قيام الأجهزة الأمنية بتتبع مصادر الشائعات ومروجيها واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم .
الصدق من القيم النبيلة التي حث الإسلام وأكد عليها واهتم بها
فالصدق خلق جليل من أخلاق دين الإسلام العظيم وأساس من أسسه القويم
بها تنصلح الأحوال وتستقيم موازين الحياة.
الأمم تعيش وتعاني أزمة الصدق ؛ فإذا تحقق الصدق في جوانب الحياة عمّ الأمن وساد الأمان في المجتمعات والأوطان
ولفتح الله -سبحانه وتعالى- علينا بركات من السماء والأرض
ولحل رغد العيش في مجتمعنا، محذرًا من مخاطر ضياع الصدق وأن ضياعه ناقوس خطر يُنذِر بقرب قيام الساعة فالصدق واجب في كل جوانب حياة المسلم ابتداءً من المنزل في معاملة الزوجين
وتربية الأولاد والمعاملة مع الجيران وحتى في المجتمع والوطن ككل.
نفحات الله سبحانه وعطاياه لعباده أكثر من أن يحصيها عبدٌ، فالله سبحانه وتعالى صاحب الفضل العظيم لقوله تعالى:
﴿ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾
ولكن هذه المنح والعطايا تتطلب من العبد أن يتحلى بالأمانة في أدائها والقيام بها
فكل عمل لا تُراعَى فيه أمانة أدائه يكون عملا هشا غير متقن يخلو من الإخلاص ويكون أقرب إلى النفاق.
سيدنا محمد صل الله عليه وسلم ﷺ بيّن فضل الأمانة في قوله ﷺ) :لا إيمانَ لمن لا أمانةَ له ولا دينَ لمن لا عهدَ له)، وقوله ﷺ:
(آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان)، لافتا إلى أن الحث على الأمانة بدا جليا في القرآن الكريم فقال الحق سبحانه:
﴿الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنقُضُونَ ﴾، وقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾
وقال أيضا: ﴿الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنقُضُونَ الْمِيثَاقَ﴾.
حفظ الله مصر وشعبها وقائدها وجيشها ورجال امنها وكافة المخلصين من ابناء هذا الوطن
وجنبها شر الفتن والاحقاد والشائعات والضغائن والحروب
اللهم إنى استودعك مصر وأهلها أمنها وأمانها ليلها ونهارها أرضها وسمائها فاحفظها ربى يا من لا تضيع عنده الودائع .