الرجل لايكون إمعه
بقلم : سامى ابورجيلة
صفتان متناقضتان ، صفتان أحدهما تدل على المرؤة ، والايثار ، والقوة ، والرأى السديد .
والأخرى تدل على ضعف ، وترهل الشخصية ، والسير فى ركاب السائرين حتى ولو كانوا على خطأ ، وليس على صواب
فالرجولة صفة عظيمة ، ومن المؤسف اننا لانفرق بين الذكر والرجل .
فليس كل ذكر برجل لأن الذكر نوع ( ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى ) اما الرجولة فهى صفة .
فجميع الكائنات التى خلقها الله ( إنسان ، حيوان طيور زواحف ) يتنوع بين الذكورة والأنوثة .
أما الرجولة فهى صفة من الصفات الحميدة التى تدل على الشجاعة ، والتفرد وتحمل المسؤلية .
والرجولة ليست متوقفه على نوع معين فقط مثل ( الذكر )
ولكن صفة الرجولة من الممكن أن تتوافر فى أمرأة صاحبة رأى سديد ، لها قوة فى شخصيتها
صاحبة مرؤة لاتسير فى ركب السائرين تعرف ماعليها قبل أن تطالب بما لها .
الرجولة صفة لأناس
( سواء من الرجال أو الاناث ) يعيشون فى المجتمع بوجه واحد ، غير متعددين الأوجه
رأيهم واحد سرهم مثل علانياتهم .
يقتنعون برأيهم ويتناقشون مع الآخرين بود وإحترام
ويتميزون عن الآخرين بالتمسك بالرأى الصحيح والصواب حتى وإن كان ليس برأيهم .
الرجولة صفة لمن يعرف حق الله ، ويسير على نهجه وخطاه
( من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ، ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا ) .
اى صدقوا الله فيهم حتى ولو كانت الأكثرية تسير فى طريق آخر .
ومن صفات الرجولة أن تكون قائما ، وقيما فى بيتك
فلا تظلم زوجتك ، ولا تجور على أخوتك ولا تهمل تربية اولادك .
ولكن من رجولة المرء ان يكرم زوجته ، بل يشعرها أنها هى الملكة المتوجة على عرش بيتها
وفى قلبه ولا يرى غيرها أمام عينيه ، لأنه مسؤل عنها امام خالقها .
فالرجل لايظلم بل احيانا يجابه الظلم ، ويقف بجوار المظلوم حتى يسترد له حقه
تلك هى صفة الرجولة فى ابهى صورها .
اما الإمعة فهى صفة ذميمة سواء اتصف بها رجل أو إمرأة .
ومعناها : انا معك وإن كنت على خطأ ، مادمت قويا أو صاحب جاه
أو منصب او مال فأنا معك حتى وإن لم أكن مقتنعا برأيك .
فالإمعة شخصية غير ثابت على رأى ، ولكن يسير حسب السائرين حتى وإن كان غير مقتنع بطريقهم .
صفة تدل على ضعف الشخصية ، أو ترهلها .
صفة تسير مع الركب السائر حتى وإن كان فى الطريق الخاطئ .
صفة نزعت منها المرؤه والشجاعة ، واستبدلت بالجبن والخوف .
صفة كما نقول ( معاكم معاكم ، وعليكم عليكم ) اى مع الماشى .
صفة تجاهر برأى وكلام حسب هوى الأغلبية
وتبطن برأى آخر غير ماتقتنع به .
صفة يقابلها الفشل فى كل خطواتها ، لأنها تسير بفكر وعقل غيرها ، وليس عقلها .
صفة من الممكن ان ترى الظلم أمامها ، ولا يتمعر حتى وجهها ، ولا تقول للظالم كفاك ظلما .
الإمعة تجده يريد ان يثبت رجولته ، وإنتقاص وضعف شخصيته فى بيته .
فتجده يظلم زوجته ، وربما يهينها أمام الآخرين ليثبت انه رجلا فى بيته ، مع أن هذا يدل على أنه غير واثق من نفسه ،
ويكمل ضعف شخصيته بالتعدى على انسانة ضعيفة تتحمل من اجل اولادها ، ومن اجل بيتها المشاق والمتاعب ، ومن الممكن ان يعتدى عليها
وتجده يريد ان يثبت رجولته على اولاده فيرى ان التربية الصحيحة هى الضرب والأذى لأولاده
وسبهم امام الجميع لما يتخيل أن تلك هى الرجولة .
ولكنه واهم
فأمثال هؤلاء تدل اعمالهم على ظلم أهل بيتهم ( زوجاتهم وأولادهم ) أنهم شخصيات مترهله ضعيفة ، غير واثقين من أنفسهم .
الإمعة تجده يقابلك بوجه ، ومن ورائك بوجه آخر لخوفه وجبنه وضعف شخصيته
لانه إذا كان شخصية قوية و لها رأى لقابلك بوجه واحد وقال رأيه فيك امامك ولك فى وجهك .
الإمعه تجده يغتابك فى غيابك مع الناس او مع عدوك
وذلك حقدا منه عليك ، ومسايرة عدوك فى رأيه والتقرب منه عسى أن يجد عنده المنعه والحماية ، لأنه غير واثق من نفسه ومن شخصيته .
لذلك لابد أن يفرق المجتمع بين الرجل الحقيقى والإمعه الذى ليس له رأى .