الدين لله والمعتقدات للجميع
بقلم – أسامة حراكي
الدين لله والمعتقدات للجميع
البعض يسرقون ويزورون ويظلمون ويقذفون باسم الدين، تُرى ما مفهوم الدين لدى هؤلاء؟
ويتصرفون بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة، وفي الغالب تأتي الوسيلة ملوثة كفتاة ليل تنضح بالخطيئة!
وعلى الرغم من حرصهم على الظهور بمظهر المتقين، إلا أننا حين نراهم ننفر منهم بشدة، كأننا نقرأ على جباههم كلمة منافق، فبعضهم بينه وبين الكفر شعرة أضعف من شعرة معاوية، وبعضهم قطعها منذ زمن، فالدين لديهم أصبح مجرد عمامة ومسبحة وذقن طويلة.
في الخارج رؤوس صحفيين تقطع باسم الدين، والفتوى الشرعية للقتلة أن دولتهم تناصبهم العداء، على الرغم من أن الدين يقول: ولا تزر وازرة وزر أخرى، وفي الداخل فمن الأمور التي تدهشنا وصايا بعض رجال الدين للعامة بالزهد في الحياة والتفرغ للأخرة وهم يرتدون أغلى الماركات، ويركبون آخر موديلات السيارات.. فلماذا يقول البعض ما لا يفعل ؟
ومن آفات الزمان تفسير الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة على غير معانيها وحسب ما تقتضيه مصالح البعض وشهواتهم، فالبعض يتاجر حتى في الدين، ثم يطلبون منا عدم الاختلاط ويحرمون ويحللون على مزاجهم.. ففي الخمسينات والستينات وأوائل السبعينيات، كانت مصر مسلمة عظيمة الإيمان تحرس شعبها من رياح التخلف وتتصدى للجهل والتعصب، كان شعبها متجانس بأديان وعقائد وألوان وطبقات.. لكن بوجدان واحد، إلى أن أصابتها حالة التفكك الناجمة من اختيار شرائح الأنفصال والأبتعاد والقول مثلاً بأن الغناء والموسيقى حرام والاختلاط كفر، فلم نعد نهتم لسماع أم كلثوم وإنما نذهب لمساجد لا لعبادة الله، بل للتهجم على الآخرين والدعاء عليهم بالخراب وعذاب النار.
الاختلاط ممنوع عند سكان البادية أو الأعراب وليس ممنوع عند العرب المسلمين، ولكن الأمر يختلف مع الثقافه النجدية الأعرابية التي انتجت الوهابية التي غزت مصر منذ سبعينات السادات، فالأمر هو فرض السلطة والهيمنة بأسم الدين للوصول لسدة الحكم.
سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قام بتعيين شفاء بنت عبد الله أول قاضية في الإسلام وقد ولاها على نظام الحسبة في السوق, ويسميها البعض قضاء الحسبة وقضاء السوق، وجعلها تفصل في المنازعات التجارية والمالية وهي بمثابة قاضي محكمة تجارية في يومنا هذا, وقال البعض أنها بمثابة وزير مالية، فلو كان عمل المرأة والاختلاط حرام ما أقدم عليه عمر.
البعض يتحدث في الدين والقيم والمبادئ والأخلاق الحميدة، ورائحة المعاصي تفوح منه، ولو كان الدين يبكي كالبشر لبكى من أفعال الكثيرين مم يدعون التدين ولا يمتون إليه بصلة، فيا أنتم لا تنصبوا أنفسكم على الناس آلهة، فربهم واحد ويعرفونه جيداً، ومادمتم لا تملكون مفاتيح النار، فلا تكتبوا قائمة بأسماء أهلها، فقد تكونوا أقربهم إليها وأنتم لا تعلمون.
الله أكبر.. الله أكبر.. يملأ صوت أذان الفجر مدينتي الآن ليزرع في داخلي يقيناً بأن الاسلام مستمر رغم كل الحكايات التي أعلنت نهايته بنهاية دولة أو نظام او جماعة ما.. مات رسول الإسلام وبقي الاسلام ليومنا.
من الأقوال التي قيلت:
ـ الدّين كله خُلق، فمن فاقَك في الخُلق، فاقَك في الدّين.. إبن قيم الجوزي
ـ التجارة بالأديان هي التجارة الرائجة في المجتمعات التي ينتشر فيها الجهل، فإذا أردت أن تتحكم في جاهل، فعليك أن تغلف كل باطل بغلاف ديني، فيظهر وكأنه حق.. ابن رشد
ـ نحن نغتال العالم عندما ننفي الإنسان من داخلنا، عندما نقتل باسم الله، ونسرق باسم الله، ونكذب باسم الله، ونكفر باسم الله أيضاً، حركة الإلحاد آخذة في التمدد في قلب العالم الإسلامي بسبب ماتمارسه جماعات العنف، والتي تصف نفسها بأنها تتبع الرعيل الإسلامي الأول، و بسبب تناقضات كثير من رجال الدين وانفصامهم عن الواقع، ففي الشرق المسلم يتسربل كثير من الناس بلباس الدين ليَأمَنوا سخط المجتمع.. الكاتب ياسر حارب