بقلم / طارق الفامي
شهدت تكنولوجيا الدجال تطورا كبيرا في الأعوام الأخيرة حيث تم إبتكار نظاره وسماعه تنقل المستخدم الي عالم إفتراضي ليشاهد الأشياء ثلاثية الأبعاد وكأنها حقيقية ويسمع أيضاً مايدور حوله من أحداث حتي يصبح العالم الإفتراضي حقيقة صوت و صورة أمام المستخدم بل ويكون جزء منه ويعيش بداخل هذا العالم الإفتراضي بكل جوارحه و أحاسيسه و سميت هذه التكنولوجيا بأسم “الميتافيرس ” Metavers وهى كلمة تتكون من شقين Meta ومعناها ماوراء والكلمة الثانية Vers وهي كلمة مشتقة من الكون ومعناها في العموم أنها كلمة مرتبطة بكون إفتراضىي حسي ومدرك ثلاثي الأبعاد .
وهذه التكنولوجيا سوف تحدث نقلة في عالم الإنترنت بدخول مليارات البشر الي هذا العالم الإفتراضي الحسي الجديد المدعوم بتقنيات الواقع أي أن الإنسان سوف يعيش الوهم ( العالم الإفتراضي الذي يختاره ) بتقنيات الواقع الذي يشبه العالم الحقيقي الي حد كبير كما شاهدناه في فيلم أفاتار Avatar حيث يتحول الإنترنت الي بيئة ثلاثية الأبعاد حيث يدخل المستخدم في هذه البيئة بإرادته حتى يصبح من عناصرها وتنفصل جميع حواسه عن العالم الحقيقي ويعيش بكل حواسه ووجدانه في العالم الإفتراضي الذي إختاره طوال فترة بقاءه في هذا العالم الإفتراضي ليجد المستخدم نفسه داخل عوالم إفتراضية لانهاية لها كما يمكنه لقاء من يريد لقائه من الناس والتعامل معهم إما للعب أو للعمل وكل ما يحتاجه لذلك هو إرتداء نظارة وسماعة العالم الإفتراضي المرتبطون بتطبيقات الهواتف الذكية .
إن هذه التكنولوجيا سوف تؤثر بشكل كبير علي حواس البشر من أجل خلق تجربة إفتراضية يعيش فيها المستخدم تكون أشبه بالواقع قدر الإمكان إلا إنه في نفس الوقت تتضمن هذه التكنولوجيا الكثير من المخاطر علي البشرية سواء مخاطر صحية أو نفسية أو إجتماعية .
فهي سوف تجعل الأفراد ليسوا بحاجة إلي التنقل الي أعمالهم اليومية وبالتالي تقل حركاتهم مما يؤثر علي لياقتهم البدنية و الصحية كما سوف تتأثر الصحة النفسية للأفراد حيث يعيشون في عالم أفتراضي وهمي هم من إختاروه لا يمت للواقع بصلة مما يجعلهم في حالة توحد لايستطيعون التواصل والتفاعل مع الأشخاص العاديون في العالم الواقعي بل سوف يتحولون الي روبوتات والفئة الأكثر إستهدافا من هذه التكنولوجيا الدجالية هم الأطفال الذين هم رجال ونساء المستقبل وقادته وذلك عن طريق الألعاب الإلكترونية والأفلام بحيث يتم تنشأة الأطفال في عالم إفتراضي ويصعب التعامل مع العالم الواقعي وهذا هو الخطر الحقيقي حيث يتم غرس أفكار وقيم خاطئة مغايرة عن ثقافتنا العربية و الدينية وبالتالي يتحكمون في عقول أطفالنا وفي وعيهم وفي العديد من القضايا والأفكار الهامة .إنه سحر الدجال للعيون كما كان في عصر سيدنا موسي عليه السلام والذي تم ذكره في سورة الأعراف الأية ( ١١٥– ١١٦ ).
بسم الله الرحمن الرحيم .قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ (١١٥) قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ (١١٦) صدق الله العظيم.