الخير عم والأخوال تيجان
بقلم ناصر السلامونى
أبناء الأعمام والأخوال هم أقرب الناس للإنسان بعدأبويه و إخوته فعم الرجل صنو أبيه والخالة أم فهم أقرب الناس رحما .
فالخير(عم )و(الأخوال )تيجان. و(الأب) يرعى و(الجدان) سيدان ٠
صلة الرحم تعظم
وتتأكد بحسن قرب الموصول من الواصل ؛وقطيعة الرحم من كبائر الذنوب وصلتها من معالم رسالة رسولنا صلى الله عليه وسلم الذي أمره الله بصلة الرحم لأنه لا يدخل الجنة قاطع لها.
الشيطان حريص على التحرش بين الناس وإشعال نيران العدوان ؛لذا يجب نسيان المرارات
وأسباب الخلافات بين أقاربك من ميراث وأسباب أخرى و يجب الحرص على الزيارة والتمسك بها فليس الواصل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
بالمكافئ ولكن الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها .
يجب أن نتلافى أسباب الشجار مع الأقارب فكل شيء له سبب لابد أن يكون له حل؛
ولا تسر وراء شيطانك فهو ينفث في نفسك أو نفسها سمومه وأهمها قطيعة رحمك ويقنعك بالأسباب.
فعلموا أولادكم على احترام الأخوال والأعمام وتقديرهم حتى وإن كان هناك خلافاً بينكم
فلا تقحموهم في خلافاتكم لأن الرحم معلقة بعرش الرحمن.
أين زيارتنا يوم الجمعة أو الأحد لبيت العائلة وتجديد المحبة وتفقد الأحوال والنهل من حكمة الجد والجدة واللعب سويا والمشاركة في الأراء والأفكار والبحث عن حلول لمشاكلنا
وحل الخلافات الأسرية إن وجدت والرجوع إلى بيوتنا وقد غسلنا قلوبنا وأرحنا عقولنا وأرضينا ضمائرنا؟!
نعم علموا أولادكم الاشتياق إلى لقاء الجد والجدة والأعمام والأخوال وأبنائهم وعودوهم أن يشعروهم بلهفتهم إلى لقائهم حتى يتبادل الجميع هذا الإحساس.
عندما تجتمعون لا يجلس كل منكم منكبا على عمل أو هاتف بل اترك كل شيء وتفرغ فقط لخدمة الأخرين واسعادهم
أترك أولادك يجلسون في احضان الأجداد وينهلون من بحر حبهم وحنانهم وخبرتهم.
لاتشعر أن ابنك هم جئت لتتخلص منه في بيت العائلة ؛بل جئت لتربيه تربية أسرية عميقة٠
أطلق العنان لحبك وسمو عاطفتك لأختك وأخيك وأبنائهم وقبلهم واحضنهم وربت على أكتافهم.
اشعرهم بحبك لهم ولا تخفى طيبتك وعطفك بصرامتك أو قسوتك.
يجب على العم والخال تجنب معاملة الأبناء معاملة قاسية عند طفولتهم فهم لا ينسون ذلك كبارا ويتعاملون معك عند كبرك بكراهية؛
فقسوتك معهم صغارا تظهر في تعاملاتهم معك كبيرا بل وتجعلهم لا يشعرون تجاهك بأي مشاعر
فأنت فقط في نظرهم شقيق والدهم أو والدتهم ولا يتذكرون دائما إلا ما تعرضوا لهم من عنف لفظي أو جسدي على يديك .لذا يجب على الأعمام والأخوال
وكذلك العمات والخالات ألا يتدخلوا في تربية ابناء أقاربهم حتى وإن كان هذا التدخل ناتجا عن الحب أو عن تقصير الوالدين
يجب عليك ان تتدخل فقط فيما يفيد الطفل وفيما يستمر في مخيلتهم عند كبرهم .
يجب علينا أن نعرف أولادنا أن الأقارب هم كل شيء في حياتنا فيجب علينا أن
نعلم إن صلة الرحم لا تتوقف على العلاقة بين الأبناء والأجداد إنما تمتد لتشمل الأعمام و العمات و الخالات والأخوال
بقية أفراد العائلة وخاصة الكبار المسنين منهم قبل الصغار لأن الأسرة أساس المجتمع قوامها الدين والأخلاق والوطنية وتحرص الأديان
و الدول على تماسكها واستقرارها وترسيخ قيمتها.
و اتعجب ممن يقول عن الأقارب البعد عنهم غنيمة و الأقارب عقارب فهم تلاميذ الشيطان فهذا كذب وافتراء وقطيعة أرحام فالعم أب والخال أب والعمة هي القلب الحاني والخالة هي الأم فعلموهم
أن الجد والجدة هما الأصل والقلب الطيب والحب و الأخ سند والأخت احتواء ومنجم الحب لأخيها
وخزانة أسراره .اخبروهم لا حب يعادل حب العائلة٠
الله سبحانه وتعالى حرص على تماسك العائلة لأن بتماسكها تتماسك الأمة وتصبح كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا
فقال (واتقوا الله الذي تساءلون به الأرحام)
وقال( والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب)بل
وقال عن أصل العائلة (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا )
وقال (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذى القربى )
صلة الرحم تبدأ من صلة الزوج والزوجة بالأصل وهو الأب وآلام
ولتعلم قبل كل شيء أن أعز الولد هم ولد الولد وهذا يوضح مدى المعزة والمحبة التى يحملها الأجداد تجاه أحفادهم لأنهم جزء أو قطعة من أبنائهم فهم في حياتنا
منبع الحب والمودة والاحتواء والطاقة الإيجابية عند الأحفاد والتي ترسم دائما الفرحة على وجوههم ولأن من خلالهم
يكتسب الأحفاد الخبرات والاهتمام و يستمدون منهم تاريخ الأسرة وتفاصيلها ؛بل هم الجذور الأساسية لهذه الأسرة الصغيرة ؛والطفل المحظوظ هو الذي
يعيش بين أجداده داخل المنزل حيث يتعامل مع الناس بحب واحترام ويكون غير عصبي ولا يتوتر عند المواقف ولا يشعر بالكآبة وخيبة الأمل
.لذا يجب على الآباء والأمهات أن يتكلموا عن والديهم بكل حب وذكر أفضالهما عليهم؛
و يجب أن يذكروا بعض العادات الطيبة التي ورثوها عن أبائهم وأجدادهم والتي نفعتهم في حياتهم ؛
يجب عليهم أن يتذكروا القيم الأخلاقية التي تربوا عليهم؛ يجب عليهم أن ان يدعوا آبائهم وأمهاتهم لزيارتهم في المنزل
والتعرف على الاطفال والجلوس معهم؛ يجب وهذا مهم جدا ألا ينشغلوا بأولادهم عن آبائهم فينشغلون عنكم ويستولون على ما انشغلتم به عنهم ويطردوكم من منازلكم فتندمون ٠
يجب أن تسميوا الأبناء بأسماء الجدود والأعمام والأخوال تعبيرا عن حبهم وهذا من افضل الروابط التي تربط بين أفراد الأسرة .
من اهم اسباب تشتت وتفرق العائلة هي سعي الآباء إلى إدخال أبنائهم مدارس و نوادي وشراء بعض الأشياء التي لا
يستطيع أقاربهم أن يفعلوا ذلك لأولادهم ولا يستطيع أولادهم تقليدهم أو حتى يكلفوا والديهم بذلك؛
وقد تصل إلى حد التفاخر والمباهاة فى الجلسات الأسرية مما يسبب تعقيدا وإن كان داخليا في نفوس الأطفال ويجروا مقارنات بين أبناء أعمامهم وأخوالهم . لماذا لا نكون مثلهم؟!
فيصغر الأب والأم في عيون الأطفال لفشلهم في تلبية مطالبهم وهذا من أوائل قطيعة الرحم.
كونوا خير زارعين وخير الزرع هو غرس المحبة بلا حدود بين أبنائكم وأبائكم وأمهاتكم وأخواتكم وإخوانكم وجميع الأبناء
فهم زرع فاحرصوا على انباته نباتاً حسنا فخير العائلات هى المتماسكة لأنها اللبنة التى تبنى وطنا سليما معافى من الحقد والغيرة والحسد والكراهية
ونتذكر أن خير ميراث للأبناء وكان أبوهما صالحا وخير الأبناء ولد صالح يدعو له
فلا قيمة لك إلا بأهلك فأهلك حتى لا تهلك.