الحياة السياسية فى مصر :
[تنافسية الأحزاب القائمة وجديدة مزمع تدشينها بين الواقع والمأمول]
أ.د. محمد علاءالدين عبدالقادر
المنسق العام السابق
لفرع جامعة الإسكندرية بدولة تشاد
الأحد 9 ديسمبر 2024
أنه ومع زخم اشتعال برامج وسائل الإعلام ومواقع وسائل التواصل الاجتماعى عن بدايات الإعداد لتدشين حزب جديد فى ساحة الحياة السياسية لأهل مصر وربما غيره من الأحزاب الأخرى الجديدة خلال الفترة القادمة.
فإنه لا يسع المرء إلا أن يتقدم بخالص التهانى وعاطر التمنيات وكل النجاح والتميز والتوفيق والسداد
لجميع الأحزاب القائمة وأخواتها الجديدة المزمع تدشينها بما يثرى من زخم الحياة السياسية فى مصر مع تكاتف الجميع نحو دعم ومساندة جهود الدولة وتحقيق حياة كريمة لأبناء الوطن.
إن وضوح الغايات والأهداف المنوط تحقيقها ورسالة أى من الأحزاب السياسية القائمة الحالية أو الجديدة المزمع تدشينها.
ومع توافر آليات لضمان التفرد والتميز والإبداع والتنافسية فيما بين كافة الأحزاب القائمة والجديدة المزمع تدشينها لصالح الوطن والمواطن فى ظل حاضنة جماهيرية شعبية غالبة
تؤمن بأهداف أى من هذه الأحزاب وتدعمها وتساندها وتهرول إلى عضويتها سعيا لتحقيق غاياتها فى إطار من الإلتزام الحزبى والحفاظ على أمن وسلامة الوطن.
فإن ركيزة مصوغات أى من هذه الأحزاب السياسية – لنيل شرف هذا التميز الذى تسعى إلى تحقيقه
حتى أن تكون ضمن الصفوف الأولى ومن الأحزاب المتقدمة وذات الأغلبية فى الشارع السياسى المصرى –
هو ما يتعلق بمدى ما يتوافر لدى أى من هذه الأحزاب من
[ استيراتيجة واضحة المعالم معلنة للقاصى والدانى ]
تعبر عما يطمح إليه هذا الحزب وأهدافه وغاياته وبرامجه المعلنة.
سواء كان ذلك لأى من الأحزاب القائمة أو الجديدة المزمع تدشينها المعلن عنها بالأمس القريب ضمن أخبار وسائل الاتصال المقرؤة والمسموعة المرئية وعلى وسائل التواصل الاجتماعى.
على أن تتضمن هذه الاستيراتيجية الخاصة لأى من هذه الأحزاب وبكل وضوح على مايلى :-
– رؤية الحزب المستقبلية [ الحلم والأمل والرجاء ].
– رسالة الحزب التى يسعى إلى تحقيقها.
– الغايات المنشودة بعيدة المدى.
– والأهداف المزمع تنفيذها لتحقيق هذه الغايات.
– مع صياغة لخطة تنفيذية واضحة المعالم.
ومن المقترح حتمية أن يمتلك أى من هذه الأحزاب ما يعرف
[ بالمرصد العلمى لرصد وقياس اتجاهات الرأى العام وحالة الحزب وموقعة بين الناس ]
– ذلك للتعرف على مدى ثقله السياسى ودورة فى الحياة السياسية
– ودرجة الرضا عن مستوى أداءه على المستوى العام وعلى المستوى الشعبى
– وبما يمكنه من تحسين مستوى أداءه ودعم نواحي تميزه والتغلب على أى من نواحي القصور أو نقاط الضعف
– بما يضمن له الريادة والاستدامة.
– وأن يكون مؤثرا وفاعلا بين الناس فعلا وعملا
– وليس بأى من الشعارات الفضفاضة البراقة التى حتما سوف تكون فى طريقها إلى زوال
وأن يفقد الحزب فى هذه الحالة كثرا من شعبيته ومركزه ومصداقيته بين الناس ولن يكون قادرا على الحشد الشعبى فى أى من المناسبات الوطنية حال الانتخابات مثلا
وفيما يتعلق بدعم ومساندة الدولة فى أى من المواقف وما تتخذه من قرارات لحماية الأمن القومى.
كذلك ولضمان نجاح أى من الأحزاب السياسية وحفاظا على تميزها ومستوى استدامتها فى الحياة السياسية وبصورة مشرفة فإن ذلك يرتبط ارتباطا وثيقا بمايلى : –
– مدى ما يتوافر للحزب من معايير حاكمة لقياس جودة الأداء الحزبى فيما يتعلق بكل من
” كفاءة الحزب ” و “فاعلية الأداء” . حيث أن لكل من الكفاءة والفاعلية بنودها الخاصة التى يمكن قياسها والتعرف عليها.
– مدى توافر معايير حاكمة لكل من عمليات المتابعة والتقييم والتقويم سواء ما يتعلق منها
[ بدولاب العمل داخل الحزب كمنظمة ] ، و [ خارجيا فيما يتعلق بمبادرات الحزب وما ينفذه من أنشطة وفاعليات وندوات ولقاءات وبرامج العمل الجماهيرى وفى المناسبات الوطنية والاجتماعية مع كافة الفئات والقطاعات المستهدفة].
– مدى قدرة الحزب على تعزيز موقفه نحو خلق فرص حقيقية ودعم مشاركة الكفاءات من أعضاءه المنتمين إلية ممثلين له فى الحياة السياسية ودورهم فى تحقيق هذه الغايات والأهداف التى رسمها كل حزب لنفسه فى ضوء رسالته وأهدافه الموثقة والمعلنة.
– مدى توافر وصياغة العديد من البرامج التدريبية الفاعلة لتنمية الوعى وبناء القدرات وتطوير مهارات الكوادر الحزبية وغيرهم والتواصل بين الأجيال ومع القواعد الشعبية وأبناء الوطن والسعى لاكتساب ثقتهم.
– مدى قدرة الحزب على مقابلة حاجات الناس الملحة وتحفيز مبادرات المشاركة الشعبية والجهود التطوعية.
– وما يتعلق بمدى ما يتخذه الحزب من مواقف فاعله نحو دعم ومساندة جهود الدولة للحفاظ على مكتسبات التنمية وضمان استدامتها وتحقيق حياة كريمة.
– وما يتعلق بالحفاظ على أمن الوطن وسلامته نحو مواجهة كافة التحديات والتهديدات والمخاطر داخليا وخارجيا خاصة فى ظل الظروف الأنية التى تمر بها البلاد والعباد.
وعليه فإنه ومع توافر وتحقيق كل ماسبق يكون ذلك فى واقع الحال هو تعبيرا عن
١ – كونها جواز للنجاح والتميز والإبداع والريادة لأى حزب من الأحزاب المصرية القائمة فعلا أو الأخرى الجديدة المزمع تدشينها
[ بعيدا عن أى من المسميات أو الشعارات البراقة الفضفاصة التى لا طائل ومنها والتى قد خبرها أبناء الوطن فيما سبق مع قدرتهم على التميز بين الغث والثمين ].
٢ – وكونها طريقا ممهدا للوصول إلى القمة فى ظل تنافسية شريفة لتحقيق مصلحة الوطن والمواطن سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
٣ – كل ذلك فى إطار من الوعى الجمعى والمشاركة الشعبية نحو تعزيز مفاهيم التعاون والمحبة وتعزبز قيم الولاء والإنتماء .
مع خالص التمنيات وكل النجاح والتميز والتوفيق والسداد لجميع الأحزاب القائمة وأخواتها الجديدة المزمع تدشينها.
حيث أن شعارهم جميعا هو : –
– أن مصر أولا .
– وأن مصلحة المواطن فوق أى اعتبار .
– وأن تحسين مستوى معيشته وتحقيق حياة كريمة له ولأبناءه وأسرته هى دائما على قائمة سلم الأولويات.
– وتحسين جودة الحياة نحو توافر بنية تحتية أساسية لكافة قطاعات ومؤسسات التنمية.
– وبناء الإنسان المصرى العصرى والشخصية الوطنية الواعية المفكرة المبدعة القادرة على الاستبصار والتحليل والموضوعية
والقادرة على مواجهة التحديات ومحاربة الشائعات ومجابهة الفكر المتطرف.
– هذا علاوة على الدور المنوط لكافة الأحزاب على الساحة السياسية فى عملية التثقيف السياسى وتنمية الوعى الجمعى.
– وما يتعلق بموضوعات وآليات الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية وتضافر كافة الجهود ووحدة وقوة نسيج الأمة.
– وفيما يتعلق بدعم ومساندة جهود الدولة خاصة فى ظل الظروف الحرجة والتحديات الأنية التى تواجه الوطن داخليا وخارجيا.
وأن الحياة السياسية الحزبية زاخمة بعدد من المفاهيم الحيوية ذات الصلة بالعمل الحزبى لتحقيق التميز.
ومن هذه مفاهيم ما يتعلق بدور الحزب فى كل من “المشاركة السياسية” وفى ” عملية التنشئة السياسية ” وذلك مايلى :-
أولا : مفهوم المشاركةالسياسية :
الذى يتضمن كل من :-
١ – أنشطة العمل السياسى :
وذلك فيما يتعلق بالتسويق السياسى للحزب وانجازاته وسعيه نحو جذب أعضاء جدد لعضويته وحفز أعضاءه على المشاركة الفاعلة فى كافة أنشطتة الحزبية
ونشر مبادئه والسعى لتحقيق غاياته وأهدافه والمشاركة بالتصويت فى الانتخابات العامة على كافة مستوياتها والترشح لها عن المحليات والنواب والشيوخ
وحتى الانتخابات الرئاسية إذا ما توافرت لأى من أعضاءه شروط الترشح وضوابطها القانونية.
٢ – أنشطة الجانب الاجتماعى للعمل السياسى :
وذلك فيما يتعلق بدور الحزب فى العمل العام والمشاركة فى كافة انشطة خدمة وتنمية المجتمع المحلى الاجتماعية والاقتصادية
ونشر الوعى الصحى والمحافظة على البيئة وفى أنشطة حملات تنظيم الأسرة ومحو الأمية وغيرها فيما يتعلق بالجانب المجتمعى للعمل السياسى .
ثانيا : مفهوم ” التنشئة السياسية “:
حيث صياغة البرامج التدريبية نحو تنمية الوعى والتثقيف السياسى على المستوى الحزبى
وكذلك بالتعاون والتنسيق مع كافة مؤسسات التنشئة الإجتماعية فى المجتمع الإعلامية والتعليمية والدينية وجمعيات ومؤسسات تنمية المجتمع
للوصول إلى كافة فئات المجتمع من النشىء والشباب والمرأة وكبار السن فى كافة المواقع وكافة قطاعات التنمية فى المجتمع.
وفيما تتميز به عملية التنشئة السياسية بمخرجاتها الأربع من حيث
[ زيادة المعارف – وبناء القدرات وتطوير المهارات – وتعديل الاتجاهات – وتعزيز الممارسات والسلوك الإيجابي ] .
وأن عملية التنشية السياسية للشباب والنشىء منذ الصغر هى الطريق نحو تنمية الوعى وغرس بذور القيم والولاء والإنتماء وترسيخ مفهوم الوطن والمواطنة وبناء الإنسان المفكر المبدع والمثقف سياسيا الملم بقضايا الوطن وشواغله والقادر على مواجهة التحديات ومحاربة الشائعات والفكر المتطرف من ناحية أخرى .
مع سعى الحزب إلى :-
– صياغة آليات جديدة ومبتكرة وفاعله لضمان استدامه العمل الحزبى بشقيه السياسى والمجتمعى.
– وتعزيز نواحي التميز وكل ما هو إيجابي.
– وصياغة خطط التحسين للتغلب على أى من نواحي القصور أو أى من المعوقات التى قد تواجهه.
والله الموفق ،،،
وكل التوفيق والسداد لحالة من الزخم السياسى وتنافسية حقيقية فيما بين الأحزاب القائمة
منها والجديدة المزمع تدشينها فى سعيهم الدؤوب للحفاظ على مكتسبات التنمية وأمن الوطن وسلامته ضمن واقع ملموس وأمال مستقبلية منشودة لتحقيق الرفاء الاجتماعى والرخاء الاقتصادى فى ظل حياة سياسية نشطة وفاعله ومساندة لجهود الدولة وتحقيق حياة كريمة لجميع أبناء الوطن.
أ.د. محمد علاءالدين عبدالقادر
الأستاذ المتفرغ بكلية الزراعة الشاطبى جامعة الإسكندرية