الحفاظ على الوطن مسؤولية مشتركة
بقلم .عبدالحميد نقريش
إن الحفاظ على الوطن ليس مجرد شعار يُرفع في المناسبات، ولا هو كلمات تُقال دون تطبيق أو التزام. إنه واجب مقدّس ومسؤولية جماعية تتطلب منا جميعًا أن نكون على قدر الثقة التي منحنا إياها وطننا. فالوطن هو الملاذ والهوية، وهو الحاضنة التي تمنحنا الأمن والاستقرار، ومتى اهتزت دعائمه، اهتزت معها كل القيم التي نؤمن بها.
إن الدفاع عن الوطن لا يقتصر على مواجهة التهديدات الخارجية فقط، بل يشمل أيضًا تحصينه من الداخل ضد الشائعات والأكاذيب والمخططات التي تسعى لتشويه صورته وزعزعة استقراره. الشائعة أشد خطرًا من العدو الظاهر؛ فهي تُبث كسم زعاف في العقول، فتُضعف الثقة، وتُثير الفوضى، وتُفسد النسيج الاجتماعي. وهنا تكمن أهمية دور كل فرد في المجتمع في التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة.
إن الكلمة مسؤولية، وكل ما يُنطق به أو يُنشر يُعد لبنة إما في بناء الوطن أو في هدمه. فلنكن إذن حراسًا للكلمة، نتحرى صدقها ونميز بين الحقيقة والافتراء. إن نشر الوعي هو أحد أهم الأسلحة التي يمكن أن نواجه بها حملات التضليل والتشكيك، فبالوعي نحمي عقول شبابنا، ونُحصن مجتمعنا، ونعزز الثقة بين أبناء الوطن ومؤسساته.
إن الأوطان تُبنى بالتكاتف والتآزر، وتُحمى باليقظة والوحدة، وتزدهر بالعمل الجاد والانتماء الصادق. وما أحوجنا اليوم إلى غرس هذه القيم في نفوس الأجيال الصاعدة، وتعليمهم أن الوطن ليس مجرد مكان نعيش فيه، بل هو كيان حيّ يجب أن نرعاه، ونُدافع عنه بأفكارنا وسلوكياتنا قبل أفعالنا.
فلنكن جميعًا سدًا منيعًا أمام كل محاولة للنيل من استقرارنا، ولنكن أدوات بناء لا هدم، نُكرس أقلامنا وأصواتنا لخدمة الحق، وننقل لأبنائنا رسالة مفادها أن حب الوطن لا يُقاس بالكلمات وحدها، بل يُترجم بالعمل الصادق، والتضحية من أجله، والالتفاف حول قيادته ومؤسساته.
وفي الختام، تذكروا دائمًا أن الأوطان لا تزدهر إلا بوحدة أبنائها، ولا تُحمى إلا بالوعي والثقة المتبادلة. فلنجعل من أنفسنا حماة للحقائق، وحراسًا للوطن، لأن الوطن الذي لا نحميه لا نستحق العيش فيه.