الحروب بين فاعل ومفعول به
محمد عبد المجيد خضر
كوكب الأرض مشتعل بالكامل بحروب مستعرة، ولو بحثت في مسبباتها او الغرض منها فسوف يصدمك واقع أليم، ان جميع الحروب ليست منطقية ولا عقلانية وتثير الحيرة والتيه، فلو بحثت بتسلسل منطقي، تجد ان هناك أيادي خفية تغذي الإعلام بافكار وتحريض وإشاعة ونشر عدم الثقة بين الفرقاء وأيضا الدول!!؟، ثم تجد وبقدرة قادر تشتعل الحرب، وترى ان من كان مجرد ميليشيا تحول لجيش جرار، يحارب الدول كيف وصل لهذه الدرجة من الدعم والتسليح، وايضا الاموال الضخمة التي تظهر مع هذه الميليشيات، ونموذج آخر يسيطر على دولة بقوة السلاح وقوته القبلية؟!، وأخرين يتم دعمهم وتسليحهم للقيام بتنفيذ خطط جهنمية، بحيث تسمح لهم بضربهم هم انفسهم لاتخاذ ذلك ذريعة للتدخل ضد بلادهم وشعبهم، وبوحشية غير معقولة ثم يختبئوا ويعاني المدنيين من القتل والفناء والتطهير العرقي، كل ذلك يصحبه صمت دولي مشكوك فيه فالجميع مفعول به ماعدا إسرائيل وأمريكا هم أطراف تفعل ما تريد بلا قرة للآخرين على الرد فقط شجب وإدانة لا تحقق شئ ولا تمنع اي اعتداءات غير شرعية منهما.
الغريب في الموضوع ان هناك عناصر مهمة جدا بهذه اللعبة،
أن دولًا كثيرة قد تكون أشقاء!؟ و ليس لهم اي استفادة من اي نوع ولا يغنموا أي غنيمة؟! يستخدمهم قوى الشر وهم من يدفعون التكلفة كاملة وينفذون هذه الخطط المرعبة بأيدي تابعة لهم بلا نقاش بطريقة افعل ولا تفعل حسب المصالح، ويتآمرون على الدول المستقرة لنشر الفوضى والتفرقة سعيًا خلف الشهرة وذكر اسمهم وحشره إعلاميًا، بأنهم عضو فاعل في مشاكل وتقلبات الدنيا وحروبها، ثم ينالوا شرف التدخل كوسطاء لحل المنازعات رغم انهم هم جزء أصيل في المشكلة أصلًا وآخرين يتم تصويرهم على انهم أعداء ويثار سيناريو مفاوضات لمنع قيام حرب بينهم!!!؟ لعبة خبيثة لكن اصبحت مفضوحة للعامة حاليا.
هنا يطفو على الساحة الاعلامية للمتابعين بعقلانية، أن هناك فاعل يثير الفوضى من اجل تنفيذ خطط خبيثة تم التخطيط لها خلال سنين طويلة سابقة إما بيده او بيد من وكلاء يثيرون الدنيا ويحركونها كما ترغب قوى الشر وبأوامر منها!!؟، وهناك باليد الاخرى مفعول به، الذي يواجه كل ذلك من فعاليات تظهر حتمية القضاء عليه ظلما وعدوانًا، ويصبح صاحب الحق مفعول به ومجرم وارهابي.
هذه الجريمة الشنعاء تتطلب منا وعيًا جمعيًا لانتقاء ما نتلقاه من أخبار تتداول على منصات الإعلام مرئية او مقروءة، لان الاعلام اصبح غير موثوق به، وله قدرة خطيرة على قلب الحقائق وعلى تحويل المجرم لشريف وضحية، وبالمقابل إظهار الضعفاء واصحاب الحقوق والشرعية بانهم متعصبين او مجرمين وارهابيين!!!؟؟، ودعم تزييف التاريخ لصالح قوى الشر لسلب حقوق المستضعفين !!؟.