الجنوب والحنين الي ماضيه
*الجنوب يدفع ضريبة الوحدة مع الشمال
*بــــقــلـــــم / منى عبدالله
ماتت إليزابيث الثانية وتركت في قلوب الجنوبيين خاصة ذكرى مؤلمة لما أحدثته بريطانيا الدولة التي احتلت عدن 120 سنه (قرن وربع) تقريبا جعلت من عدن مدينة توازي الدول الكبرى آنا ذاك بما أحدثوه من نهضة عمرانية واقتصادية وثقافية غيرت معالم مدينة عدن الى الأفضل وأصبحت عدن في الأربعينيات والخمسينيات من المدن المتطورة والأكثر انفتاحا وهي المدينة الوحيدة من المدن العربية التي كانت يتمنى كل عربي أن تنهض بلاده مثل ماحدث في جنوب اليمن من تطور رغم الإحتلال والمعارضة والمقاومة إلا أنهم لم يعاموا أبناء عدن كعبيد أو كأسرى بل فتحوا لهم كل المجالات وطوروا العلم وبنوا المعاهد وكذلك جعلوا عدن تضئ ليل نهار لا ينطفئ الضوء فيها أبدا “••
حيث كانت عدن مدينة حديثة بمعنى الكلمة حيث إكتسب ساكنيها اللغة الإنجليزية وأصبحوا من أبلغ المتحدثين بها في ذلك الوقت ومن أهم منجزات الإحتلال البريطاني مصافي عدن صهاريج عدن والكثير من المشاريع التي أحدثت نقلة نوعية وقفزة الى عالم التطور حيث كانت عدن هي المدينة الوحيدة التي ازدهرت إقتصاديا وتطورت عالميا في ذلك الوقت من الإحتلال البريطاني وفي نهاية الستينات حصلت عدن والجنوب عامة على استقلالها وحريتها وخروج آخر جندي بريطاني منها الى الأبد “•••
نأتي بالمقابل الى العرب الذين هم منا وفينا في عام 1990م شاءت الأقدار أن تتوحد جنوبنا مع الجهل والغطرسة والكبر واللصوصية وأصحاب العنصرية والمناطقية فدخلنا في نفق مظلم بقدرة قادر والى الآن جن بلقيس لازالوا متمسكين بأرض وثروات الجنوب فماذا فعلوا هؤلاء بالجنوب أتوا الى الجنوب كالمجانين كالغنم التي كانت في سجن محكم ومن ثم تم إطلاقها فنشروا سمها القاتل بين أوساط الشباب ليدفنوه وهو القات النبته الخبيثه ودمروا الإقتصاد ودمروا البنية التحتية أكلوا الأخضر واليابس كأنهم قوم يأجوج ومأجوج لم يتركوا لأهل الجنوب شئ حتى يتنفسوا منه الصعداء سيطروا على كل مفاصل الدولة وحابوا الشعب الجنوبي في قوته وهويته وانتمائه”•••
سرقوا ونهبوا وطغوا وتجبروا لم يتركوا شئ إلا وسرقوه متحف عدن جردوه من محتوياته لتنقل سيارة الملكة إليزابيث الثانية الى متحف صنعاء وكثير من المسروقات الأثرية نهبت كل هذا لطمس الهوية والتاريخ وتحريفه عدن التي كانت الكهرباء فيها لا تنقطع الآن أصبحت مأوى لخفافيش الظلام وقطاع الطرق والإرهاب الذي استوطن مدينتها وجردها من مدنيتها فطمسنا جمالها لم يتبقى لعدن سوى إسمها فقط؟؟!” ••
ليأتي بعد كل هذا التدمير التدمير الأكبر والطامة الكبرى التي تمكن من خلالها حزب المطلقات وجن بلقيس عام 2011 م من الحكم والسيطرة على زمام الأمور فهؤلاء لم يصدقوا أن تقع الجنوب بأيديهم حتى صدروا إرهابهم وتقاسموا الثروات لحساباتهم الخاصة وحدث ولا حرج ولازال الإرهاب يخترق أوساط أبناء الجنوب ليأتوا بها زيود إيران ويقلبوا الطاولة وتختل المعادلة الى أن أتت عاصفة الحزم التي من خلالها عصفت بكل الشعب الى الهاوية فدفع الشعب ضريبة غباء قياداته الذين ورطوا الشعب والوطن وأدخلنا لحرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل لنفقد آلاف من شهدائنا الأبرار ولازلنا نقدم قوافل منهم الى يومنا هذا فإلى جنة الخلد”••
ولكن بدأت الصورة الآن تتضح وبدأ التحالف يوجهه البوصلة في الاتجاه الصحيح بعدما كان حزب الإصلاح مسيطر على القرار الآن أصبح برع اللعبة السياسية وتم تصحيح المسار بقيادة اللواء الرئيس عيدروس الزبيدي والمجلس الرئاسي المستحدث حديثا ليتم تنظيف كل شبر من الجنوب من العناصر الإرهابية بعد قرار تنفيذ اتفاق الرياض ومخرجاته التي تنص بإخراج القوات الشمالية الى جبهات مأرب وتطهير صنعاء والذي حاول الطرف الآخر تعطيله والالتفاف على بنوده فأطلقت القوات الجنوبية حملتها بتنظيف شبوة من أوكار التدمير التي عصفت بالمحافظة ودمرت البنية التحتية فيها” •••
وبعدها بدأت عملية تطهير أبين بالجنوب العربي
من خلال العملية العسكرية ( سهام الشرق) ليتم اليوم إطلاق (سهام الجنوب) لتنظيف ما تبقى من شبوة ووادي حضرموت وكذلك امتدادا للمهرة إلى أن ينظف الجنوب من كل عناصر التدمير والتخريب التي استوطنتها منذ عام 1994م وستستمر هذه العمليات النوعية والتي سوف تحدد مصير شعبنا الجنوبي بإذن الله نحو الحرية والإستقلال وإستعادة الدولة الجنوبية في بزوغ الفجر ليس ببعيد بإذن الله والقادم أجمل وأجمل” ••