الجار وحقوقه
بقلم: عمر الشريف
يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: “ما زال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننتُ أنه سَيُورثُهُ” وهذا الحديث الشريف سيكون كفيلاً لنا لنعرف أهمية الجار في الإسلام، وأهمية وضرورة الإحسان إلى الجار، فالجار هو كل إنسان يلازمنا في المكانة والسكن، حيث أن اسم الجار لا يقتصر على القريب في السكن، فالجيران هم أول من يحزن على حزننا وأول من يفرح بفرحنا، وهم أول من يقومون بإغاثتنا لو وقع لنا مكروه لا قدر الله، فالجار أقرب النّاس لجاره ولا بد أن تقوم بينهما علاقةٌ وطيدة مبنية على الإحترام والإحسان، فاختيار مكان السكن أمر مهم لاختيار الجيران الصالحين المحسنين.
فحقوق الجار تتعدى كونها أمراً يُستهان به، بل على كل مسلم أن يطبقها وينفّذها تجاه جيرانه، فلا بد أن يقوم المسلم بالإحسان للجار بالقول والعمل، فالإحسان إلى الجار خُلقٌ كريم، وعلى المسلم أن يصون عرض دار جاره ويحافظ على شرفه ويستر عورته، ويغضّ البصر عن محارمه ويبتعد عن كلّ ما يريبه، ومن حق الجار وواجب الجار تجاه جاره أن يحل مشكلاته ويقضي حوائجه، فيتعايش الجار مع جاره بجسده وروحه، فيلبّي طلباته ولو استقرضه جاره يقرضه ولا يردّه خائباً لو كان مستطيعاً، وإن أراد الجار أن يبيع أرضه أو بيته فالأولى أن يعرضها على جاره قبل غيره عند نيّته للبيع، ومن أعظم الحقوق للجار أن ينصره جاره ظالماً أو مظلوماً، وإرشاده ودعوته لعبادة الله ونصحه خير النّصيحة وكفّ الأذى عنه.
قد جعل الدين الإسلامي الحنيف للمسلمين حقوقٌ على بعضهم البعض، وأحد أهم حقوق المسلم أن يحسن إلى جاره، أي يحسن عشرته ويحسن إليه في المعاملة قولاً وعملاً، فقد عظّم الإسلام حقّ الجار، وشاعت أقاويل بين النّاس من ضمنها مقولة: الجار قبل الدّار، وعلى قد الجار يكون ثمن الدّار، وكذلك الجار الصّالح من السعادة، فالجار له حقٌّ كبيرٌ على جاره، وله تأثيرٌ كبيرٌ في حياة المسلم، فإمّا يكون هذا الجار صالحاً، وإما طالحاً، وذلك عطاءٌ ورزقٌ من عند الله تبارك وتعالى.. فالإحسان للجار من شُعب الإيمان، ومن أحسن لجاره كان من أفضل العباد عند الله تبارك وتعالى، وتُرفع له مكانته ودرجاته في الجنة.