بقلم / محمد خضر
من أروع الصفات وأجملها وهو من الأخلاق الإسلامية التي أمرنا الله سبحانه وتعالى بها أما التكبر فقد نهى الله تعالى عنه في الكثير من الآيات القرآنية فالتواضع يوصل إلى الجنة والتكبر يؤدي إلى النار وفي هذا قوله تعالى: ” وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18)” سورة لقمان.
من ميزات التواضع أنه يزيد المحبة بين الناس ويُصفي القلوب ويزيد من ترابطها كما أنه ينشر المحبة في المجتمع ويجعل النفوس أكثر صفاءً وليونةً ويُضفي على صاحبه هيبةً ووقاراً لأن الله تعالى جعل للمتواضع مكانة عالية بشرط أن يكون التواضع بنيةٍ خالصة لا يشوبها الاستعراض أو الادعاء أما التكبر فإنه يورث البغضاء بين الناس ويزيد من الحقد والكراهية في القلوب ويُساهم في تفكك المجتمع وخلق فجوة بين أفراد المجتمع وخصوصاً بين الغني والفقير وبين العالم والجاهل وبين الكبير والصغير، بعكس التواضع الذي يتم فيه التعامل مع الناس بسلاسةٍ قائمة على أساس المساواة.
التواضع من صفات الأنبياء عليهم السلام ومن صفات الأولياء والصالحين
أما التكبر فهو دليل على الغرور والاستعلاء دون وجه حق فالله سبحانه وتعالى حين خلق البشر خلقهم جميعاً من طين وساوى بينهم وحين يُحاسبهم على أعمالهم فسيحاسبهم بناءً عليها فقط ولن ينظر إلى صورهم وألوانهم وأعراقهم وجنسهم، إذ أن ميزان التفاضل الوحيد بين البشر هو ميزان التقوى وما دون ذلك فلا يجب أن يفتخر فيه أحد، لذلك يُعتبر التكبر من أقبح الصفات لأنه يُعزز العنصرية والقسوة بين البشر، ويُشعر البعض بالدونية فيكرهون الحياة ويزداد سخطهم عليها وعلى من فيها. يقول الرسول عليه الصلاة والسلام: “لا يدخل الجنة من كان في قلبه ذرةٌ من كِبر” فكيف إن كان هذا الكِبر ليس مجرد ذرة بل الكثير من التكبر والاستعلاء، وهذا دليلٌ قاطع على حجم الاختلاف بين من يعامل الناس بتواضع وبين من يرى نفسه أفضل منهم
فالمتكبر يشعر بعقدة النقص ويُحاول دائماً أن يُظهر نفسه بأنه الأفضل والأكبر قيمة لكن المتواضع فتكون ثقته العالية بنفسه هي مصدر تواضعه لأنه يعلم تماماً أن البشر متساوين فيما بينهم وأن الله تعالى لا يُحب الشخص المتكبر
لذلك علينا جميعاً أن نحرص كل الحرص على أن نكون متواضعين غير متكبرين ليرضى عنا الله تعالى ورسوله.