التضحية من أجل الأوطان
بقلم دكتور . محمد عرفه
إعلم أخي الحبيب أن الله عز وجل خلق الإنسان وفطره على حب الوطن والإنتماء إليه والتضحية من أجله والشهادة في سبيله فمحبة الوطن فطرة فطر الله الناس عليها وكان العرب في الجاهلية يدافعون عن قبيلتهم ويحاربون من أجلها لأن حب الوطن والمكان الذي تربيت فيه واجب على الأمناء حمايته والدفاع عنه فلما جاء الإسلام بشريعته السمحة جعل حب الوطن سبيلا للعمل الصالح وجعل حب الأوطان من الإيمان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من مات يدافع عن ماله فهو شهيد من مات يدافع عن وطنه فهو شهيد من مات يدافع عن عرضه فهو شهيد” كذالك رأينا تعلق قلب النبي صلى الله عليه وسلم بمكة المكرمة حينما هاجر إلى المدينة المنورة وقف على أبوابها وناجي البلد والله يا مكة إنك لاحب بلاد الله إلى الله واحب بلاد الله إلي ولولا أن أهلك اخرجوني منك ما خرجت” أنظر إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم يكلم المكان الذي نشأ فيه الذي تربى فيه وبعدما إنتقل إلى المدينة المنورة رفع يده إلى السماء يقول اللهم حبب لنا المدينة كحبنا مكة أو أشد حبا فالأمر ليس قاصرا على مكة بل المكان الذي تعيش فيه لذالك أقول لأهل مصر حافظوا على أوطانكم وأقول لأهل سوريا حافظوا على أوطانكم ودافعوا عنها وأقول لأهل العراق حافظوا على أوطانكم ودافعوا عنها وأقول لأهل فلسطين حافظوا على أوطانكم ودافعوا عنها وأقول لكل عربي حر ولكل مسلم في شتى بقاع الأرض حافظ على وطنك فحب الأوطان من الإيمان.
إعلم أخي الحبيب أن حب الأوطان لايتوقف على المشاعر فحسب بل يجب أن يترجم إلى سلوك عملي يطبق على أرض الواقع فأنت في مدرستك إن اجتهدت وذاكرت محبا لوطنك
وانت في مزرعتك إن اجتهدت محبا لوطنك أنت في بيتك إن اجتهدت مع أولادك وعلمتهم وزرعت فيهم العدل والتسامح والتفوق فأنت محبا لوطنك المهندس في مبناه إن أهتم به وكان حريصا على الإتقان فهو محب لوطنه وكل إنسان يتحلى بالمسئولية تجاه وطنه.
إعلم أخي الحبيب أن التضحية بالنفس هي أعلى صور التضحية من أجل المحافظة على الأوطان فحراسة الأوطان والدفاع عنها ضرورة وطنية عدها الشرع من أفضل الأعمال عند الله عزوجل وبشر النبي صلى الله عليه وسلم حراس الوطن الذين يضحون بأنفسهم دفاعا عن وطنهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “عينان لا تمسهما النار يوم القيامة عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله” وهنا عبر النبي صلى الله عليه وسلم بالبعض وأراد الكل عبر بالعين لأنها ترى وتحرس وأراد الجسد فهو الذي يدافع ويجاهد في سبيل الله فالشهادة في سبيل الوطن منزلة عظيمة تجعل صاحبها في صحبة النبين والصديقين والشهداء والصالحين فقال تعالي” ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا”
وأعلم أخي الحبيب أن الشهيد حينما يدخل الجنة يتمنى أن يعود إلى الدنيا فيقاتل ويقتل في سبيل الله لما رأي من الفضل والكرامة وكفى الشهيد فخراً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تمنى أن يقتل في سبيل الله
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم” والذي نفسي بيده لوددت أن اقاتل في سبيل الله فاقتل ثم أحيا فأقاتل فأقتل في سبيل الله ثم أحيا فأقاتل فأقتل في سبيل الله. وفي النهاية اعلموا جميعاً ان الأوطان أمانة في اعناقنا جميعاً سنسأل عنها بين يدي الله عزوجل فحافظوا على أوطانكم ودفعوا عنها ودائماً نلتقي على الخير.