أثر التصوف علي الحياة السياسية في مصر
من القرن 3 الي 7 هجري
مهمة الدولة في الفكر الصوفي
دكتور/ كمال الدين النعناعي
(32)
ولما كانت مهمة الدولة هي العناية بالمصالح العامة للناس وهي بالضرورة مصالح دنيوية ومصالح أخروية تنظمها سلطات تنفيذية كسلطة الوزراء
فالشيخ أبو العباس كان يري
مرتبة الشيخ المسئول عن تحقيق المصالح الأخروية،
وأصلاح المصالح الدنيوية
لتتفق مع مصالح الغير بلا
ضرر ولا ضرار…
هذه المرتبةعلي نفس الدرجه
من مرتبة الوزير ..
لذلك يقول :
(اذا قيل ان السلطان لم يأذن
اليوم الا الوزير وحده.
ربما دخل مماليك الوزير معه
وكان الأذن. لمتبعيهم أذنا لهم
كذلك الولي. (الداعية الديني
اذا أطلعه الله علي غيب من غيوبه فإنما ذلك لانطوائه في
جاه النبوة..
وقيامه بصدق المتابعة..
فما رأي ذلك بنفسه دائما…
رأها بنور متبوعه..)
والدولة في فكر السيد البدوي..
كالزرعةيشتد عودها بعصب الفكر الذي تبذره العقيدة،
وهذا العصب عبارة عن خلية
رجال تقع علي كاهلهم مسئولية التوجيه الفكري،
ويتم توزيعهم علي الأقاليم
والمراكز والقري المحلية
وهؤلاء في نظره..
(كالزيتون فيهم الكبير وفيهم
الصغير.)
وهم يستمدون دورهم من
وجوده المعنوي، ومن مكانته
فكان خليفته يأتي له بالأتباع
فيقول له البدوي،.
(قل له يسكن البلد الفلاني)
جاء ذلك في سيرة البدوي
للأمام الحلبي ِ.
فمفهومه لصلاح الدولة
عهدها يتوقف علي فكر
وعقلية جيلها…
لذا كان السيد البدوي يقوم
بتعيين مشايخ ليوازي بين
المصالح الدنيوية التي يمثل
سلطاتها الوزراء.
والمصالح الأخروية التي يمثل نفوذها المشايخ
(وهم كذلك كالوزراء)
اذن لابد للدولة من ميزان
حتي تتزن حياة الشعب
3. ويبدو ان فكرة أتزان السلطات
بحيث لا تطغي سلطة علي أخري ظلت ماثلة في ذهن الشيخ القباري وهو ابو القاسم بن مقصود بن يحي المالكي الإسكندري المعروف
بالقباري،
ولد سنة 587 وتوفي662
هحريه
فعندما أراد السلطان بيبرس
زيارة الشيخ القباري أشترط
عليه ان يجري الحديث بينهما
بحيث لا ينزل هو من أعلي
البستان..
ولا يصعد السلطان.
فقبل السلطان……
وهو شكل رمزي
لاتزان. السلطات