البريكس في نسختها السادسة عشرة
غادة سيد……
مجموعة بريكس هي تجمع يضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا. بدأت المجموعة في عام 2006، واجتمعت البرازيل وروسيا والهند والصين في قمة بريكس الأولى في عام 2009. وانضمت إليها جنوب أفريقيا فيما بعد.
وتهدف البريكس إلى تحقيق التكامل الاقتصادي للدول الأعضاء وتحقيق التوازن الدولي والخروج من سيطرة الغرب الاقتصادية، كما تهدف إلى دعم السلام وتحقيق التنمية في العالم وتعديل قواعد العولمة لتستفيد منها كل دول العالم.
بريكس هو مختصر الأحرف الأولى باللغة الإنجليزية المكونة لأسماء الدول المشاركة في هذا التجمع الاقتصادي.
وحملت المجموعة في بدايتها اسم “بريك” قبل انضمام جنوب افريقيا في 2020 كما صاغها كبير مستشاري
بنك غولدمان ساكس جيم أونيل، ويقع مقرها في مدينة شنغهاي الصينية.
اتسمت تلك الفترة بالهدوء النسبي في العلاقات الدولية، حيث كانت هذه الدول تحقق معدلات نمو اقتصادية عالية، رغم وجود خلافات بين أعضائها، على عكس المنظومة الغربية وفي منتصف العقد الماضي، واجهت البريكس عددا من المشكلات، حيث ترأست الهند والبرازيل حكومات أكثر تحمسا للعلاقات مع الولايات المتحدة.
وفي عام 2017، وخلال عقد قمة “بريكس” في مدينة شيامين الصينية، طرحت فكرة “بريكس بلس” التي تهدف إلى إضافة دول جديدة إلى المجموعة ومع عودة لولا دا سيلفا إلى رئاسة البرازيل عام 2022، وتولي ديلما روسيف رئاسة بنك التنمية الجديد للمجموعة، تجتهد “بريكس” لتقديم نفسها على أنها النموذج البديل عن مجموعة السبع، على أساس أن معظم دولها تصنَّف كدول نامية أو ناشئة.
في يناير 2024، انضمت 5 دول رسميا إلى تكتل بريكس، وهي مصر والسعودية والإمارات وإيران وإثيوبيا، بينما تراجعت الأرجنتين عن الانضمام بعد انتخاب الرئيس اليميني خافيير ميلي، فأصبح التكتل يضم 10 دول.
وفي الثلاثاء 22/10/2024 بدأت فعاليات القمة السنوية لمجموعة بريكس بمدينة قازان عاصمة جمهورية تترستان في روسيا التي استمرت لثلاثة أيام
حضر 24 من زعماء العالم افتتاح القمة، بينهم زعماء الدول الأعضاء في مجموعة البريكس وهم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والرئيس الصيني شي جين بينغ، ورئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا. كما وصل إلى قازان لحضور القمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس دولة الإمارات محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد. ويشارك أيضا في القمة زعماء العديد من الدول الأخرى التي أبدت اهتماما بتعميق العلاقات مع مجموعة البريكس، بمن فيهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الفيتنامي فام مينه تشينه. وألغى الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا رحلته إلى روسيا بعد تعرضه لإصابة في الرأس إثر سقوطه بمنزله ومثل البرازيل وزير الخارجية ماورو فييرا.
كما حضر أيضا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش
وتعتبر هذه القمة مهمة لروسيا ورئيسها فلاديمير بوتين الذي يواجه عزلة من الغرب كنتيجة لحربه على أوكرانيا وتعرصت روسيا لعقوبات اقتصادية على البنوك الروسية ومصافي النفط والصادرات العسكرية، كذلك مذكرة الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق بوتين، على هذه الخلفية لذلك يهدف بوتين لإرسال رسالة مفادها أنه على الرغم من الحرب والعقوبات الغربية، لا تزال روسيا تتمتع بقدرة كبيرة على الصمود
وتركز القمة على قضايا الأمن الغذائي والطاقة، مع إيلاء اهتمام خاص للشرق الأوسط، وتنعقد هذا العام تحت عنوان رئيسي هو “بريكس والجنوب العالمي لبناء عالم أفضل بشكل مشترك”.
وناقش الأعضاء قضايا التفاعل بين دول الأغلبية العالمية، في حل الأزمات الملحة، وتحسين بنية العلاقات الدولية، وضمان التنمية المستدامة للأمن الغذائي والطاقة، بالإضافة إلى الوضع المتفاقم في الشرق الأوسط.
ودعا البيان الختامي لقمة مجموعة “بريكس” المنعقدة في قازان الروسية إلى وقف فوري وشامل ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة، وأكد على ضرورة الحفاظ على سيادة دولة لبنان وسلامة أراضيه وتجنب توسيع رقعة الصراع، وأدلى الزعماء المشاركين بتصريحات تصب في صالح إقامة نظام دفع غير غربي.
وأكد البيان الختامي على أن جميع الدول يجب أن تتصرف بما يتفق مع مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة في مجملها وعلاقاتها المتبادلة، معبراً عن تقديره للمقترحات ذات الصلة بالوساطة والمساعي الحميدة، الرامية إلى التوصل إلى حل سلمي للصراع من خلال الحوار والدبلوماسية.
وقد أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أنه لا يمكن أن نتحدث عن الأزمات والتحديات الدولية الراهنة، بدون الحديث عن الأزمة التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط، على وقع الحرب الإسرائيلية المستمرة، لما يزيد عن العام، على أبناء الشعب الفلسطينى
من تفريغ للمبـــــادئ وازدواجية للمعايير، فضلاً عن غياب المحاسبة والعدالة، إزاء الانتهاكات التى ترتكب فى حق المواثيق الدولية، وقواعد القانون الدولى والإنسانى، الأمر الذى نتجت عنه كارثة إنسانية غير مسبوقة، واستمرار الحرب وتوسعها، وهى كلها شواهد تفرض تضافر الجهود الدولية، لوقف التصعيد الخطير فى المنطقة، ومنع انزلاقها إلى حرب شاملة، وخاصة فى ظل امتداد الصراعات بالمنطقة، لتشمل العديد من الدول، وامتداد تلك الصراعات، لتؤثر سلبا على حركة الملاحة بخليج عدن والبحر الأحمر، وعلى حركة التجارة الدولية واستقرار سلاسل الإمداد العالمية.
وتمثل مجموعة البريكس الموسعة الآن نحو 45% من سكان العالم و25% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وينتظرها مستقبل واعد من توسع واكتساب أرضية أكبر وأكثر فعالية في النظام العالمي.