بقلم منار صلاح
والدي رحمة الله عليه عندما تحضر أي فتاه من العائلة لتستشيره في موضوع الزواج كان رده عليها ” يا تتجوزي رجل يا بلاش” … ظلت هذه الكلمات في ذهني إلى أن تفهمت معنى الزواج أنه المودة والسكن والرحمة بتعاليم ديننا الحنيف، وظلت أيضا صورة والدي هي المقياس للحب للحنان والإحتواء والإحترام لوالدتي وأن هذا هو الزواج الصحيح والمتين الذي تمر عليه الصعاب ولا يتأثر بل يزداد محبة وقربا.
إستمعت للعديد من المشاكل الزوجية وأقرأ عنها كثيراً حتى أصبح الوضع مخيفا لى خلال الفترة الأخيرة وعدد حالات الطلاق خلال هذا العام إلى أعلى معدلاتها طبقا للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، وشهدت أيضا أعلى معدلات الخلع والذي تلجأ إليه السيدة للحصول على حريتها ونتج هذا من رغبتها في التخلص من الزوج والإنفصال بشكل نهائي وقد يبدو أنه الحل الأسهل في مواجهة المشاكل الأسريه وخصوصاً بين المتزوجين حديثاً وفي القرى أيضا. وهو ما يوضح حجم الكارثة التي تواجه المجتمع.
نجد في حالات الإكراه على الزواج للفتيات القاصرات هو من أهم العوامل فى هذه المشكلات و الانفصالات المتعددة فى الأسر .
وكما ذكرنا مسبقا أن الطبقة الإجتماعية و ثقافتها هى التي تجبر الفتيات على الزواج إما للتخلص من نفقاتها فى منزل الأب وإما التربح من زواجها أو يعتبرونها عيبا كبيرا لو تأخرت و زاد بها العمر ، ولا يهم ما ستواجهه ابنة السادسة عشر عاماً من إهانة وضرب قد تصل لحد الموت وقد تحتاج إلى عمليات لإعادتها سليمة مرة اخرى جسدياً فقط دون مراعاة الحالة النفسية حيث لا يوجد في الطبقات الفقيرة فكرة العلاج النفسي والدعم النفسى .
نجدها تجنى الهمس و اللمذ و المعايرة و التشكيك فى سلوكياتها و أخلاقيتها من الآخرين ممن حولها بعد الطلاق دون النظر للطرف الآخر .. ماذا فعل لها هذا الرجل ؟؟.. دون رأفه أو رحمة بها .
العديد من المشاكل الإجتماعية التي تحدث بين المتزوجين حديثاً هي لعدم تحمل المسئولية وعدم معرفة المعنى الحقيقي للزواج وبناء أسرة، والثقافة الزوجية قد تكون منعدمة للسيدات بسبب التربية المغلقة وعدم السماح لهن بالسؤال عن أشياء طبيعية وأنوه أنا ضد عدم الحياء الذي قد يفترضه البعض للسؤال عن الثقافة الزوجية و لكن لابد من حلها علميا بالتوجه إلى أطباء متخصصين قبل الزواج ولست مع الإنسياق المعرفي لها دون أساس ديني أو علمي.
الذل الذي تواجهه المرأة في حالة الطلاق وعدم دعم أهلها واصدقائها والمجتمع لها وعدم النظر إليها إنها المذنبة وإنها فريسة سهلة للنيل منها سواء في محاولة العيش بمفردها وإحتضان أبنائها لها والسكن منفصله.. أليس يكفي ما عانته خلال فترة الزواج مكرهه. يجعلنى الآن ادعوا كل المقبلين على الزواج أن يدعموا بيت المستقبل بالثقافة الأسرية و حضور ندوات و كورسات عن الإرشادات الأسرية فهى ثقافة جديدة و المجتمع محتاج لها بالفعل الان.
في النهايه أجد حالات طلاق على مستوى تفاهم وإدراك الطرفين لإنتهاء الحياة الزوجية ولكن هذه الحالات تعتبر قليلة جدا ونتائجها أطفال أسوياء يتم تربيتهم بالتعاون بين الأب والأم وقد يبدوا أفضل لهم إنفصال الأب والأم،
في النهاية لابد من تفعيل برامج الإرشاد الأسرى والنفسي ودعم من يلجأ إليها واعتبارها علاج لمرض مثل بقية الأمراض والتوجيه أيضاً لنشر هذه الثقافة قبل إتمام الزواج وحماية الفتيات القاصرات من الزواج بالإكراه.