“الإعتلاء والإعلاء…”
بقلم / نشأت فل صمؤيل يوسف..
“ ومانيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا ” … هذا ما قاله الشاعر أحمد شوقي
وأني اوافقه الرأي ان المطالب لا تؤخذ بالتمني وأخالفه الرأي بعض الشئ
أن الدنيا لا تؤخذ غلابا بينما في إعتقادي أقدارا وليس غلابا
يبدأ الانسان رحتله في هذه الدنيا بالتدرج في تلبية إحتياجاته
من الحاجات الجسدية والامان إلي الاجتماعية والتقديرية ثم تحقيق الذات.
لذلك تكون النجاحات وتحقيق الذات من الاحتياجات الأساسية للانسان السوي
وبذلك يبذل الانسان مابوسعه لتحقيق وتلبية كل احتياجاته وقد يعي البعض حقيقة المشيئة الإلهية
في تحقيق النجاحات وقد لا يعي أخرون ذلك بجهل معرفة هذا الكون وإن له مشيئة لا يعلمها أحد
إذن علينا نحن ابناء آدم القيام بدورنا والسعي جاهدين لتلبية إحتياجاتنا قادرين ومقدرين وراضين بماتحقق
وما لم يتحقق فكل بني آدم له أقداره وله دور ورسالة في هذه الحياة
كل حسب مكانته الوظيفية او قدرته المالية او قوته العقلية الابداعية.
وكلما إعتلى إنسان مكانة وظيفية كبيرة او إقتدر مالياً أو زادت ونمت قوته العلمية كلما
هو محاسب أمام الله القادر العادل لأن ليس علي الانسان بشيء بل كل التوفيق هو من الله وحده
ومن لايعلم ذلك منا ويعتقد إن مهاراته هي صاحبة الأفضال وكفي
فهو يجهل ولا يعرف من هو واهب هذه المهارات.
هناك بعض الأشخاص يتدنون بتعالي المال وأخرين يتدنون بتعالي إعتلاء المناصب ” تعالي بلا داعي”
لكن هناك الكثير من الذين يملكون المال ويعتلون المناصب لا يتدنون بل يتعالون علي المال والمناصب
ويعلون بالاعمال الفاضلة من الخير الأخلاقي والتواضع والانفتاح علي الآخرين والانتساب اليهم
ومساعدتهم ويعملون باستمرار لتلبية إحتياجات الأشخاص الأقل حظاً بدون أي دافع سوي الدافع الأخلاقي.
وأحياناً يصل البعض منهم إلي صفة التسامي أو السمو الذاتي
بالتركيز علي الأعمال الصالحة والايجابية وتلبية احتياجات الأخرين اكثر من أنفسهم بينما من يتعالون
بمالهم ومناصبهم هم غارقين في اوهامهم لا يتعظون ولا يعتبرون
أخيراً … قد يكون المال إختبارونكبة وشقاء وقد يكون إعتلاء المناصب بلاء وإعياء
وقد يكون كلاهما إرتقاء وإستعلاء وإعلاء