الإدمان يضرب الجيل المراهق في إسرائيل ضغوط نفسية وتعاطي مستمر
متابعة/ احمد مقبل شلامش
تسببت الحرب التي تخوضها دولة الاحتلال الإسرائيلي في تحول فئة كبيرة من الأطفال بالمدارس وحتى أبناء المهجرين من الشمال، إلى إدمان الكحول والأفيون والحشيش، الناجم عن الضائقة النفسية والتوتر بعد أحداث 7 أكتوبر.
وكشف الكنيست الإسرائيلي، خلال جلسة مشتركة للجنة التربية والتعليم ولجنة مكافحة استعمال السموم والكحول، عن نتائج مقلقة بالنسبة لهم تتمثل في استخدام وتعاطي، وحتى إدمان الكحول والمخدرات بين طلاب المدارس، بحسب مركز مدار للدراسات الإسرائيلية.
الضغوط الاجتماعية
وفي دراسة عرضت على الكنيست، تم القيام باستطلاع رأي للشباب المراهقين الإسرائيليين من الصفوف الـ5 حتى الـ12 أو ما أطلقوا عليه “جيل المراهقة” لمعرفة تأثيرات الحرب على طلاب المدارس في إسرائيل ومدى إدمانهم.
وتظهر الدراسة، أنه في عام 2024 أبلغ طفل واحد من كل طفلين عن اثنين أو أكثر من الأعراض المرتبطة بالضائقة النفسية، ومن بينها آلام الظهر أو المعدة، والتهيج، والمزاج السيئ، وهم أكثر عرضة للضغوط الاجتماعية وخطر تعاطي المواد المسببة للإدمان.
ووفقًا للبيانات تبين أيضًا أن 9.5% من الأطفال والشباب في الصفوف الـ5 حتى الـ12 قد شربوا حتى الثمل خلال الشهر السابق للمسح، وكانت نسبة تعاطي الأولاد قياسًا بالبنات أعلى بواقع 12.4% مقابل 6.7%.
الكحول والحشيش
وقام 6.3% من طلاب الصفوف من الـ7 إلى الـ11 بتجربة تعاطي القنب خلال هذه الفترة، وفي هذه الحالة أيضًا، كانت نسبة تعاطي الأولاد قياسًا بالبنات أعلى بواقع 9.1% مقابل 3.6%.
وكلما زاد عمر الطلاب فإن نسبة استخدام الكحول والحشيش في زيادة، إذ تبين أن 17.3% من طلاب الصف الحادي عشر والصف الثاني عشر يتعاطون الكحول، و8% منهم أيضًا يتعاطون الحشيش.
وأشار 15% من الطلاب اليهود إلى أنهم استخدموا مرة واحدة على الأقل خلال الـ 12 شهرًا الماضية المواد الأفيونية.
الأعراض النفسية
وكشف مركز الأبحاث والمعلومات في الكنيست الإسرائيلي، أنه بين 2019 و2023 تم تشخيص 560 طفلًا ومراهقًا في إسرائيل على أنهم مدمنون على السموم والكحول في مراكز علاج خاصة، بينما تم علاج 722 فتى وفتاة في مراكز وزارة الصحة.
وأشارت نتائج استطلاع آخر أجرته جامعة رايخمان الإسرائيلية بين الأطفال بعد السابع من أكتوبر، إلى وجود زيادة في مستويات الأعراض النفسية، مثل الاكتئاب والقلق، وهي أعراض تدفع الأطفال لخطر تعاطي المواد الإدمانية.
طلاب الشمال
وحول الذين تم إجلاؤهم من الشمال بسبب الحرب، فتبين من خلال مسح أن 47% منهم أطفال تتراوح أعمارهم بين 12 و14 عامًا، وقدرت وزارة الصحة الإسرائيلية أن هناك انتشارًا لاستخدام المواد المختلفة مثل المهدئات والكحول والحشيش بينهم.
وأرجعت الوزارة ذلك إلى مئات المكالمات الواردة على خط علاج تعاطي المخدرات والإدمان التي أنشأتها، مشيرين إلى أن التوتر والصدمة والضيق سبب رئيسي في الإدمان، بجانب عدم توافر شبكة دعم واسعة ونظام تعليمي في أوقات فراغ الأطفال.