الأشهر الحرم.. وفضل رجب
كتب محمود عبدالصمد
ـ من فضل الله علينا أن منَّ علينا بمواسم الخير والبركة التي يعظم فيها الأجر ويكثر فيها النفع، وعلينا أن نتعرض لنفحات الله في هذه المواسم بالإقبال عليه والتودد إليه ، قال صلى الله عليه وسلم (إِنَّ لِرَبِّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا ، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لَا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا)
ـ من هذه المواسم : الأشهر الحرم ، وسميت بذلك؛ لأن لها حرمة وقداسة عند الله ، ونهي الشرع عن انتهاك الحرمات فيها ، فقال تعالى: (فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ).
ـ كان العرب يعظمون الأشهر الحرم ويمتنعون فيها عن القتال وسفك الدماء احتراما لها ؛ لدرجة أن الرجل كان يلقى قاتل أبيه فيها فلا يمد يده إليه بسوء ولا يتعرض له، فكانت رسالة سلام للإنسانية كلها.
ـ الأشهر الحرم: أمن وأمان وسلم وسلام ، قال تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ).
ـ يضاعَف ثواب العمل الصالح في هذه الأشهر ، كما يضاعَف العقاب على الأعمال السيئة. وللأسف الشديد تهاونا كثيرا في تعظيم هذه الأشهر الحرم ولا نلقي لحرمتها بالا ولم نعظم فيها الشعائر والحرمات.
ـ الأشهر الحرم هي (ذو القعدة ، وذو الحجة ، والمحرم ، ورجب).
ـ شهر رجب هو بداية مواسم الخير ومقدمة نفحات الله على عباده. وسُمي بذلك لأنه كان يرجَّب عند العرب أي يعظم، وله أسماء أخرى تدل على شرفه ومقداره العالي.
ـ فسُمي بشهر الله الأصم؛ لأنه لم يكن يُسمع فيه صوت السلاح ، وسُمي بشهر الله الأصب؛ لأن الرحمة تصب فيه صبًّا.
ـ مما يدل على فضل شهر رجب ما جاء عن سيدنا أُسَامَة بْن زَيْدٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ، قَالَ: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ … ) فالناس يغفلون عن شعبان لوقوعه بين رجب ورمضان وهذا يدل على قدر رجب وشرفه وفضله ووجاهته.
ـ يستحب الصيام في شهر رجب لزيادة ثواب الأعمال الصالحة في الأشهر الحرم ، واستعدادا للصيام في شعبان لمزيد فضله فيه ومن ثمّ الاستعداد لرمضان.
ـ اللهم صب علينا الخير صبا وبارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان.