خريجو الأزهر والإنجيلية في ندوة التسامح وثقافة التنوع في مكتبة مصر العامة بكفر الدوار
بهيه كساب
عقد فرع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بالبحيرة بالتعاون مع مكتبة مصر العامة بكفر الدوار والكنيسة الإنجيلية بكفر الدوار ندوة بعنوان ( التسامح وثقافة التنوع )
بدأت الندوة بكلمة ترحيب بالضيوف من الأستاذة/هبة غازي مشرف عام مكتبة مصر العامة بكفر الدوار نائبا عن ا. احمد هواش مدير عام مكتبة مصر في دمنهور وكفر الدوار .
ثم كلمة فضيلة الشيخ / أشرف عبد الحفيظ عضو المنظمة العالمية لخريجي الأزهر فرع البحيرة وجاء في كلمة فضيلته ان الله تعالي خلق الإنسان وكرمه وجعله خليفته في أرضه ومن حكمة الله تعالي تنوع أجناس الناس و الوانهم والسنتهم وكذا تنوعت ديانتهم وهذا التنوع والتعدد في اللون واللغات يرجع لحكمة الله تعالي و مشيئته في خلقه .
وأكد ان الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي وهذه الطبيعة البشرية لم يهملها الإسلام فالإسلام هو المنهج الوحيد الذي يسمح بقيام مجتمع عالمي لا عزلة فيه بين المسلمين وغير المسلمين .
وذكر فضيلته ان التسامح هو جوهر الإسلام ومعني التسامح هو اللين والتساهل .
والتنوع الثقافي هو عبارة عن مجموعة من المعتقدات والسلوكيات والتي تؤدي إلى إشتراك جميع الأطياف من البشر لإعمار الأرض. والتنوع الثقافي حق مشروع لأنه نابع من الحياة والإسلام دين يعترف بالتنوع ويضع له أهمية لأن الإسلام نزل موافقا للفطرة الإنسانية السليمة ، وفي هذا الإطار عبر القرآن والسنة في أكثر من موضع عن اعتراف واضح بأهمية التنوع الثقافي فمن القرآن قوله تعالي في سورة الحجرات ( يا ايها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثي وجعلنكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند اتقاكم ان الله عليم خبير ) فمن خلال الآية الكريمة نجد التنوع الذي يعترف به الإسلام يبدأ من النوع الذكر والأنثى وصولا إلى تنوع الشعوب بثقافتها والسنتها والوانها .
اما السنة فنقف أمام خطبة الوداع ففيها قال الرسول الكريم( كلكم لادم وآدم من تراب ) وقال مخاطبا الناس جميعا( يا أيها الناس ) .
وقد اعترف النبي بالتنوع العرقي والدليل علي ذلك ان النبي لما وطأت قدمه المدينة وجد يهودا فعقد معهم عهدا سمي بعهد المدينة او وثيقة المدينة وهذه ترجمة عملية لاعتراف الإسلام بالتنوع وقبول الآخر.
وشدد فضيلته أنه من أجل ترسيخ هذا التنوع لابد من تبني قيم ومبادئ سامية من أهمها التسامح واحترام الآخر فالإسلام كدين يتميز بالمرونة والتي يشملها التسامح . ومما يدل علي ان الإسلام دين التسامح أنه جعل حقوقا لغير المسلمين ومن أهمها حق الديانة وحرية العقيدة وممارسة الشعائر الدينية لقوله تعالي( لا إكراه في الدين) وقد سمح النبي صلي الله عليه وسلم لنصاري نجران ان يصلوا صلاتهم لما حان وقتها فصلوها بالمسجد النبوي .
وذكر فضيلته ان أساس العلاقة مع غير المسلمين هو البر والرحمة لقوله تعالي( لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ان تبروهم وتقسطوا إليهم ان الله يحب المقسطين ) ففي مصرنا الغالية نجد المسجد بجوار الكنيسة نسمع صيحات الأذان ودقات النواقيس هذه الحرية الدينية كفلها الإسلام لغير المسلمين وكفل لهم أيضا حق الحماية علي أنفسهم وأموالهم وحرم الشرع قتلهم وظلمهم
وقد شهد التاريخ أروع الأمثلة علي سماحة الإسلام. فقد حزن المسلمون حينما انهزم الروم وهم النصارى من الفرس وهم المجوس عبدة النار فنزلت سورة الروم تبشر المسلمين بأن إخوانهم الروم المسيحين سينتصرون خلال سنوات قليلة وقد تحقق مابشر به القرآن.
وبين فضيلته ان التسامح شئ يتعلمه الإنسان بسهولة لكن تطبيقه صعب فيجب علي الإنسان ان يمر بمرحلة التسامح وهي تشمل التسامح العاطفي والتسامح المنطقي بمعنى ان الإنسان كلمة فكر في الإنتقام ممن ظلمه أو أهانه أوأغضبه فالاسهل والأفضل ان تسامح وسيعطيك الله تعالي الأجر والثواب فنحن ليس لدينا الوقت في هذه الحياة للحزن والضيق والغضب من اي شخص او موقف معين فإذا غضبت من شخص فلا تهدر طاقتك في الغضب والضيق بل الأفضل ان تسامح
وختم فضيلته بأنه يجب علينا جميعا نبذ الفرقة والتعصب وعلينا بقبول الآخر واحترام إنسانيته وحرية اعتقاده والحفاظ علي النسيج الوطني حتي نكون جميعا آداة للبناء في وطننا العزيز .
ثم دعا بأن يحفظ الله مصرنا الحبيبة من كل سوء وأن تدوم المودة والمحبة بين جموع المصريين علي إختلاف عقائدهم .
ثم كانت كلمة سيادة القس حنا أيوب راعي كنيسة الايمان الإنجيلية بكفر الدوار
والذي بدأ كلمته بالشكر للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر وما تبذله من جهد لتصحيح المفاهيم المغلوطة .
وقال في كلمته ان الكتاب المقدس دعا إلي التسامح مع كل الناس حتي مع الأعداء ومن نصوص الكتاب المقدس ( ان جاع عدوك فاطعمه وإن عطش فاسقيه ) ودعا الكتاب المقدس أيضا إلي التنوع وقبول الآخر ومن نصوصه في هذا الامر ( اقبلوا بعضكم بعضا لا لمحاكمة الأفكار ) .
وأكد معالي القس ان المسيحية لاتكفر أحدا مهما كان معتقده بل نتعايش معه ونقبله.
وذكر ان التسامح هو موقف إيجابي تجاه الآخرين دون إستغلال اوتكبر فالتسامح هو الإقرار بحقوق الإنسان والحريات الأساسية للآخرين.
وأكد ان أزمة التعايش المشترك يرجع إلي غياب التسامح فبدون التسامح وقبول الآخر ون لن يكون هناك حرية بأي حال من الأحوال. وأنه يجب علينا إحترام التنوع من خلال إختلاف العقائد وأنماط الحياة دون نشوب صراعات تهدد المجتمع .
كما ذكر القس ان التعددية والتنوع لها جوانب متعددة فالتنوع يمكن ان يكون عرقي وثقافي وإجتماعي واقتصادي حتي الكون يقوم علي التنوع ليل ونهار صيف وشتاء.
وشدد القس في كلمته أنه يجب علينا ان نتعايش ونحترم إنسانية كل إنسان حتي لو كان لايدين بدين وهذا ما أكده الكتاب المقدس ومن نصوص الكتاب المقدس في هذا الأمر( ان الذين بلا ناموس) ( أي بلا شريعة )هم ناموس أنفسهم ، فمن يقتل إنسان بسبب أنه لايدين بديني هذه جريمة . وان الكتاب المقدس ذكر ان كل أمة تتقي الرب مقبوله عنده فقد كان قلب السيد المسيح قلبا كبيرا بلا جدران يتسع لأي إنسان مهما كان فكره او دينه أو مذهبه وأنه يجب علينا ان يكون لنا صدر كصدر المسيح المتسع فحينئذ سنكون متسامحين فكريا وعقاءديا وسنقبل بحب واحترام بعضنا البعض .
ثم إنتهت الندوة في جو يملؤه الإخاء والحب والمودة بين الجميع .
حفظ الله مصر حفظ الله الأزهر