الأرهاب الفكرى والتكنولوجي
الفت علام
ضاعت العلاقات الأسرية والعائلية بين الأجهزة التكنولوجية، أصبحت المحبة كلمة تكتَب دون إحساس، أصبحنا ذوى إحساس بارد مثل تلك الأجهزة.!!
واسفى وحزني على أسرنا المفككة
قد يختلط عليك الأمر عندما ترى عائلة قد تبدو لك مترابطة ، والحقيقة غير ذلك بالفعل متواجدين فى شقة واحدة، وأوقات أخرى فى غرفة واحدة وعلى مائدة طعام واحدة فى بعض الأحيان، فكل منهم منعزل بعالمه الخاص لا يكاد أحد منهم يعلم أى شىء عن غيره.
أصبحت هذه الأجهزة الحديثة هى المسيطرة على الجو العائلي الدافئ، بحيث أصبح (الفيس بوك وتويتر وواتس أب وغيرها) يسرق الكلام من كل أفراد العائلة، وهناك مفارقة غريبة فى تأثير الشبكات الاجتماعية على حياتنا، فبقدر ما تسهم فى زيادة حجم وتنوع علاقاتنا الاجتماعية من جهة، فهى كذلك، تؤثر سلبيا على حياتنا الاجتماعية، وقد تدمرها تماما.
يمكن القول إن الأمر تعدى ذلك من خلال ظهور ظاهرة التباهى بالأجهزة التكنولوجية والتفاخر بها، إذ يسعى كل فرد إلى اقتناء آخر ابتكارات عالم التكنولوجيا لكن من بين النتائج المحيرة للانتشار المذهل لأجهزة الهواتف الحديثة،
عملت على تقريب المتباعدين و ابعاد المتقاربين عن بعضهم البعض، أصبحت هذه التكنولوجيا لا تهدد التواصل فى الأسرة فحسب، وإنما تهدد العلاقات الاجتماعية أيضا.
ومن سلبيات ومخاطر هذة الاجهزة هي التفكك الأسري
يعتبر الهاتف النقال أحد الأسباب الرئيسة لمشكلة التفكك الأسري ، وزيادة معدلات الطلاق ، حيث أصبح الإنسان ينظر إلى شاشة التليفون فترة طويلة وفى جميع الأوقات ، حتى وهو في البيت مع أسرته، إذ أن كل فرد من أفراد الأسرة جالسون معاً، ولكن كل منهما في عالم منفصل عالم موجود داخل الهاتف النقال، الأمر الذي قلل من حلقات الحوار والنقاش مع الأسرة، فأدى إلى التفكك.
تركت التكنولوجيا الحديثة وثورة الاتصالات في الهاتف الذكي بصمة واضحة في حياة الأشخاص، وخاصة العلاقات الاجتماعية والروابط الأسرية، حيث سيطر الهاتف الذكي على الوقت والعقول إلى درجة أصابت الأزواج والزوجات والأبناء بحالة من الخرس والتشتت الأسري، كما أثار غيرة الأزواج عند ملاحظة أحدهم للآخر وهو يتواصل مع أشخاص غرباء، وجعل الأبناء يعيشون حالة من الانزواء وهم منكبّون على كتابة الرسائل أو تلقّيها.
أصبح الكثيرون سجناء لتلك الهواتف، يتحدثون ويفرحون ويحزنون على شاشاتها، بعيدا عن أصدقائهم والمقربين إليهم وحتى أسرهم، فالتكنولوجيا على الرغم من أنها تتيح التواصل بشكل دائم بالعالم، إلا أنها قد تتسبب في انقطاع التواصل بين الأفراد، مشيرا إلى أن الهاتف الذكي أصاب مستخدميه بالغباء الاجتماعي، ومن أبسط أشكاله هو فقدان التواصل الحي بين الأصدقاءوالمقربين في المحيط الاجتماعي ….
وفئة الشباب، حيث لا يستطيع هؤلاء تخيل حياتهم دون هاتف، ويصابون بالقلق حال انقطاع الشبكة، وهذا أمر منذر بالإدمان، لافتا إلى أن الهواتف الذكية تجمع بين أخطار إدمان الإنترنت والألعاب الإلكترونية، وبلغت أخطارها أن البعض من النساء يرينها أهم من الأزواج والعكس صحيح وهذا ما سبب انشغال بعض الأزواج عن بعضهم كونها تحقق لهن تواصلا يفتقدنه في العلاقة الزوجية، فيزداد الصمت الأسري وقد يصل إلى حد الخرس.
وغيّرت قيم المجتمع الذي أصبح يكتفي برسالة تهنئة وربما فيديو على الهاتف، بدلا من الزيارات الحميمية بين أفراد الأسرة الواحدة أو العائلة، وكذلك الأصدقاء والمقربين.