بقلم : السفير سعد الأمام الحجاجي
الثقافة والتثقيف في منهج الاتحاد العربي للقبائل في البلاد العربية
لم يكن وجود الاتحاد العربي للقبائل في البلاد العربية مجرد حادث عادي أو طارئ في حياة الأمة العربية، إنما استجابة واعية لطموح أبناء الأمة العربية وآمالها، بعد أن عانت ما عانته من واقع متردٍ فاسد، حمل من التخلف والتجزئة، والقهر والاستغلال، ما جعل أمتنا العربية في آخر سلّم الدول التي تسعى إلى النهوض، وتأخذ مكانها الطبيعي تحت الشمس، لذلك كان لا بد من نهوض كيان قومي طليعي واعي لكل ما كان يحدث في الساحة العربية، وما تفرزه من أحداثٍ تشد الإنسان العربي إلى الوراء، في الوقت الذي يكون فيه قادر على تلبية رغبات الشعب، وتحقيق طموح شبابه في التغلّب على الواقع الفكري المتردي وقتئذٍ، والتصدي لكل شكل من أشكال التبعية والإقطاع، وأصحاب الأحلاف الاستعمارية التي أرادت أن تطمس معالم الدور القومي الذي تنهض به الأمة مبشراً ببناء غدٍ أفضل، شكّل هذا المحور الأساسي في دفع أبناء الأمة العربية العظيمة، إلى الالتفاف حوله، وقد شكل المنطلق إلى الخلاص من معوِّقات تحقيق المشروع القومي الكبير، القائم على توحيد الوطن العربي، وإعادة بناء الدولة العربية الواحدة، فكان شعار الاتحاد امتنا العربية صاحبة الرسالة الإنسانية الرائد الأخلاقي والقومي الأول في العمل من أجل بناء المجتمع العربي الموحد، الذي أشرق في كل الدول العربية أصحاب قمم الحضارة و التطور الأمر الذي دفعها إلى مجابهة التحديات جميعها
إذا كانت المسألة الثقافية في بلدان العالم الثالث، تأخذ أبعاد ثورة ثقافية، فإن الأبعاد المترتبة على هذه المسألة داخل الاتحاد، تصبح ذات أهمية استثنائية، فما دام دوره الطليعي ينصب في توعية الجماهير، فهذا يعني أن وحدة الوعي بين صفوفه، يجب أن تبلغ أعلى مستوياتها، والعمل الجاد على تنمية هذا الوعي وتطويره، حتى يُحقق التطابق الكامل بينه كاتحاد وبين الوعي الجماهيري لأبعاد هذه القيم على مختلف المستويات الحياتية، و معظم القضايا القومية، ومن أجل تحقيق هذا التكامل بين الاتحاد وأبناء الأمة، جاء في دستور الاتحاد : «الأمة العربية وحدة ثقافية، وجميع الفوارق القائمة بين أفرادها عرضية زائفة، تزول جميعها بيقظة الوجدان العربي، والإنسانية مجموع متضامن في مصلحته، مشترك في قيمه وحضارته، فالعرب يتغذون من الحضارة العالمية ويغذونها، ويمدون يد الإخاء إلى الأمم الأخرى، ويتعاونون معها على إيجاد نُظم عادلة تضمن لجميع الشعوب الرفاهية، والسلام والسموّ في الخلق والروح»، كما أكدت المادة [42] من دستور الاتحاد هذه المبادئ الأساسية في تعميق المفهوم الثقافي العربي القومي، حيث جاء فيها: «يعمل الاتحاد في سبيل إيجاد ثقافة عامة للوطن العربي، قومية عربية، تقدميّة شاملة، عميقة وإنسانية في مراميها، وتعميمها في أوساط الشعب عامة، والدولة مسؤولة عن صيانة حرية القول والتعبير والنشر والاجتماعي والاحتجاج والصحافة في حدود المصلحة القومية العربية العليا، وتقدّم الوسائل والإمكانات التي تُحقق هذه الحرية، والعمل الفكري من أقدس أنواع العمل، وعلى الدولة أن تحمي المفكرين والعلماء وتشجعهم» كما جاء في المادة
من دستور الاتحاد: «طبع كل مظاهر الحياة الفكرية والاقتصادية والسياسية والعمرانية والفنية بطابع قومي عربي يُعيد للأمة العربية صلتها بتاريخها المجيد، ويحفزها إلى أن تتطلع إلى مستقبل أمجد وأمثل».
لقد استطاع الاتحاد من خلال سنوات نشاطه أن يُرسّخ في أذهان أبناء الامة أهدافه القومية المعبِّرة عن تطلعاته المشروعة، كما استطاع أن يُحرّك الجماهير على امتداد الوطن العربي كلّه، لتقديم التضحيات في سبيل قضيتها القومية، وتحقيق آمالها العريضة في الوحدة والحرية ، فكان للاتحاد على الساحة العربية حضور بارز في استنهاض جماهير الأمة العربية، ودفعها لاستلهام تاريخها المجيد في التضحية والفداء، على أرضية ثقافية واعية ملتزمة، أكد عليها دستور الاتحاد ومنطلقاته، فعمل على نهوض ثقافة عربية عامة للوطن العربية، من خلال سياسة ثقافية تربوية تعمل على خلق جيل عربي مؤمن بوحدة أمته، وخلود رسالتها آخذاً بالتفكير العلمي السليم، بعيداً عن قيود الخرافات، وأوهام التقاليد البالية، مُشبعاً بروح التفاؤل والنضال والتضامن مع مواطنيه في سبيل بناء المجتمع العربي الواحد.
لقد آمن الاتحاد العربي للقبائل ومنذ تأسيسه بوحدة الثقافة العربية القومية، ونادى بتحقيقها، ورفع صوته في مختلف الميادين من أجل تحقيق المشروع القومي الثقافي، في الوقت الذي آمن فيه بأهمية التفاعل بين حضارات الأمم مع الحفاظ على الهوية العربية بأصالتها وجذورها الممتدة في عروق الأرض، وقد استمدّ مؤسسو الاتحاد فكرهم من تراث الأمة العربية، ونهلوا من منابع الفكر العربي الأصيل، وتفاعلوا مع الفكر العالمي، ووصلوا إلى رؤية فكرية معاصرة، تسعى إلى بناء الوطن العربي الموحّد، مجسّدين ذلك في شعاراتهم، ومبادئهم، ومنطلقات الاتحاد النظرية، كما تمثل هذا الفكر في كتاباتهم التي تركزت على النهوض بالأمة العربية، وبعثها بعثاً حضارياً إنسانياً قومياً شاملاً، فكانوا مصدر إلهام لأجيال الاتحاد ولابناء الأمة العربية من محيطها إلى خليجها، أولهما تجديد الحياة عند العرب، والثاني جمع شملهم في دولة عربية واحدة، لم تبدأ الأمة العربية تاريخها اليوم، بل إنها عاصرت الحضارات المتتالية على مسرح العالم منذ ظهور الإنسان، فعاصرت مصر الفرعونية وبابل وآشور وفينيقيا والرومان، وظهور الأمم الحديثة في القرون الوسطى، وكان للعرب شأنهم في كل مرحلة من مراحل التاريخ، كانوا يتبادلون التأثير مع الأقوام في توجيه مجرى تاريخ العالم، ونحن إذ اتخذنا كلمة الاتحاد العربي للقبائل في البلاد العربية كنا نعني توحيد الفكر والثقافة والموروث العربي الأصيل الذي تعلمناه من جدودنا الذين كانوا منارة للعلم ومنبع للإنسانية ورمزا للعطاء، فبقاء مقومات أمتنا مع مرونتها للتكيف مع مقتضيات المراحل التاريخية، دعانا إلى القول بخلود الأمة العربية، وخلود رسالتها التاريخية، الرسالة التي تناوبت مع الأقوام على أدائها، فمهمة االاتحادالأولى هي إذاً إحياء التراث الأصيل المميز لعبقرية أمتنا، والمكوّن قوام شخصيتنا التاريخية.
وثانياً: تحرير بيئتنا من الآراء والتقاليد التي تُعيقنا عن: اللحاق بموكب الحضارة الجديدة.
وثالثاً: إيجاد الانسجام بيننا وبين هذه الحضارة الجديدة».
إن تعقد الحياة المعاصرة كما يمثله ازدحام السكان، وزيادة الإنتاج وتنوعه، وتوسع الصناعة، يحتم على المربي أن يعنى أكثر من قبل، بدراسة الطفل كوحدة إنسانية متماسكة، ففي الماضي كان الطفل عقلاً نريد أن يتسع لبعض المعلومات، وفي وقت آخر كان مغامرة اجتماعية يجب أن نروّضه على الاندماج في حياة المجتمع، وما إلى ذلك ولكنه إنسان قبل كل شيء، أي كائن حي لا نستطيع أن نهمل أي عنصر في تكوينه، إن التربية الحديثة تطالب بمعرفة صحة الطفل وشروط تغذيته مثلما تطالب بتعليمه وتوجيهه المهني.
إن التفاعل بين الطفل والحياة المعاصرة يجعل مشكلة الحرية في وجوده اليومي من أهم المشاكل، ولا نعني بالحرية اختيار العمل الذي يلائمه، أو الاستمتاع بأوقات الفراغ فحسب، بل نعني أيضاً تبديل العمل أو المهنة على النحو الذي يُخفف من وطأة الظروف الصعبة التي يفرضها تعقّد الحضارة، وحول العلاقة بين الأدب والسياسة يقول: «الانتماء السياسي والعقائد للأديب لا يتعارض والعمل الأدبي، فأبعاد التجربة الإنسانية يمكن أن تتشعب في انتماءات لا نهاية لها على ألا يكون ذلك عقبة في طريق الإبداع».
دعونا نقاتل بالحرف، بالبندقية، بالأظافر، بالأسنان، بكل شيء، لكي يكون لنا حقنا المقدس في الحياة، ولكي نستعيد حصتنا المسروقة من ضوء الشمس، ولكي يكون لنا موضع قدم في الأرض، ونستحق بالتالي الحياة، فالحياة دون نضال وكفاح وعرق لا معنى لها، علينا أن نبحث عن هويتنا الممزقة الضائعة عن أمتنا المقبلة إلى الحياة، ولا توجد أمة في هذه الأرض يمكنها أن تحول بيننا وبين الحياة، الحياة بشرف إذا أردنا الحياة بعزة وكرامة، من هنا يكون التزامي بالحرف،ومن هنا أطالب كل الأدباء والشعراء بضرورة الالتزام بهذا الفكر النضالي القومي البنّاء».
لقد دفع المفكرون والأدباء والشعراء القوميون الجزء الأكبر من جهدهم ونضالهم من أجل الثقافة العربية القومية المؤمنة بوحدة الوطن وحريته واشتراكيته من أجل بناء المجتمع العربي الواحد.،،،،
مفهوم الثقافة والتثقيف هو مفهوم شامل
الترابط والمحبه والسلام والتوحيد لصفوف
الامه العربيه ولم الشمل،،،،،
حفظكم الله وحفظ الوطن العربي والبلدان العربية ومصر وشعبها وجيشها وشرطتها ورئيسها من شرور الخونه تجار الدين والأرهاب،،،