فاطمة عبد العزيز محمد
________
اشهر الطغاة..
ليس هناك شك في أن جنكيز خان واحد من أقسى الغزاة الذين ابتليت بهم البشرية، وأكثرهم سفكًا للدماء، وأجرؤهم على انتهاك الحرمات وقتل الأبرياء، وحرق المدن والبلاد، وإقامة المذابح لآلاف من النساء والولدان والشيوخ، حيث اقام جنكيز خان دولة مترامية الأطراف مرهوبة الجانب.
ولقد استخدم كل آليات القوة والعنف للدولة من أجل سحق الأبرياء الضعاف، وارتكب أعمالًا وحشية وفظائع من أجل القضاء على من يراه تهديدًا لسلطانه.
ورغم نجاح جنكيز خان الباهر وقوة ذكائه كقائد عسكري بارز، وبسط سيطرته على منطقة شاسعة من العالم أن ذاك الا ان التاريخ لا يتذكر الا ظغيانه، لما قام به من أفعال دنيئة ووحشية وظالمة، حيث إن سحق الأبرياء الذين ليس لديهم القوة للمقاومة ولا الرغبة في القتال إنما هي سمة من سمات المتوحشين الذين فقدوا إنسانيتهم.
ثم لا يمر عصر من العصور الموالية إلا ويطبع التاريخ بخراب الطغاة وظلمهم، ولكن تكون نهايتهم مخزية ومهينة للعبرة والعظة، والعاقِل الحصيف اللبيب هو الذي يترك أثرا بعد رحيله حتى لو كانت ابتسامة.
فعندما تعانق روحك السماء تترك خلفها آثارا تخلد وتذكر من بعدك خيرا كانت أم شرا، بل إنك ستجزى عليها، قال الله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ) يس: 12، فالله تعالى يكتب آثار الخير وآثار الشر التي كنت يومًا ما أنت سببًا في صنعها سواء في حال حياتك أو بعد مماتك، يكتب الله الأعمال التي نشأت من أقوالك وأفعالك وأحوالك، فكل خير تعمله، من نشر علم نافع، أو أمر بمعروف، أو نهي عن منكر، يكتبه الله تعالى لك وسيجزيك عليه.