كتبت / ربيعة جوامع
أسفر تفشي فيروس كورونا حول العالم عن جملة من التحديات، لعلّ أبرزها تلك المتعلقة باحتمالية تصاعد أزمة أمن غذائي قد تهدد ملايين البشر حول العالم، وذلك في ظل ما انطوت عليه الإجراءات المتخذة من جانب بعض الدول للحد من تفشي الفيروس من تداعيات سلبية على سلاسل توريد الأغذية، وتأخر حركة شحن الواردات الغذائية، وهو ما دعا العديد من المنظمات حول العالم إلى التحذير من مغبة أزمة أمن غذائي على المستوى العالمي قد يكون من الصعب تجاوزها بسهولة. وأشار تقرير صادر عن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، في 3 أبريل الجاري، إلى أن جائحة كورونا حتى الآن لم تؤثر على سلسلة الإمدادات الغذائية العالمية، لكنه حذر من حدوث تأثيرات سلبية إذا ما ساد الذعر في صفوف كبار مستوردي الأغذية.
ويقدر التقرير أن أكثر من ملياري شخص، معظمهم في بلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، لا يحصلون بشكل منتظم على الغذاء الآمن والمغذي والكافي، مشيراً إلى أن الحصول غير المنتظم على الغذاء يمثل أيضاً تحدياً للبلدان ذات الدخل المرتفع، ويشمل ذلك 8% من عدد السكان في أمريكا الشمالية وأوروبا.
وفي إطار هذه الأرقام الكبيرة جداً، والتي تشكل نسباً مرعبة، إذ تبيِّن أن 1 من كل 9 أشخاص في العالم يعاني من الجوع يومياً، يبدو أن استمرار انتشار فيروس كورونا سيكون العائق الأكبر أمام انحسارها وتحسن أوضاع الأمن الغذائي العالمي.
ومن ناحية أخرى، فإنه مع فقدان الناس لوظائفهم أو انخفاض دخلهم نتيجة للإغلاق أو الإصابة بالفيروس وتدهور الصحة، فإن ذلك يهدد بزيادة نسب الجوع في العالم لعدم وجود الدخل الكافي لسد الاحتياجات الأساسية من الغذاء.
ولن يكون من الصعب تصور سيناريوهات تتضاعف فيها أعداد الأشخاص الذين يعانون من الجوع على أساس يومي، خلال الأشهر القادمة في ظل خوف كبير من زيادة معدلات سوء التغذية وتقزم الأطفال.