اثر التصوف علي الحياة السياسية في مصر
من القرن 3 الي 7 هجري
(18)
بقلم دكتور / كمال الدين النعناعي
(جماعات الفتوة ازاء الاشتباك الفقهي بين الفاطميين والعباسيين)
حاولت الخلافة العباسية في بغداد استقطاب القوي الاسلامية بالعامل الفقهي
فدعت الي اجتماع علماء
المذهب السني حيث صدر
(محضر) يعلن الطعن في نسب
الفاطميين وعدم سلامته بقصد ٱسقاط الشرعية عنهم
كتبه الخليفة القادر العباسي سنة 402 هجرية
ووزعت عدة نسخ منه يتضمن القدح في نسب العلويين خلفاء مصر وهم ٱدعياء خوارج
لا نسب لهم في ولد الامام
وحاولت الدولة الفاطمية بدورها تنحية الخلافة العباسية
عن طريق بسط نفوذها علي العراق
وهو ما نجح فيه البساسيري
كانت بداية البساسيري مقدما
علي الأتراك لدي الخليفة العباسي القائم بأمر الله
فلما ٱستبد البساسيري
ٱستنصر الخليفة العباسي عليه
السلطان طغرل السلجوقي
فدبر مؤامرة لإسقاطه حتي ٱستطاع ٱن يدخل بغداد
ويقطع الخطبة عنه
ويدعو للخليفة الفاطمي في مصر
الي ان دخلها طغرل بك فقتله
وعادت الامور الي ما كانت عليه
اما ماكان من ٱمر بن الرسولي
فكانت قد جرت اتصالات بين الفاطميين الشيعة وجماعات الفتوة
اشهرها كان مع رجل يدعي
ٱبا نصر محمد بن عبد الباقي الخباز المعروف بابن الرسولي
وذلك في النصف الثاني من القرن الخامس الهجري
وقد قبض عليه سنة 473 هجرية مع آخر يدعي عبدالقادر
الهاشمي البزار..
وجماعة آخرين معه ٱنتسبوا الي جماعات الفتوة
ويبدو أن ابن الرسولي كان مفكر الجماعة
فقد صنف في مذهب الفتوة وقانونها
وجعل رجل يدعي عبد القادر
نائبه
وجماعة الفتوة تحت سلطته
وكتب لكل منهم منشورا
ووجهه للمسير الي موضع معين
ولقب نفسه ( كاتب الفتيان)
مما يفيد بوجود تنظيم متشعب
لرئاسة فتيان الفتوة المطوعة
وصارت المكاتبات من جميع البلدان
وقد أرسل ابن الرسولي رجلا
يعرف ب
( خالصة الملك الريحان الاسكندراني) لرئاسة الفتيان
وصارت المكاتبات تفحص بمعرفته ويبت فيها بقراره
اما ابن الرسولي فقد أتخذ من مسجد براثا المهجور مقرا لقيادته.
لكن العيون كشفته وبلغت عنه
جماعة تخوفوا منه
وذكروا ان هناك مؤامرة تحاك لصالح الخليفة الفاطمي في مصر
ويتم ذلك تحت ستار دعوة الفتوة المطوعة للجهاد
فبادر الوزير عماد الدولة بالقبض علي بن الرسولي ونائبه عبد القادر
وتم مصادرة كتبه
ثم قبض علي كافة أعضاء جماعة الفتوة التي تحت أمرته
باستثناء من هرب منهم
فيما ورد عن المؤرخ بن الجوزي….