اثر التصوف علي الحياة السياسية في مصر من القرن 3 حتي 7 الهجري
(10)
الوافدون للدفاع عن الثغور
دكتور/ كمال الدين النعناعي
الطوائف الصوفية المحلية كانت تتكون من خليط قدم أفراده من البلاد التي دخلها
الاسلام وهو ما حسبناه تيارا
يمكن ان نراه قوميا..
علي هذا النحو كان ممن وفد الي الاسكندرية في القرن الرابع
الهجري الصوفي الشهير
( ابو الخير ) الٱ قطع وأصله من المغرب آقام في الاسكندرية
أثنتي عشرة سنة كاملة..
وهذا الثغر بناه الاسكندر الأكبر
سنة 332 ق.م. علي شريط ضيق من ساحل البحر الابيض المتوسط وبحيرة مربوط..
فمن واقع الترجمات المؤرخة لشخوص المتصوفة التي تناولت سيرته لا يمكن أن
نفترض بٱنه جاء الي مصر بدون هدف؟
والمتصفح لبعض المنسوب اليه يجد في العبارات التي وردت علي لسانه ما يوضح ذلك..
اذ بعد،فترة من أقامته طالت سنين قال:
(ثم طولبت بالمسير)
وذلك القول ينص علي أنه قد أستجاب لتوجيه من جهة ما..
وبادئ ذي بدء أنه قدم ثغرا حيث يجاهد المجاهدون.
ويحكي أنه ظل فترة أقامته
يتناول طعامه من فضلاتهم
فما الذي دعاه الي ذلك؟
وما سبب ان يمكث في الثغر
السكندري فترة ملازما لمواقع المرابطين ويقوت من فضلاتهم
أقل أفتراض هو انه كان يقوم بمراقبة تدريبات المحاربين وتحصيل خبرة قتالية بعد،دراسة أحوالهم..
هذا الافتراض ربما يجد من الظروف التي تواجد فيها هذا الصوفي، زمانا ومكانا، ما يجعله احتمالا مقبولا
بالاضافة الي ترجيح ناشئ عن تحديد،مستوي درجة الكفاءة لأعمال منسوبة لهذا الشخص اذا نظرنا الي هدف هذه الأعمال؟
هل هي لأغراض محلية أم لأسباب استراتيجية
كثير من الروايات تثير فينا الاحساس بالنهم حول طبيعة الدور الذي كان يناط الي بعض،رجالات التصوف..
وعلي سبيل المثال هناك رواية تترجم حياة الصوفي ابو بكر
الزقاق تلقي الضوء،علي هذا النمط من المهام
اذ تفيد أنه هيٱ لنفسه رباط خاصا لنفسه،،
والذي يلفت النظر هو التصميم الهندسي لهذا الرباط ؟
فقد بني بطريقة تكفل وجود مسالك به
( أنفاق ) تتسم بالتمويه حتي لا يكتشفها أحد
ذلك ان شابا قد أستنجد به من
الشرطة فأدخله.
والرواية تقول أنه خرج منه دون ٱن يلحظه أحد
فما الذي يدعوه الي بناء هذا الرباط غير ايواء الوافدين الجدد لاغراض الجهاد والدفاع
عن الثغور؟