اثر التصوف علي الحياة السياسية في مصر
من القرن 3 الي 7 هجرية
ظاهرة ( البقاء للاقوي)
في الفكر الصوفي
دكتور/كمال الدين النعناعي
(28)
لم يكن رجال السلطة في العصر المملوكي في مٱمن من النقد المباشر لهم..
وترجع التسمية الي مسمي مملوك وجمعه مماليك.
وهو مشتق من الفعل العربي (ملك) بفاتحة الحروف لم يلبث اللفظ ان اتخذ معني أصطلاحي في التاريخ الاسلامي فاصبح يقصد بالمماليك جموع الرقيق الأبيض
والشيخ الصوفي ابن عطاء السكندري نفسه كان يستقي صياغة امثلته التي كتبها عن الحياة المملوكية اتسمت بروح
الندية والمنافسة والمشاحنة. .
وهؤلاء كان مبدأ أمرهم من
جموع الرقيق الأبيض الذين تم
أسرهم في الحرب ٱو تم شرائها من التجار الذين يجلبونهم الي البلاد الاسلامية
وهؤلاء لما صار لهم الملك تحت
ظل القيم الاسلامية منذ تولي
السلطانة شجر الدر مقاليد الأمور في مصر سنة 1250 م.
تطاحنوا فيما بينهم
فلم يؤمنوا مطلقا بمبدأ الوراثة
في الملك..
فالأمراء جميعا سواء…
والملك للأقوي والأكثر أتباعا
والأوفر ذكاء..
وبذلك كثر الاغتيال وكثر العزل
بينهم فأتخذهم الشيخ بن عطاء الله مثلا في تحليلاته لتاريخ تلك الحقبة
يقول بن عطاء الله..
(فمثالك كمن وجد أسدا فخلصه الله منه..
فوجد بعده خمسين ذنبا فغلبوه)
وكان مبلغ عناية الجماعة الشاذلية بفن ادارة الدولة عظيما فعنوا بأهمية تأدية الناس لوظائفهم فقرنوا العلم
بالعمل
ونص ماكتبه بن عطاء الله تلميذ الشيخ الشاذلي يقول. ..
1 ما فائدة العلم الا العمل به
مثاله كملك كتب الي نائبه كتابا
فما فائدة الكتاب أن تقرأه فقط
أنما فائدته العمل به
2 مبدأ تعيين (أمين سر المجلس)
لذلك يقول بن عطاء الله
( ما يطلع علي الأسرار الا أمين
ومن خان فهل يطلعه الملك
علي أسراره؟)
ولعل ذلك الفكر نشأ عن الظروف التي سادت المنطقة
وقتئذ بعد أن هدأت الحروب الصليبية الجامحة التي قام بها
أهل الغرب الأوروبي ضد الشرق العربي والشمال الأفريقي أستجابه لنداء البابوية في روما والتي امتدت من أخريات
القرن الحادي عشر الي اخريات
القرن الرابع عشر الميلادي واجه الشرق العربي الغزو التتري الذي أدي الي سقوط الخلافة العباسية في بغداد
سنة 1250 م
وهؤلاء تدفقوا من جوف القارة الآسيوية منذ أوائل القرن الثالث عشر الميلادي فاتحه هولاكو لفتح ايران والشام ومصر وبلاد الروم والارمن
ولما كانت الخلافة العباسية ضعيفة تعاني من الانقسامات
المذهبية والفتن الداخلية سقطت بغداد في فبراير سنة
1258 م حيث قتل 800000
ثمانمائة ألف من أهلها في مذبحة رهيبة
وقتلوا كل من وجدوه
من بني العباس