ابطال جهلهم التاريخ و غاب عنهم الاعلام” الشهيد عبد العزيز محمود”
السويس/ صفاء مصطفى….
الغريب ليس غريب لانه حي
البطل الحقيقي في فيلم حكايات الغريب والذى جسدة الفنان الراحل محمود الجندي فى دور عبد الرحمن
الفيلم الذي كتب قصته الكاتب الراحل جمال الغيطاني
بعد حرب أكتوبر 1973شكلت المؤسسة الصحفية لجنة من 3 رجال تسافر إلى السويس لتقصي الحقيقة حول مصير عهدة الأسطي عبد العزيز والذى يعمل سائق سيارة تتبع تلك المؤسسة الصحفية , مهمته توزيع الصحف ,والذى دخل السويس في 23 أكتوبر , لكنه لم يغادرها قط , بقي جسده الطاهر في مكان ما , لقد كان الاسطى عبد العزيز من بين صفوف المدنين الذين حولهم نداء الواجب في لحظة إلى مقاتلين ضد العدو الإسرائيلى بمدينة السويس
يقول خليل ابراهيم الصحفي فى الاذاعه والتلفزيون:و شهادة المقربون من الشهيد عبد العزيز
“عمل عبدالعزيز مندوب توزيع الأعداد اليومية لجريدة الأهرام بمدينة السويس، وعند اشتعال معارك الثغرة، أصر على مواصلة واجبه المهني في توصيل أعداد الجريدة وذلك حتى يوم 22 أكتوبر، حيث أغلق الطريق الواصل بين السويس والقاهرة؛ ليجد عبد العزيز نفسه محاصرا داخل السويس”.
ونقل خليل عن زوجة عبدالعزيز (سلوى فهمي)، قائلا إنه بعكس أحداث الفيلم فقد تم زواجها من عبد العزيز ورزقا بطفل، قبل وقوع الحرب، وكان زواجا تقليديا لم تتخلله متاعب، بعكس قصة الحب بين البطل وحبيبته في الفيلم.
وبالعودة لبطولات عبد العزيز في السويس، فقد تعلم من أحد الجنود طريقة نصب الكمائن الدبابات العدو بالقنابل اليدوية، حيث كان متنكرا في ثياب جندي إسرائيلي أثناء خروجه لإعداد الكمائن يومي 22 و23 أكتوبر، وبالفعل استخدم قنبلتين للتصدى لإحدى الدبابات، ولكنه أصيب ومكث في مستشفى السويس وفي يوم 24 أكتوبر، وعندما تقدم رتل دبابات إسرائيلي نحو المستشفى، هرع عبدالعزيز الى مخزن الذخيرة، وحزم بعدد من القنابل واقتحم الطابور في عملية فدائية قضى نحبه خلالها ليدفن في مكانه عند كبري الزراير بالسويس قبل أن ينقل جثمانه إلى مقابر الشهداء.
ارسلت صحيفة الأهرام، نسيب عبدالعزيز محمد فهمي إلى السويس؛ ليعود بخاتم الشهيد البطل و بطاقته دلالة على وفاته في الحرب.
بعكس ماورد فى أحداث الفيلم :
ان اللجنة فشلت في الإطلاع على كشوف المستشفي الذي كان يمتلئ بالجرحى والمصابين و الشهداء وقت الحرب , فلم يكن هناك وقتا لتسجيل من يدخلها..واللجنة تريد دليل مادي يثبت أين ذهبت العهدة .. لا يهمهم مصير الأسطى عبد العزيز.. المهم أن تكتب تقريرها بنجاح.
لكن خلال البحث تتكشف لها حقائق عديدة.. تظهر لهم جوانب إنسانية في شخصية الفدائيين الذين وقفوا أمام قوات اليهود في 24 أكتوبر..
في كل مكان كان الأسطى عبد العزيز موجود.. أطلق عليه سكان المدينة الغريب..
ذهب عضو اللجنة إلى الفدائيين.. قالوا أن الغريب مات شهيدا في معركة قسم الأربعين.. فقد طلب أن يذهب معهم.. أمسك السلاح لأول مرة.. وتوجه لإيقاف تقدم اليهود.. عندما تقدمت الدبابات .. تقدم الغريب..وقف بطوله في مواجهتها.. كان يريد الاقتراب إلى أقصي حد ممكن من الدبابة..ألقي بالقنبلة الأولي.. ودوي صوت الرصاص يحصد جنود اليهود..امتدت يد الغريب ألقت القنبلة الثانية ..يغطي الدخان كل شئ.. ولم يعثروا له على جثة.
عضو آخر باللجنة أكد له الأهالي أنهم سحبوا جثة الغريب.. ودفنه بسرعة تحت الرمال.. وأثناء الحصار قرر الحاج حافظ سلامة نقل الشهداء إلى مقبرة واحدة داخل السويس.. وعندما حفروا لنقل الغريب صاحوا الله أكبر ..وجدوا الجثمان على حاله..
روايات آخري أكدت أن الشخص الذي نقلوه غير الغريب..والصحيح أن دانه انفجرت فوقه تماما ولم يعثر له على أثر.
زادت حيرة اللجنة..وقالت امرأة عجوز أن الغريب اسمه خلف.. كان يساعدها ببضعة قروش لفقرها.. هي لا تعلم اسمه.. إنما أسمته خلف على اسم ابنها الأول خلف الذي مات رضيعا.. وقال عسكري أن الباش جاويش كان يطلق عليه اسم كمال.. وهو اسم ابنه الذي مات.. كان الغريب يحمل أسماء كل الأحبة لأهل المدينة المحاصرة.
أجمع الكثيرون أن الغريب بدا كثير الحركة .. لا يهدأ .. لا ينام في مكان واحد .. بل نادرا ما رآه البعض نائما .. كل من رآه شاهده مستيقظا يؤدي عملا.. في الليل يقف خلال نوبات الحراسة عند أطراف المدينة .. يحفر الخنادق .. ينقل العديد من العوائق كالعربيات المدمرة والحجارة الثقيلة ليسد بها الطريق . يحفر آبار للمياه.. آذن للصلاة .. تبرع بدمه مرات عديدة.. تسلل إلى خطوط العدو.
لقد شاهد الجميع الغريب … فقد كان كل المدنيين على قلب رجل واحد يضحون بإنفسهم و يدافعون عن وطنهم مصر ولا يستطيع ان يفرق بينهم أحد
هذه حكايات الغريب التى كتبها الكاتب الروائي و المراسل العسكرى بحرب أكتوبر 1973 جمال الغيطانى …
هذه كانت مصر وهكذا كان رجال مصر الاحرار
هذه هي مصر بابنائها الشرفاء،.كلنا هذا الغريب عند نداء الواجب وحماية الوطن .تحيا مصر بشعب أصيل يعرف معني أرض الوطن . تحية الي شهداء الوطن في عصر تحرير سيناء،١٩٧٣ وعصر تحرير سيناء٢٠٢٣ . قصة تستحق النشر والتمثيل بها
ثورة ارادة شعب وبناء وطن . تحية الي كل أبطال مصر من الجيش المصري .