إيران بين الترقب العالمي والتمائع في الرد على إسرائيل
ابو الياسين نبيل …..
الإحتلال الإسرائيلي يقتل ويبيد ويجوع الفلسطينيين في غزة كل يوم ومنذ 10 شهور دون ردع أو محاسبة، وينتهك سيادة الدول ويقوم بإغتيال قادتها، ثم يهرع إلي مصر وتركيا وغيرهم من الدول، ويطالبهم بالحديث مع الأطراف الأخرىّ ومطالبتهم بأن لا تدخل في حرب معه، ولكن أدركت مصر وتركيا ودول أخرىّ بأن هذا أسلوب مخادع تستخدمة حكومة “نتنياهو “اليمينية المتطرفة ومكررة ورفضت، كلاًمن: مصر وتركيا الوساطة مع إيران قائلين لتتحمل إسرائيل مسؤولية أفعالها، وإيران بغلت الأمم المتحدة أنها ستهاجم إسرائيل وفقاً للمادة”51″من ميثاق الأمم المتحدة، وزير الدفاع الإسرائيلي لنظيره البريطاني، من المهم تشكيل حلف للدفاع عن إسرائيل في وجه إيران وحلفائها والأخير يتجاهله.
وبإختصار فإن إسرائيل مرعوبة بشكل غير مسبوق وهذا ما أظهرتة الصحف والفضائيات الإسرائيلية في العلن، فهل ستكون الضربة الإيرانية إن وقعت على حجم هذا الرعب؟، وإليكم بعض التصريحات “القناة 13 الإسرائيلية عن مصادر :إسرائيل تجري إتصالات مع واشنطن ودول غربية للتأكد من مشاركتها في الدفاع عنها”معاريف عن مسؤولين أمنيين: أعيننا على الأرض وليست بالسماء ونستعد لمحاولات تسلل وسيناريوهات غير متوقعة”القناة 13 الإسرائيلية عن مصادر: تقديرات في إسرائيل بأن الهجوم قد يكون متعدداً بمشاركة حركة حماس”
“بلومبرغ عن مسؤولين إسرائيليين: أي هجمات متوقعة يرجح أن تكون متزامنة من حزب الله والحوثيين وإيران”.
وأخطر أكاذيب رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” هي تصوير الصراع مع الشعب الفلسطيني كصراع مع “إيران” وأن كل مقاومة هي مجرد تعبير عن عداء إيراني لإسرائيل!، وأن كل من يحارب إسرائيل أو يساند الفلسطينيين في قطاع غزة أو حتى ينتقد الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج في القطاع يعمل لمصلحة إيران، والهدف من وراء تلك هذه الأكاذيب هو لتضليل وخداع الرأي العام العالمي، وجر دول الغرب لخندق أمريكا وحليفتها إسرائيل، ليحاربوا نيابةً عنها، وإحداث فتنة بين العرب أنفسهم في لعبة فرز طائفي بين سنة وشيعة.
والحقيقة هي أن الحرب والمقاومة والصراع هو بين إسرائيل كإستعمار غير شرعي بموجب حكم من محكمة العدل الدولية، وغزو أجنبي والشعب الفلسطيني صاحب الأرض الحقيقي والتاريخي،
والصراع هو كفاح حركة التحرر الوطني”المقاومة الفلسطينية” والكيان الصهيوني المصطنع على حساب أهل الأرض الأصليين، والشعب الفلسطيني وجميع الشعوب العربية والإسلامية تقبل وترحب بأي دعم ومساندة من أي دولة عربية أو إسلامية، أو أي دولة لها دوافع أخلاقية وإنسانية وموضوعية للإقرار بالحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره في وطنه التاريخي فلسطين وعاصمتةُ القدس الشرقية.
ومن الأمور المهمة والخطيرة هي أن الجيش الإسرائيلي يتعاون مع شركات تكنولوجية كبرىّ من المفترض أنها مكان آمن للجميع دون تحيز طرف على آخر، مثل “أمازون وجوجل ومايكروسوفت”، لمراقبة سكان غزة وتقديم خدمات التخزين السحابي والذكاء الإصطناعي لمساعدتة في العدوان على الفلسطينيين في غزة، والأخطر من هذا أن “أمازون وجوجل ومايكروسوفت” يحددون عدد الأطفال والنساء في المنازل من خلال تقنية متقدمة وتقديمها لقوات الإحتلال لإستهدافهم بشكل متعمد، وهذا ما ذكرتة بعض الصحف الغربية، أن الجيش الإسرائيلي يستخدم خدمة أمازون السحابية لتخزين معلومات المراقبة عن سكان “غزة”، والتي تستخدمها إسرائيل .
وبعد ذلك لإستهداف جرائم الحرب في كثير من الأحيان، ونشرت الصحف في وقت سابق تحقيق عن “طلب من “أمازون” كيف يخزن عمالقة التكنولوجيا البيانات الجماعية لحرب إسرائيل”، وكشف التحقيق أن الجيش الإسرائيلي يستخدم الخدمة السحابية من أمازون لتخزين معلومات المراقبة على سكان غزة، مع شراء المزيد من أدوات الذكاء الإصطناعي من جوجل ومايكروسوفت لأغراض عسكرية، وهذا يُعد إنتهاك صارخ وخطير تسريب معلومات المواطنين، بل يعتبر مشاركة فعلية في جرائم الحرب، ومساعدة الإحتلال للوصول إلى المنازل التي توجد فيها عدد كبير من الأطفال والنساء لقصفها.
ومن خلال مقالي هذا أوجه رسالة لـ”محكمة العدل الدولية” بأن نية الإبادة الجماعية أشار “سموتريتش” وزير “نتنياهو” اليميني المتطرف إليها، على الملأ أمس ونقلتها وسائل الإعلام المختلفة، وتم تداولها على منصات التواصل الإجتماعي، بأنه يعتقد أن منع المساعدات الإنسانية عن قطاع غزة أمر “مبرر وأخلاقي” حتى لو تسبب في وفاة مليوني فلسطيني بسبب الجوع، وهذا ما يتم ممارستة بشكل ممنهج الآن في غزة “جريمة التجويع” المتعمدة، ونتساءل؛ بعد هذه التصريحات الخطيرة من وزير حكومة”نتنياهو ” اليمينية المتطرفة والإفصاح علناً عن نية الإبادة الجماعية هل يسمح بحدوث ذلك المجتمع الدولي ويظل صامتاً، أم يتحرك ويتحمل مسؤولياتة الإنسانية، أم يحاول الظهور بالعجز المصتنع الذي دام “10” شهور.
والمؤسسة العسكرية الإسرائيلية لا تريد البقاء في غزة لوقت أطول ولكن، الإنسحاب من غزة هو الآن أمر لا تستطيع حكومة “نتنياهو” الإقدام عليه بل ترفضة لأنها سوف تنهار، و”نتنياهو” يعطي الأولوية دائماً لمصالحه الخاصة، ودول المنطقة تدرك هذا جيداً، والسؤال؛ هنا هل بعدما أصبحت الأوضاع تتدحرج نحو الهاوية، ومستقبل المنطقة بأكملها مرهوناً بالإنتقامية الفجة لـ”نتنياهو” ستتحرك الدول العربية مجتمعين لحماية شعوب المنطقة من الخطر الذي يجره الإحتلال إليها؟، وينفي “نتنياهو” بطريقة أو بأخرىّ أن قتل إسرائيل لمفاوض حماس الرئيسي لن يوقف المفاوضات!، أو يعكس رغبته في تجنب التوصل إلى إتفاق عن طريق التفاوض، فهل هذا إستهتاراً بالعالم أم عتو قاتل يغتال المفاوض الرئيسي وينفي تعطلها!؟.
والذي يثير السخرية وأعتبرة البعض إستخفاف بعقول العالم، أن الصحف الأمريكية تنشر على صفحاتها الرئيسية”قتل زعيم حماس يغذي المزيد من التوتر بين بايدن ونتنياهو”، وأنه أعرب الرئيس”جوبايدن” عن قلقه من أن ظروف الإغتيال قد ألقت بالشك في محادثات وقف إطلاق النار،لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو ” يرفض هذه الفكرة، كما يقول المسؤولون، يقاوم “نتنياهو” الرئيس “بايدن” بسبب المخاوف الأمريكية بشأن إغتيال الزعيم السياسي لحماس ونهج إسرائيل في محادثات وقف إطلاق النار في أحدث صدع بين الحليفين منذ بدء الحرب في غزة قبل 10 أشهر.
وفي سجال مخادع بين الطرفين الأمريكي والإسرائيلي الشركاء في تخطيط وترتيب عملية إغتيال رئيس حركة حماس”إسماعيل هنية” وكأنهم يستغبون العالم بأسرة، حيثُ قيل: في ما وصفه مسؤول أمريكي إنه محادثة ساخنة جرت بين”بايدن ونتنياهو” وأن إسرائيل كانت عقبة أمام إتفاق وقف إطلاق النار ورفض “نتنياهو “إدعاء “بايدن”بأن قتل زعيم حماس على الأراضي الإيرانية يمكن أن يخرب الجهود الرامية إلى التوصل إلى إتفاق لوقف النار وتحرير الرهائن، وكأنها تمثلية سخيفة يرفض مشاهدتها الجمهور.
وختاما: إذا إنسقنا وراء الرويات الأمريكية الإسرائيلية التي نعتبرها ويعتبرها الجميع بأنها كاذبة ومضللة للرأي العام العالمي، فقد أدرك “بايدن” أن “نتنياهو” كان يكذب عليه بشأن الرهائن، ولم يقل ذلك علنًا بعد ولكن تأكد؛ منه الرئيس الأمريكي، وذكر أن في الإجتماع بينهما، قال؛ له على وجه التحديد”توقف عن التشهير بي”، وفق الصحف الأمريكية، ولكن هذا كله مجرد كلام فارغ ما لم يوقف”بايدن” مبيعات الأسلحة ويوقف التمويل العسكري لإسرائيل، وهذا ما لايحدث أبداً لان الادارة الأمريكية شريكة في كافة جرائم الحرب والتجويع الممنهج في غزة، وشريكة أيضاً في جميع الإغتيالات التي تمت في ايران ولبنان وسوريا.
وإعتاد الإسرائيليون على فكرة أن القانون إنتقائي فالمستوطنون، واليهود المتطرفون وقوات الأمن فوق القانون، بحماية أمريكية، وإعتقدت أمريكا وحليفتها إسرائيل منذ فترة طويلة أن الشعب الفلسطيني يمكن أن يظل في قفص إلى الأبد، مع بعض التحسينات هنا وهناك للإحتلال العسكري، وبعض الإلتزامات الأسمية بيوم ما، وقد أظهرت هجمات 7 أكتوبر “طوفان الأقصى “هذا الأمر”أن يكون خيالا وأوهام فقط لدى الطرفين، وفي ظل الهزيمة الإستراتيجية لأمريكا وحليفتها رفضت إدارة “بايدن” بإستمرار الإستفادة من إمداداتها المستمرة من الأسلحة إلى إسرائيل لوقف القتال، حتى أنها بدت وكأنها تتجاهل القانون الأمريكي لمواصلة القيام بذلك.