بقلم الباحث التاريخى الشريف / أحمد ُحزين شقير البُصيلى
محمد علي باشا بالألبانية: هو مؤسس مصر الحديثة وحاكمها ما بين عامي 1805 إلى 1848. ولد في مدينة قولة التابعة لمحافظة مقدونيا شمال اليونان عام 1769 لأسرة ألبانية. كان أبوه إبراهيم آغا رئيس الحرس المنوط بخفارة الطريق ببلده وقيل أن أباه كان تاجر تبغ.
كان لوالده سبعة عشر ولدًا لم يعش منهم سواه وقد مات عنه أبوه وهو صغير السن، ثم لم تلبث أمه أن ماتت فصار يتيم الأبوين وهو في الرابعة عشرة من عمره فكفله عمه طوسون الذي مات أيضًا، فكفله حاكم قولة وصديق والده الشوربجي إسماعيل الذي أدرجه في سلك الجندية فأبدى شجاعة وحسن نظر فقربه الحاكم وزوجه من امرأة غنية وجميلة تدعى أمينة هانم كانت بمثابة طالع السعد عليه وأنجبت له إبراهيم وطوسون وإسماعيل ومن الإناث أنجبت له ابنتين.
وحين قررت الدولة العثمانية إرسال جيش إلى مصر لانتزاعها من أيدي الفرنسيين كان هو نائب رئيس الكتيبة الألبانية والتي كان قوامها ثلاثمائة جندي وبعدما أصبح رئيس الكتيبة الألبانية أظهر محمد علي التودد إلى كبار رجالات المصريين وعلمائهم ومجالستهم والصلاة ورائهم وإظهار العطف والرعاية لمتاعب الشعب المصري وآلامه مما أكسبه أيضًا ود المصريين. وفي مارس 1804 تم تعيين والٍ عثماني جديد يدعى أحمد خورشيد باشا الذي استشعر خطورة محمد علي وفرقته الألبانية الذي استطاع أن يستفيد من الأحداث الجارية والصراع العثماني المملوكي فتمكن من إجلاء المماليك إلى خارج سينا فطلب من محمد علي بالتوجه إلى الصعيد لقتال المماليك وأرسل إلى الآستانة طالبًا بأن تمده بجيش من الدلاة وما أن وصل هذا الجيش حتى عاث في سينا فسادًا مستوليا على الأموال والأمتعة ومعتديا على الأعراض مما أثار تذمر الشعب وطالب زعماؤه الوالي خورشيد باشا بكبح جماح تلك القوات إلا أنه فشل في ذلك مما أشعل ثورة الشعب التي أدت إلى عزل الوالي، واختار زعماء الشعب بقيادة الزعيم المصرى الشريف / عمر مكرم نقيب الأشراف محمد علي ليجلس محله. وفي 9 يوليو 1805 وأمام حكم الأمر الواقع أصدر السلطان العثماني سليم الثالث فرمانًا سلطانيًا بعزل خورشيد باشا من ولاية مصر وتولية محمد علي على مصر